صفحة الكاتب : عمار العامري

زيارة الجبير وتراجع المشروع السعودي
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   زيارة الجبير الى بغداد؛ رغم أهميتها الا انها لم يعلن عنها في الوهلة الاولى, فأول مسؤول سعودي رفيع المستوى يزور العراق, بعد تغيير النظام السابق, قطعاً كان للتوتر الطائفي الداخلي والاقليمي, الاثر البالغ في تردي العلاقات العراقية السعودية, الزيارة جاءت على اعتاب دحر الارهاب في العراق, وانحسار الموقف الداعم له.

   كان لتحركات السفير السعودي الاسبق في بغداد, وتحفظات السياسة العراقية عليه, انعكاسات جعلت من العراق غير راغب بفتح صفحة جديدة, لاسيما وإن العلاقات قد باتت شبه منقطعة, خاصة بعد الاحتقان الداخلي, ودعم الجماعات الارهابية, كان للسعودية دور واضح فيه, ما جعل المنطقة الغربية بالعراق ضحية لسياسات عدوانية من قبل الجارة, في سعي لتحويل العراق الى قندهار أخرى, ضمن المشروع الاقليمي.

   السعودية؛ بعد التقدم الذي احرزته القوات الامنية العراقية في عمليات تحرير الموصل, وقرب نهاية التواجد الارهابي فيه, وتشتت الصوت السني في العراق, وتدافع الدوائر الاقليمية السنية على دعم المشروع الموحد لأبناء السنة, لاسيما انقرة والدوحة والرياض والقاهرة, سبقت بقية تلك الدول, لتقوم بدور الاب الجامع للسنة, من خلال ترميم العلاقات الثنائية مع الحكومة العراقية, تدخل من خلالها بالتقرب المحافظات الغربية.

   ربما الشكوك تحوم حول نوايا الرياض, لكن هناك عروض مغربية تقدمت بها, بالمقابل تسعى لتحقيق غايات سياسية معينة, أهم تلك العروض إعادة المدن والمحافظات المحررة, والتي تتفاوت نسب دمارها, نتيجة الحرب ضد الارهاب, وهذا بحد ذاته اغراء كبير تتقدم به السعودية, تتحمل خلاله أعباء كبيرة ترهق الميزانية العراقية كثيراً, اذا ما عمرت الاضرار الحربية, والبنية التحتية, المدمرة تماماً بالموصل والانبار.

   الحرب في سوريا واليمن, وتسوية الخلافات في المنطقة عامة, كان من الملفات الهامة في زيارة الجبير, فالسعودية فشلت في دعمها للعصابات الارهابية, وشنها لحروب عبثية, ما جعلها تتراجع عن تلك الورقة الخاسرة, لذا تحاول جعل التسوية ورقة استراتيجية, تسعى فيها لحفظ ماء وجهها, أثر سعيها الحثيث لحرق المنطقة, ما جعلها تسعى لاستقرار اكثر في المنطقة, وضبط حدودها من دول الجوار.

   بعدما فشلت الاطراف السنية في العراق, من لملمت نفسها, وتسويق فريق يمثلها في أعادة اوضاع البلاد الى سابق عهدها, لاسيما بعد فشل مؤتمر جنيف الاخير, اضطلعت الرياض لان تكون الداعم لتقديم واجهة تمثل المحافظات الغربية, على إن تبقى هي الراعي لسنة العراق, في سعي حثيث لإنجاح مشروع الاقليم السني المزعوم, خاصة وإن الخلاف السني الداخلي, هو نتاج للصراع المناطقي هناك.

   الحكومة العراقية؛ التي رحبت بالجبير, بيدها بوصلة تحديد المواقف, والعلاقات بين الطرفين, فالعراق اليوم يمثل القوي المنتصر, وهذا لم يأتي عن فراغ, إنما عن تضحيات جسيمة, فلا يمكن التفريط فيها, ولكن يمكن إن تقدم الاولويات, وأهمها اعتماد مبدأ التعايش السلمي, وتسوية الخلافات السياسية والمجتمعية, وتحديد العلاقات بين العراق, ودول الجوار.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/26



كتابة تعليق لموضوع : زيارة الجبير وتراجع المشروع السعودي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net