صفحة الكاتب : محمد الشذر

قيادة العمليات والعمالة!
محمد الشذر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بول بريمر الحاكم المدني للعراق، والذي تلا صدام حسين، بعد الاجتياح العسكري الامريكي، كان اول اجراء اتخذه عسكريا، هو حل الجيش العراقي، وهي مغالطة منطقية، لو اخذت في الحسبان، اذ لا تخدم سوى مصالح الامريكان، وكانت كفيلة ببقائهم الى حد الان، رغم اكذوبة الانسحاب الذي وقع في زمن المالكي، والذي لم يتم الا على الورق، وبقى الاحتلال في السفارة الامريكية، والتي تسيطر على الخضراء.
 
حل الجيش العراقي، مكن الامريكان من ايجاد ذرائع عدة؛ لبقائهم مدة اطول بحجة حماية المواطنين، وان الامن غير موجود، وسيطرتها على المدن، والسجون، مكنها من صناعة القاعدة، والتنظيمات الارهابية، وداعش فيما بعد، وفتح الحدود على مصراعيها، للمرتزقة والقتلة، للولوج الى داخل البلاد، لتصبح فيما بعد ارضا للصراعات المذهبية والقومية والفئوية، وكلها ذرائع بضعف الجيش!
 
لم يقف الامر عند السيطرة العسكرية، او وجودهم على الارض، بل استدعى سيطرتهم على مقاليد الحكم، من خلال بيادق السياسة التي تحركهم، كيفما شاءت، كرقعة شطرنج، والذين جاءت بهم على سطح دباباتها، واجلستهم على الكراسي، بأسماء عراقية، وتودد سعودي، وتبعية امريكو-صهيونية.
 
قيادة عمليات بغداد، والتي هي عبارة عن القشة التي قصمت ضهر البعير، في الامن المركزي، للعاصمة بغداد، اذ ان ذلك الاسم الرنان؛ لا يمثل سوى ادات لتنفيذ المآرب الامريكية، اذ ان حل الجيش العراقي، جعل الجيش الجديد ضعيفا، نظرا للأوضاع التي يمر بها البلد، مما ادى الى صعوبة ادخاله في معسكرات التدريب، واعادة تنظيمه، وايضا وجود العناصر الجديدة فيه، زاد من ضعفه لعدم امكانيتها، في فهم ستراتيجيات الحروب، والسيطرة الآمنة على الاماكن التي سقطت بيد التنظيمات الارهابية.
 
زاد الامر سوءا؛ حين اعطيت الرتب العسكرية ذات النفوذ والسيطرة، الى شخصيات لا تتحمل اعباء الرتبة العسكرية مما جعل الرتبة في مهازل الاحداث، وجعل الامور تخرج عن السيطرة، حتى باتت القوات الامريكية تسرح وتمرح، بفضل اؤلائك "الناطق بأسم عمليات بغداد، وقائد عمليات بغداد" وغيرها من الاسماء التي تملئ اللافتات ليس الا، ليتبين فيما بعد ان الناطق لا يحمل شهادة الاعدادية، في حين يملك رتبة لواء! وما ان كشف النقاب عنه؛ حتى تم استبداله بآخر، ولكن بعد ان مُلئت حساباته المصرفية في الخارج.
 
الملف الامني يجب ان يسلم الى وزارة الداخلية، وتخرج قيادة عمليات بغداد من هذه الزوبعة، والتي جعلتها ذو مكانة ونفوذ، اذ تغلق الشوارع، وتفتح اخرى، وتتحكم في كل شيء، وحين يحدث خرق امني، فأن وزارة الداخلية هي الملامة؟
 
الى متى سيبقى هذا الشعب يساق الى الجزار، وهو لا يجرؤ على التمرد ولو بكلمة؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الشذر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/20



كتابة تعليق لموضوع : قيادة العمليات والعمالة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net