صفحة الكاتب : علي علي

تصريحات الأكراد.. هل غابت عنا؟
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    لطالما كان الصراع بين العقل والجهل ديدن بني آدم على مر العصور، إذ لم يتوقف منذ بدء الخليقة، وقد سجل لنا التأريخ صفحات لاتعد من سجالات وخلافات، كان أبطالها بنو آدم فيما بينهم، ولم يفت هذا الأمر "ابو المثل" فقد أخذ على عاتقه إيضاح هذا الجانب فقال: "شعرة بين عاقل ومجنون ماتنگطع".. وأظنني أصيب القول وأحسن التشبيه إن مثلت المحافظة العراقية كركوك بالشعرة، أما العاقل، فهو كل أصحاب الملك الأصليين والشرعيين المثبتة بصماتهم على أرضها طوال عقود، وهم التركمان والعرب والأكراد وباقي القوميات، سواء أقليات كانوا أم أكثرية!. وأما المجنون، فهو من يريد لصقها بأملاكه وضمها اليها عنوة، مع أن أملاكه برمتها ليست ملكه وحده، بل يشاركه فيها العقلاء جميعهم، ذاك هو كاكه مسعود وزبانيته حصرا، وهم قطعا غير الشعب الكردي..! فأولئك في وادٍ والأخيرون في وادٍ.

   وفي استذكار لتصريحات الأكراد خلال الأشهر التي أعقبت أحداث الموصل، نستشف الدس والنيات المبيتة في كلامهم المبطن، والذي يرومون من خلاله استحواذ أراضٍ شاسعة من محافظتنا كركوك، بالالتفاف على القانون تارة.. والانقضاض على واقع الحال تارة أخرى، دون الاستناد على قانون او الرجوع الى عرف اجتماعي او أخلاقي، مستغلين هشاشة الوضع الأمني في المحافظة، وكذلك انشغال العراقيين بتحرير أراضيهم من الهجمة البربرية. وقد عزف كاكه مسعود على وتر ضم الأراضي المتنازع عليها بكل درجات السلم الموسيقي، وأمضى من عمره وعمر حكومة كردستان العراق سنوات، في الطبخ والنفخ تحت مرجل صناعة المادة 140 للتأثير في نكهتها بما يلائم ذوقه، فمن تصريحاته أذكر:

"شكلنا لجنة للتفاوض مع القوى السياسية وهناك خيارات أخرى لشعب كردستان".

   أما رئيس برلمان الإقليم فقد قال:

"كركوك جزء من الاقليم ولن نسمح بتكرار سيناريو الموصل فيها".

   وجلنا يذكر ماصرح به مسعود عندما دخلت قوات البيشمركة مناطق من كركوك، بُعيد اجتياح عصابات داعش مساحات شاسعة منها، حيث قال:

"إن المادة 140 من الدستور العراقي الخاصة بالمناطق المتنازع عليها قد "انجزت وانتهت" بعد دخول قوات البيشمركة الى المناطق المتنازع عليها عقب انسحاب قطعات الجيش منها".

   ولم يفت أعضاء مجلس النواب من الكتل النيابية الكردستانية أن يشاركوا في هذه الـ (قصعة) وينتهزون دخول العراق في مأزق منظم ومبيت له، فمن تصريح لأشواق الجاف قالت فيه:

"داعش دخل مناطق المادة 140 وعلى الحكومة صرف مستحقات البيشمركة لمواجهته".

 وقالت ايضا:

"بارزاني يشترط تطبيق الشراكة الحقيقية "عملياً" للمشاركة في الحكومة المقبلة".

  أما رئيس حكومة الإقليم فقد قال:

"لقد صبرنا 10 سنوات مع الحكومة الاتحادية لحل قضية المناطق المتنازع عليها وفق المادة 140 لكنها كانت دون جدوى، ودخول قوات البيشمركة إلى تلك المناطق جاء لحمايتها ومنع سقوطها بأيدي الإرهابيين بعد إنسحاب القوات الحكومية منها". 

   وأختتم ماقاله الأكراد بمختلف مناصبهم ومراكزهم السياسية وانتماءاتهم الحزبية، بماقاله (راس الشليله) مسعود بشكل يؤكد البت والحكم القطعي بما ينوي فعله، ويثبت عليه من دون تراجع، لاسيما وقد قالها بعد اسبوعين من أحداث اجتياح الموصل، إذ قال بالحرف الواحد:

"الآن بالنسبة لنا المادة 140 أنجزت وانتهت ولن نتحدث عنها بعد الآن".

    فهل نسي كاكه مسعود أن كركوك عراقية عربية تركمانية بالدرجة الأولى منذ قرون، قبل نزوح أجداده من أواسط آسيا وغربها، ومن الأناضول وجنوبها، واستوطنوا شمال أرض كركوك في جبال العراق وشكلوا أقلية تسمى الأكراد؟! أم أنه نسي أن أكراد كركوك بقوا أٌقلية فيها طيلة الحقب التي مرت على العراق، على الرغم من تغيير الحكومات وسياساتها مع القضية الكردية، إذ لم يتزايد تعداد الأكراد في كركوك بشكل سريع جدا إلا بعد عام 1991 يوم انفرد الحزبان الكرديان -الوطني والديمقراطي- بمحافظات العراق الشمالية الثلاث! أرى أن الأنفع والأكثر جدوى لكاكه مسعود، أن يحرص على الحفاظ على الشعرة التي بينه وبين بلده الأم لئلا تنقطع.

aliali6212g@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/11



كتابة تعليق لموضوع : تصريحات الأكراد.. هل غابت عنا؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net