صفحة الكاتب : علي علي

"الجيب العميل" هكذا كان اسمه
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    مسعود بارزاني رئيس "الجيب العميل"..! والجيب العميل تسمية، كان قد أطلقها النظام السابق إبان سبعينيات القرن المنصرم، حين كان الملا مصطفى -والد مسعود- على رأس الشعب الكردي، كواجهة سياسية وقومية وعشائرية، لاتنكر كياستها ومكانتها وتضحياتها. والجيب العميل هذا صار يطلق عليه اليوم "إقليم كردستان"، وسواء أنتهت ولاية كاكه مسعود أم لم تنتهِ! فإن هذا الرجل يمتلك سعة إدراك إلا أنها منقوصة بعض الشيء، وله قوة حدس إلا أنها تخذله أحيانا، ويحمل روحا وطنية ولكن، فيها شيء من العقوق، كذلك يتحلى هذا الرجل بعقل يتفتق عن أفكار ومخططات، غير أنها لاتصب في مصلحة شعبه أحايين كثيرة. ففي تصريحاته الأخيرة، دأب هذا الرجل على النأي عن الكياسة ما استطاع، وأخذ بالاقتراب كثيرا من التهور، وذلك بالإفصاح عن نيات وغايات تنم عما كان مبطنا في تصريحات سابقة، واجتماعات ومؤتمرات كانت تقام تحت سقوف عديدة، داخل الإقليم وخارجه، وكذلك خارج العراق، سواء أكانت في دول الجوار -لاسيما الحبيبة تركيا- أم في دول الغرب!. إذ نذكر كلنا ما كان يقوم به هذا الرجل من زيارات مكوكية خاطفة وغير خاطفة.. مجدية وغير مجدية.. سلكية ولاسلكية، من خلال ماكان يداعي به من حقوق الأكراد في إنشاء بلد مستقل، وحقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم، في حين يتمتع الإقليم بما لاتتمتع به أية محافظة من محافظات العراق -بلده الأم- لاسيما بعد عام 1990 فقد كان الحصار الاقتصادي على العراق وما رافقته من ظروف، كلها في خدمة المحافظات الشمالية الثلاث، التي هيأت لأكراد العراق -حصرا- ولادة إقليم ماكان يحلم به أجدادهم طيلة تاريخهم.

   أما لو تحدثنا عن تاريخ الأكراد في باقي الدول الإقليمية -سوريا وتركيا وإيران- فالحديث يأخذ تشعبات لاتخدم بارزاني ولاشعبه العراقي الكردي. إذ بمقارنة بسيطة لحقوق أكراد هذه الدول، يتضح لأي منظر الـ (دلال) الذي يرفل به مسعود و (ربعه) في محافظات العراق الشمالية. ورب سائل يسأل عن سبب مطالبة مسعود الشديدة اليوم بالانفصال عن أمه -وأبيه- العراق، وإقامة دولة كردية –قد يسميها الدولة الكردية العظمى- فيكون الجواب حينذاك على وجهين، اولهما؛ أن مسعود رجل له طموح في أن يدخل تاريخ الشعب الكردي من أوسع أبوابه، وأن يكون البطل الذي لم يتمكن أجداده من فعل ما يفعله، وهو إقامة الدولة الكردية المستقلة.

   أما الوجه الثاني من الإجابة؛ فهو أن سياسة هذا الرجل سياسة توسعية انتهازية، ولكن بين الإجابة الأولى والثانية هناك حقيقة ساطعة ظهرت على السطح، بعد ان كانت (جوه إبط مسعود) سنوات مضت، هي ان هذا الرجل له علاقة مباشرة ومؤثرة، وله اليد الطولى في كل ما جرى في محافظات؛ الموصل وكركوك وصلاح الدين، من عدوان داعشي- تركي- سعودي- قطري- صدامي- دوري- نجيفي- رغدوي- اسرائيلي.. وكل سبابات الاتهام تشير الى علاقته الوطيدة بهم، وأنه كان طيلة السنوات الماضية، يحوك ويغزل وينسج، لبناء بيت وليد تمرد على حساب البيت العراقي الكبير، ولم يعلم أن إقليم كردستان العراق بمحافظاته الثلاث، هو الجنين العزيز على قلوب العراقيين جميعا، ومشيمته مازالت وستبقى متأصلة برحم العراق، أما مايظنه "الدولة الكردية العظمى".. فهو أوهن البيوت.

aliali6212g@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/08



كتابة تعليق لموضوع : "الجيب العميل" هكذا كان اسمه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net