صفحة الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي

الطريقةُ المُثلى للدفاع عن عقيدتنا في النبي محمد وأهل بيته (صلوات الله عليهم)
السيد ابراهيم سرور العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

🛑 *هام جداً*
*"رسالة إلى كلّ شيعي"*

بسمِ الله الرحمن الرحيم والصلاةُ والسلامُ على اشرف الخلق محمد وآله الطاهرين.

إنّ الإثارات والنعرات التي نواجهها مؤخراً وليس أخيراً ليست في صالح أحد على الإطلاق وهي لا تخدم المبادئ العامّة والثوابت الفكرية لمن يستبسل في الدفاع عنها ويضحي من أجلها .
والكثير منا حينما يواجه قضية فكرية معينة غريبة عن معتقداتنا أو تمسّ الجوهر والعمق الفكري والتراثي تراه يصدح ويعلي الصوت حتى تتفشى الفكرة في مجتمعنا فيقع البعض في مغبة الترويج للفكر الضلالي والإنحرافي والظلامي من حيث لا يتصور .
وفوق كل هذا يأتي من يصب الزيت على النار ليستدرج العواطف الإنسانية بغية أن ينتصر في معركته الخاصة ،وفي أغلب الاحيان ننسى ما كنا نتصارع ونتعارك من أجله لتتحوّل القضية وتتغير وجهة البوصلة الفكرية إلى مسألة لها شأن آخر لا علاقة لها بالحفاظ على الثوابث العقدية والدينية ،ما يؤدي إلى إبراز شخصانيّة الموقف ونسيان الهدف الأسمى والأشرف وهذا ما يريده الشيطان ويطمح في الوصول إليه والترويج له وقد فعل فعلته ونجم قرنه وفغرت فاغرة التكفير والتضليل واشتعلت نيران الحرب بين الاطراف المتنازعة فرضياً ولم يوجد من يطفئ تلك النيران او يخمد لهبها .
فلا يسوّغ لأحدٍ منّا أن يحمل لواء الدفاع عن النبي وأهل بيته ويرى نفسه ممثلاً عنهم إذا لم يكن أهلاً لذلك بأن يكون قادراً على التمييز بين صحيح الآراء وسقيمها ودراسة القضايا العقائدية دراسةً يستطيعُ معها الرد عن المسائل التي تعتريه والشبهات المطروحة ؛كما ينبغي أن نمتلك ثقافة الحوار وأسلوب الجدل والمنطق والبرهان لمقارعة اللاحجة بالحجة واللامنطق بالمنطق واللابرهان بالبرهان . هذا إن أردنا حواراً سليماً يؤدي بنا للوصول إلى برّ الأمان وشاطئ الحقيقة والإنتصار للعلم  والعقيدة القرآنية التي لا تختلف ولا تتختلف عن منهج أهل البيت في كيفية إدارة المواقف والتعاطي معها.
لقد حملت سيدة النساء فاطمة لواء الدفاع عن الرسالة والإمامة وأسّست لكيفية الردّ على الإنحرافات الفكرية الآنية والمستقبلية لتبين منهج أهل البيت التضحوي في سبيل الحفاظ على المبادئ بحسب الظروف المتاحة  بعد وضوح الرؤية وتمامية دراسة الحيثيات المتعلقة بواقع الأمة وسير نظامها العام؛ فقد جاءت نسوة من اهل المدينة لعيادتها وخطبت فيهن تلك الخطبة الشهيرة التي قالت (سلام الله عليها) في جواب نساء المهاجرين والانصار حين قلن: كيف أصبحتِ من علَّتك يا بنت رسول الله؟! فحمدتْ الله وصَلّت على أبيها (عليها السلام) ثمّ قالت (أَصحبتُ واللهِ عائفةً لدنياكنَّ، قاليةً لرجالكنَّ، لَفظتُهم بعد أن عجمتهم، وشَنأتهم بعد أن سَبَرتهم فقِبحاً لفلول الحدِّ، واللعب بعد الجدّ، وقرع الصفاة، وصدع القناة، وخَطَل الآراء، وزَلَل الأهواء، و (لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ) لا جرم لقد قلَّدتهم رِبقتها، وحملتهم أوقتها، وشننت عليهم عارها. فجدعاً وعقراً وبُعداً للقوم الظالمين).
تُظهر السيدة الزهراء (عليها السلام) نفرتها وانزعاجها الشديدين ممّن ينتهز الفرصة؛ ليسترزق منها مؤنة يومه، أي من المهاجرين والأنصار؛ لأنّهم سكتوا ـ ليس سكوتهم فحسب ـ بل على موافقتهم للانحرافات التي حدثت بعد وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله)، فأنذرتهم بأن يحذروا هذا الامتحان الإلهي العظيم. تذكّرهم بجهادهم الرائع في عصر الرسول (صلّى الله عليه وآله)، ومن ثمَّ تشبّههم بالسيوف المثلومة، التي فقدت قدرتها في صدِّ الأعداء ودحرهم، وبالرماح التي تهشّمت فأصبحت غير مفيدة لأي شيء. توبّخ ابنة النبي الكريم (صلّى الله عليه وآله) بشدة أولئك الذين سخروا من مبادئ الإسلام، وجعلوها عرضةً لأهوائهم، ومن ثمَّ وجهت لومها وتحقيرها إلى مَن وَهنَ عزمهم، وفقدوا قدراتهم في اتخاذ قرار ضد الانحرافات التي حدثت. في نهاية هذا القسم تقوم بإنذارهم، بأنّ مسؤولية غصب الخلافة ستُثقل كاهلهم إلى الأبد، وستبقى جباههم موسومة بوصمة العار التي جاءت نتيجةً لسكوتهم، كما أنّ التاريخ الإسلامي سيسجّل هذه الحادثة المؤلمة بمنتهى الأسف. نعم، فالكثير منهم لم يخرجوا من الامتحان منتصرين، ولم تكن وجوههم مستبشرة، وكم كان حسناً لو تبيّنت (حقائق الأمور) للعيان، حتى تسودَّ وجوه (الغشاشين)، وكم كان لطيفاً لو أُقيمت مناقل النار؛ ليفضح (مدلوك الذهب، وسوار الفضة) باطنه، ويتبيّن للناس حقيقته؛ ليُميزوه عن الذهب الخالص.

