صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

من وحي الأغاني
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

     يمضي العمر وينتهي في لحظة

     وبينما نعيش لحظات أمل ودفء تعصف بنا أفكار مختلفة عن الموت والسفر البعيد، ونتذكر من رحلوا، ونفكر في الرحيل، هو رحيل مشابه للذي قام به من سبقونا. ونحاول أن نستدرك شيئا من أحلامنا ونتوهم أننا نصل في وقت ما لطموحاتنا، وتركض السنين بك يافلان وبك يافلانة فلاتصلان، لكنكما تصلان الى لحظة وأنتما مسجيان على سريرين مختلفين، وفي مكانين مختلفين، وفي زمنين مختلفين، أو قد لاتموتان وأنتما مسجيان، ربما سيموت أحدكما غريبا ووحيدا وعاجزا، قد يغيب في البحر حين تغرق به سفينة مهاجرة تمخر عباب بحر متلاطم كريه يرمي الأمواج والرياح والمطر، وقد تسقط بك طائرة مسافرة في أفق مفتوح وأنت تحلمين بعالم مختلف، وقد تكونين تتناولين طعام الطائرة الذي تقدمه مضيفة يبدو بياض فخذيها مثيرا للحواس وأنت تنظرين بغيرة قاتلة، وتتمنين لو أن فخذيك بيضاوان مثل فخذي المظيفة.

    قد نعيش الحب بلهفة، بحرقة، بوجع، بهجوم، وهجوم مقابل، ونتلقى الضربات والصدمات، وتنتشر آثار الكدمات على ضفاف القلب مثل مواضع بيض السلاحف تحت رمال الشاطيء، قد نحب من لايلتفت إلينا، وقد يحبنا، من لانلتفت إليه، قد نلهث خلف حبيب حالم بغيرنا، وقد نتذكر سنوات بعيدة عندما (نسيت الملعمة الجميلة أن تحجب صدرها بأزرار القميص المنفلتة الى أسفل فبدا بياض الصدر مثل قشرة بيضة نغازلها عند الصباح قبل ذهابنا الى المدرسة، المعلمة لم تنتبه لكن زميلتها إنتبهت عندما رأتني أحدق في صدر زميلتها، وقالت لها، إغلقي صدرك ولك، ومدت يدها بسرعة لتحجب عن عيني صدر زميلتها التي ضحكت وتكلمت بعبارات صغيرة لكنها مثيرة ولذيذة لم أفهم منها سوى إنني عاجز.

    الحياة والموت كلاهما مثل سيارة نقل مسرعة تحمل بضاعة الى مكان بعيد، ولايهم السائق التفاصيل الكبيرة، همه فقط أن يصل ويرمي حمولته تلك ليعود أدراجه، البخلاء والأسخياء سيموتون، حالهم حال بقية البشر، لكننا ربما سنودع السخي والفقير بدمعة، بينما نرمي جنازة البخيل بحجارة، وقد نضحك ونحن جلوس في مأتمه فقد تخلصنا من ثقل وجوده بيننا.

    حين يغني فؤاد سالم، فهذا لايعني أننا تخلصنا من الحمير التي تنهق صباح مساء في الإذاعات، و حين تغني أم كلثوم أو عبد الحليم فهذا لايعني أن مصر تخلصت من المغنين الحشاشين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/07



كتابة تعليق لموضوع : من وحي الأغاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net