صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

في مثل هذا اليوم .... سرق الحشد الثلاجة
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في مثل هذا من عام 2015 واذ حررت تكريت، لمن ادعوا أنها عصية وقلعة العتاة العصاة . والبديهية ان هناك منتصر وخاسر خائب . ولكل واحد لغة اعلان، بين انشودة نصر، وصولة فخر، وبين ادعاء خيبة باطل مخز، يصل الى احط واخس ما تنتج ألسن الاعلام الباهت . 

على مر تاريخ المعارك وسجلها الدموي ، لم يتقاتل المتحاربون بمناديل ورقية او يتقاطفون بالورود . انها الحرب بين مهاجم يريد ان يصل الهدف بكل ما امتلك من قوة نار، وبين مدافع حين يدرك انه اوشك على الخسارة فيترك الارض محروقة ملغومة . هذه لغة الحرب حيث تنطوي في صفحاتها من يلتحف الارض بين ميت وجريح ، اخ وابن عم ورفيق درب . فلابد ان يكون عصف من الغضب قد هاج في صدور الحشود وهي تزحف نحو شاطيء القصور اللعينة، حيث لازالت الدماء ندية لشباب نحروا على ايد اثمة ،هم ذاتهم يقفون قصاد الحشد الان، لتكمل ما سقط من ألاف كمغدورين الى مئات جاؤا كمحررين . 

هم هم ذاتهم اللذين ساقوا اولئك الفتية من " سبايكر" اللذين تجردت من قلوبهم طبيعة الانتماء للبشر الى اخس المخلوقات وارذلهم اخلاقا وادناهم احساسا بالانسانية . اوغاد عمً التعصب على بصيرتهم فكانت افئدتهم صبخاء جرداء من كل ما يمت للبشرية . عميٌ بلا هدى ولا رادع، وغلواء بغيض أطاح بالناموس وهدم ناموس الغاية من وجودنا كخلق اسوياء . وأودوا بالرسالة التي يتشدقون انهم ينتمون اليها الى منازل الذل والهوان ونظرة الازدراء . منذ ان قادها سيدهم ابو سفيان وامهم أكلة الكبود ... ضلالة عن محجة الحق ، واستقواء بباطل ،واصطفاف رهين على جثث واشلاء . 

ان ما حدث في تكريت نصر لم يتوقعه المراهنون سواء ممن كان داخل المدينة او اولئك اللذين يسوقون للخسارة ويستحضرون كل ما اؤتي من عثرات امام هذه الحشود الواقعة على الموت . واذ تشتد المصارع فاذا بهم في خشية الرهبة من هذا الموج الزاحف المشحون غضبا لا لقتلاه فقط وانما لوطنه الذي اضحى سبية بيد وحوش الغاب . غضبا لوطن ضاعت هويته بين الاهواء المجندة ، اولئك من يقررون الموت في ملاهي عمان ونوادي الليل في ازقة العهر ودرابين بائعات الهوى. 

وضعت حرب القذائف وازيز الرصاص اوزارها في تكريت في مثل هذا اليوم، واشتعلت حرب الالسن الدعية ، خشية ان تكشف اوراق القتله بعد حين، ومن ارادوا الهروب بدلوا جلاليب الرجولة الورقية ، ولبسوا اردية النساء ، وازيحت اللحى الكثة الشعثاء ، لتصطبغ الوجوه الكالحة باحمر الشفاه ، وتدهن صفحات الخدود بالدهون التي تتبرج بها العاهرات . واخرون اختفوا بين الصفوف المرحبه بهذا السيل الهائل من الجيوش ليكتسحوا الزبد فأختفوا واصطفوا على القارعة ، ولكن بقلوب أختفى بين جناباتها الحقد والغضب .وكأن هؤلاء المصطفون جميعهم ملائكة رحمة ، وانهم في مثوبة الخلاص وهم ذاتهم ذوات اثم ومضلة ووزر. الناس من اهل هذه المدينة بين مقتول وقاتل ، بين مظلوم وظالم ، يجدون قاتليهم في الامس ينعمون بالسلامة اليوم . والسؤال من قتل الجبور والعبيد ؟ من قتل اميمة جباره واهليها ؟ من نحر معارضيهم او من لم يبايعهم ويوالوهم ، مئات تتبعها مئات؟ اليس هؤلاء من أهل المدينة ، وهم ينظرون الى قاتليهم وان تخفوا عن معرفة الجيش وحشده القادم توا الذي لا يعرف عن هؤلاء الا بعض الاسماء ، اما من فقد ابيه واخيه وابن عمه يعرف ما كان يفعل هؤلاء ، فكان الثأر وفارة الدماء ، على من قتل الرجال واغتصب النساء . أليست هي ادوار ؟ كم من محال وبيوت اغتصبت من أصحابها من قبل الدواعش ،فكيف لا تكون ردة الفعل هي اول ما تكون بين الجار وجاره وبين المقتول وقاتله ؟ حتى يخرج المتقولون ، واولهم شرقية الدعي الملعون ، وتجار الحروب والمجون ، ان يتهموا حشدا بسرقة ثلاجة او حرق بيت ملغوم . علام تريدون ان تسرقوا النصر من اولئك الفتية والشيوخ اللذين باعوا ارواحهم طوعا وبلا ثمن لوطن ؟ علام تتهمون من عرض روحه ان يسرقها اللصوص لكي يسرق توافه ما ذكرتم وتتدعون ؟ هؤلاء قدموا ارواحهم دون ان يرجوا مقابل الا ثمنا غاليا هو حماية وطن وحب ارض وشهادة يرفعها امام التاريخ وخالقه . 

لقد شاهدتموهم ونحن اياكم ، لم يعنفوا قط بامريء ظفروا به ،بل وسعت عواطفهم النبيلة وما اباحت من صفاء انفسهم ، ان يقول مقاتل الحشد الشعبي للمراءة التكريتيه ( تفضلي شرابا غذاءا .. انت اختي انتي عرضي انت شرفي ) لقد اغضوا عن ما فعلتموهم من قتل ونحر واباحت لكل المقدس واوصلتم البلد الى هذه الكوارث في جرائم الابادة .. هم يعرفون ان عقابكم عدالة مطلوبه ، ولكن العفو شيمة الكرماء يا لؤماء . وان حدث امر كما يدعي المتباكون ، فهو سلوك خارج السرب ، وان حق الحق تخيلوا ما عقابكم .... سرقة ثلاجة ام سرقت ارواح ؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/05



كتابة تعليق لموضوع : في مثل هذا اليوم .... سرق الحشد الثلاجة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net