صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

إذا ضُيِّعَت الأمانة، فانتَظِر الساعة..
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تتسارع الامور باتجاهات متنوعة في العالم نحو اشعال صراعات مختلفة وتحت مسميات كثيرة لتصلنا بشكل سريع من خلال وسائل الاتصال السريع والتكنلوجيا الحديثه وهي تنقل لنا مجاعات وفيضانات وكوارث بيئية وانحطاط في السلوك الانساني جميعها تدلل على ان العالم بدأ ينحرف عن مساره الصحيح ولربما ان قوى شريره لاتريد للوجود الانساني في كل بلد ان يعش ويعم السلام فيه , وما يشهده بلدنا بالذات من اختفاء كثير من التقاليد والافكار والثقافات التي كان يتحلى بها الشعب قد بدأت تتلاشى يوما بعد يوم ولو عدنا لأكثر من خمسة عقود سنجد ان الحالة الانسانية والكرم والامانة ونكران الذات هي الصفة الغالبة على الشعب العراقي , فالعراق تعرض لموجات غزو وحروب وسببت له نزيف من الالم وضياع الكثير من خيراته بعد ان كانت عليه نقمة ولم يستفيد منها سوى انها شكلت عنوان براق تجذب المستعمر , في الوقت الذي كان العراق محط انظار العالم وفيه الكثير من القبور المقدسة لمختلف الديانات فالله سبحانه وتعالى اكرم هذا البلد بخير وفير كما ميزه عن بلدان فقدت حتى انبساط التربة وانعدام المياه فيها , ووضع الله للكون والحياة العامة قوانين وحذر من تجاوزها والعبث بها خوفا من فقدان النعم وانزال العذاب لهذا رتب الحياة بترتيب يعجز القلم وصفه واللسان شكره وارشد الناس لسبل الخير والعمل بالمعروف , وحذرهم عن فقدان الامانة التي حملها الانسان وهو ظلوما جهولا بها بعد ان رفضت السموات والارض والجبال ان تحملها , لهذا وضع الباري عز وجل كل شيىء في موضعه الصحيح لتسير الحياة بشكل معتدل وبخط موازي لايقع الظلم فيه لأي احد من البشر , والعنوان الاعلى للموضوع هو حديث للرسول محمد صل الله عليه واله إذا ضُيِّعَت الأمانة فانتَظِر الساعة)، قيل: يا رسول الله، وما تضييع الأمانة؟ قال :إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله، فانتظِرِ الساعة) ان مايحيط بالعراق والذي شكل محورا لاحداث وفواجع ازهقت دماء ابنائه واستنزفت خيرات كثيرة حتى اصبح المواطن العراقي لايعرف متى تنكشف الغمة ويحل الاستقرار لبلد يصعب التكهن في مستقبله السياسي بعد ان ضيع الامانة والمسؤولية فالآمانة هي الكلمة والحرص والمتابعة والعقيدة الراسخه لدى المؤمن والتصرف والمسؤولية الشرعية العادلة بين جميع الناس وكلمة الحق بوجه الحاكم الجائر وليس كما يعبر عنها بالوصف العام هو حفظ الشيء وتسليمه الى ذوي الامر فقط , لو تصفحنا كتب التاريخ لوجدنا ان حروب كثيرة انهكت شعوب واقوام وتسببت بشلال الدم لعدم تخليها عن الامانة والدفاع عنها , وفي معركة ذي قار أن النعمان بن منذر استودع أهله وماله وسلاحه، إلى هاني بن مسعود الشيباني وجعلها امانة في عنقه ,وبعد ان طلبها كسرى من هاني ليسلمه الامانة فرفض وجرت معركة وانتصر العرب فيها قبل الاسلام , وقد جعل رسولنا الكريم الشفعاء يوم القيامة خمسة وقال الشفيع الاول القرآن ثم صلة الرحم ثم الامانة ثم النبي ثم اهل البيت , فقد قدم الامانة على نفسه واهل بيته لما لها من اهمية , ومع شديد الاسف ان بعضا من افراد شعبنا وهم يحملون في طياتهم كل عنواين الاسلام ويمارسون طقوسا دينية تسر الناظر ولكنهم لم يلتزموا بالامانة سوى كانت الكلمة الصادقة اوشهادة حق يتوقف مصير انسان عليها او تسلمه منصبا ليكون عادلا بين الناس ويصون الامانة , كم سياسي اقسم بكتاب الله على ان لايخون مصالح العراق ويعمل على خدمة شعبه وحينما يستلم المنصب ينحرف كثيراعن التزامه ويخون الامانة مما يسبب بهدر المال العام وتعطيل مصالح الناس ويعمل فقط لمصلحته الشخصية واهله واقربائه وهمه الاول والاخير كيف يجمع المال بطرق غير شرعية متناسيا انه اقسم بكتاب الله , لاننسى في الجانب الاخر والاهم ان معظم الذين تسلموا مناصب سوى كانت بالمؤسسات العسكرية او المدينة هم غير مؤهلين ولاتوجد لديهم الكفائه من الخبرة والتدرج الوظيفي وسبب ذلك اهمال وعدم متابعة لقضايا الناس وتوسيع فجوة الفساد الاداري كونه أتى عن طريق المحاصصة السياسية التي كان لها دورا واضحا في تأخر مشاريع البلد وضعف الخدمات ,في حين ان الامانة توجب على ان نختار ونضع الشخص المناسب في المكان المناسب ولايمكن ان نزج شخصية لاتملك مؤهلات من موظف بسيط او عامل بناء مع احترامي الشديد لتلك المهن الشريفة التى نعطيها مسؤولية تفوق حجمها اضعاف المرات دون دراسة ووعي وستكون العواقب وخيمة, ولايختلف الامر ايضا في المؤسسات الأمنية ان نعطي رتباً عسكرية دون معرفة مايترب من نتائج ايضا وانعكاسات على الامن والدفاع عن أرض العراق من اي اعتداء خارجي , فالأمانة هي العمود الفقري لاي بلد ومن خلالها يستطيع الشعب ان يحمي نفسه من اي اعتداء ويعم الخير وتنتشر في البلد ربوع الامن ويسلم افراده وينجي من المهالك التي قد ينزلها الله على الشعوب في حالة فقدان الامانة , وكما بينها وحذر منها الرسول الكريم خوفا من ضياع الامانة ستقوم القيامة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/16



كتابة تعليق لموضوع : إذا ضُيِّعَت الأمانة، فانتَظِر الساعة..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net