ونحن بدورنا يجب أن نتشبّث بالعقيدة الصحيحة وبالرؤية الواضحة  والدراسة الجادّة لكلّ قضيةٍ تعترينا وتطرح أمامنا ، هل تنسجم تلك الفكرة المطروحة مع المفاهيم والحقائق القرآنية ام لا تنسجم ؟ وهو ما نحتاج معه للعودة إلى أحاديث العترة الطاهرة من اجل فهمنا لكتاب الله فهماً لن يفترقا حتى يردا الحوض على رسولِ الله (ص) يومَ القيامةِ . وأعتقد أن الدخول في هذا المعترك من إختصاص علمائنا الأعلام فهم الأقدر والأجدر على ردّ الفروعِ إلى الأصول وتبيين الحقائق القرآنيةِ المرتبطةِ بعقيدة أهل البيت (ع) .

إنّ المهاترات والمشادّات الكلامية التي تجري اليوم على الساحة وخاصة عبر وسائل التواصل الإجتماعي تهدم بدلاً من أن تبني لأنها لا تعبّر عن عن انتصار لشخص الفكرة وإنما تنطلق من حيثية الإنتصار لفكرة الشخص ،وعليه لا بدّ أن يكون التضامن مع الحق لا مع الشخص حتى نصل إلى نتيجةٍ سليمةٍ لا لبسَ فيها ولا شبهةَ تعتريها. 
وأعاود القولَ مؤكّداً على وجوب إرجاء القضايا الحسّاسة إلى العلماء المتخصّصين والمتعمّقين في فهم الآيات والروايات فهم الذي يمتلكون مادّة الحسم لكلّ ما يواجهنا ويعترض سبيلنا .
نحن اليوم أحوجُ ما نكون إلى تقويم مسيرتنا الفكرية والعقائدية وإلى تنظيم سلوكنا الحّواري والأخلاقيّ فيما بيننا وان نتجرّد من عبادة الأشخاص والعواطف والأهواء ونعود إلى العقلِ السليم والفهم الواعي ونكون كما اراد الإسلام المحمّدي لا كما اراد المنهج الأموي والتكفيري، فالإسلام المحمدي يفرض علينا إخماد نيران الفتنة بين المسلمين كما يفرض علينا أيضاً مواجهة كلّ التيارات الفكرية المنحرفة والشاذّة عن منهج الصواب واصول الإعتقاد بالاسلوب الذي يخدِم ولا يهدّم فلنكن خدّامين لا هدّامين.
     والحمد لله رب العالمين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابراهيم سرور العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/20



كتابة تعليق لموضوع : الطريقةُ المُثلى للدفاع عن عقيدتنا في النبي محمد وأهل بيته (صلوات الله عليهم)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net