صفحة الكاتب : قيس النجم

لبيك يا صاحب المولدة لبيك!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أسعد أوقات الإنسان، أن يعيش في بيته مطمئناً مرتاحاً مستقراً، من كافة النواحي المادية، والنفسية، والإجتماعية، وأكاد أجزم بأن هذه الجوانب لا تتوفر عند معظم العراقيين، فتجدهم ما بين باحث عن وظيفة، أو مهنة يسد بها شظف العيش، أو بين آت وذاهب الى صاحب المولدة، الذي يمارس معه لعبة القط والفأر، في هذا الجو الحار من شهر رمضان المبارك.
قابلني أحد الجيران الذي كان قادماً من مكان وجود المولدة، فقال لي: الوجع هو أن ترى شيئاً منك يتلاشى يضيع، يختفي، وأنت أقصى ما تفعله هو الإكتفاء بالنظر فقط، فما سيحصل لو أن مشكلة الكهرباء كانت قد حُلّت منذ سنوات، وأين هو عمل وزارة الكهرباء، ولجان الطاقة في البرلمان، ومجالس المحافظات، ألا يجدر بهم تلمس واقع الناس في هذه الأجواء الحارة؟ أم لا يشعرون مطلقاً بهمومنا، ونحن في غفلة وغباء إنتخبناهم، ولكن مع الأسف لم نلحظ أية جهود حقيقية، لمعالجة هذه المشكلة المستعصية.
سكت قليلاً ثم قلت له: أنت وعائلتك وكل أهلك السبب؛ تفاجئ من ردي فأردفت قائلاً: وأنا وعائلتي وأهلي وكل العراقيين أيضا سبب في ذلك؛ وليس لوحدك، فكلنا إشتركنا في توطين الفساد بيننا، حتى تمكن منا، صمت صاحبي وتفهم لأنه رجل مثقف، هزَّ رأسه وذهب.   
عندما أتكلم عن الفساد المالي والإداري، الذي يحدث بين لجنة الطاقة في مجالس المحافظات، وبين أصحاب المولدات الأهلية، والحكومية، والمجلس البلدي، أشعر وكأن صوتي يخرج بصعوبة بالغة، لأنها مؤامرة كبيرة جداً على المواطن المسكين، وهم أيضاً يحبون بعضهم لكن حسب حاجتهم لبعض، والأمر متعلق بالوقود، والطرق التي تفننوا بها للوصول الى الربح السريع، وعلى حساب راحة المواطن، وعندما تود مناقشة أحد منهم فإنه يحلف ويكذب، ألا تباً لكم فانتمَ من عشاق أكل السحت، والحرام جميعكم دون إستثناء.
قصة المولدة ومصيبة سعر الأمبير، يكتبها صاحبها الشقي، ويرويها كل معيل لعائلته، عندما يذهب لدفع مبلغ السحب الخاص به، في حين نرى أن الحكومة التي تصر على عدم التعامل بجدية، مع هؤلاء الجشعين الذين يتلاعبون بالأسعار، والوقود، وساعات التشغيل، ومواعيدهم كمواعيد عرقوب(وطز كبيرة بالمواطن).
صاحب المولدة كائناً مَنْ يكون هو إنسان عادي، لكن هذه المولدة جعلته فرداً آخراً، كأنه قادم من كوكب الجشع، ويعد نفسه وصياً على الحياة في كوكب الأرض، خاصة أيام الصيف اللاهب، على أن بعض الناس، لما يبديه لهم صاحب المولدة من فظاظة في التعامل معهم، يودون لو تحترق هي وصاحبها.
أكثر من (30) مليار دولار صُرفت على مشاريع وزارة الكهرباء، وبعلم الحكومة ومباركتها، والذين تعاقبوا على تسنم منصبها من عام (2003) لغاية (2014) فاشلون، وسراق جملة وتفصيلاً، فمنهم مَنْ سكن أوربا بأجمل القصور، ومنهم مَنْ أصبح رئيساً لمافيا في داخل العراق، يبيع ويشتري بذمم رجال الحكومة الشرفاء!
ختاماً: الى متى يا ولاة النعم؟ الى متى يا عشاق الدم؟  لقد طفح الكيل والله!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/18



كتابة تعليق لموضوع : لبيك يا صاحب المولدة لبيك!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net