صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

المَطايا والخطايا!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 المَطايا جمع مَطيّة , ومَطيّ جمعها أيضا.

والمَطية ما يُركب من الدواب كالبغال والحمير والإبل.
ويُقال: إتخذه مَطية لبلوغ مآربه , أي  جعله وسيلة.
 
وفي الزمن المعاصر هناك العديد منها في أنظمة حكم المجتمعات المنكوبة بالويلات والتداعيات , وسبب ما يحصل لها هو المَطايا التي ولتها على أمرها ,  لتحقيق مآرب الطامعين فيها والمستهدفبن لمصيرها.
 
فلا تعجب مما يحصل فيها , ولا تستغرب من المجتمعات الأخرى عندما تتعامل معها بإستهجان وإحتقار , لأن المَطايا تستلطف هذه الأساليب التفاعلية مع مُمتطيها من الذين يمسكون بلجامها , ويجلدونها بأسياط إراداتهم ومشاريعهم ومصالحهم وبرامجهم.
 
وتكثر الكتابات الإندهاشية  عما يحصل لها وما يدور في ديارها , وجميعها تغفل جوهر المشكلة وتتجاهل أن المَطايا لا حول لها ولا قوة إلا أن تسير وفقا لما يجب أن تسير عليه ,  وإلا سيجلدها المُمتطي أو يبيعها بأبخس الأثمان , أو يستبدلها بأخرى ذات إذعان فائق وقدرة على التحمل والإنجاز.
 
إن عدم الإقرار بحقيقة وجودها هو الذي يتسبب بالعديد من المشاكل في المجتمعات التي تحسب نفسها ذات سيادة وحرية تقرير المصير , ولا تفطن إلى مَطاياها المتسلطنة عليها , والتي تمضي كما يُراد لها أن تمضي وتلقي بأحمالها في المكان المرسوم , وبعدها أما تُعلف وتُسقى أو تترك وحال سبيلها متسولةً تائهة في الوديان.
 
وما يُستغرب منه حقا أن المجتمعات التي تتولى المَطايا  أمرها تتوهم بأن لديها حكومات وقوانين ودستور ونظام قضائي وتشريعي وأمني كباقي الدول , وتتصرف على هذا التصور والتوهم , وعندما تتفاجأ بقرارات ومواقف دول أخرى تجاه مَطاياها تبدأ بالتساؤل والإستفهام,  وهي التي هللت وصفقت لها وأتت بها لتقرر مصيرها , وتمتهنها وتشبعها قهرا وعناءً وخوفا ورعبا , وتنهب وتفسد وتستأثر , ولا مَن يرى أو يسمع , وإنما الجميع يهلل ويبارك لسلوك المَطايا الذي أوردهم سقر.
 
فلماذا لا تعترف هذه المجتمعات أن المَطايا تتولى أمرها , وعندما تقر بذلك ستجد الحل وتدرك الجواب الأصوب , وتصل إلى سواء سبيل العزة والكرامة والأمن والأمان.
 
أما إذا بقيت تتأمل من المَطايا خيرا , فاقرأ عليها وعلى أوطانها ألف سلام وسلام , وسورة الفاتحة خير الكلام!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/07



كتابة تعليق لموضوع : المَطايا والخطايا!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net