صفحة الكاتب : اسعد كمال الشبلي

الجيل السياسي الجديد..(11) عقلية الوطن..حل لابديل له
اسعد كمال الشبلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التعايش السلمي مصطلح تتشابك فيه عدة معاني وتفسيرات مختلفة، فالبعض يراه اندماجا لجميع الخصوصيات المتعلقة بالمعتقدات والانتماءات، والبعض يراه توحدا في المواقف العامة فقط، والبعض يعتقده خطورة تهدد المصالح الفئوية لجماعته، وبين هذا وذاك تتصارع الرؤى في ساحة التفكير الضيق بعيدا عن المعنى الحقيقي المراد منه.
لا شك ولاريب أن كل مكون من مكونات الدولة العراقية يشعر بأنه لم يحقق طموحاته ولم ينال حقوقه، وهذا حق لجميع المكونات لان الجميع قد ظلم وسلب حقه في وضح النهار،ومقدار تلك المظلومية يحددها نوع الشخص الحاكم (دينه،مذهبه،قوميته،انتمائه السياسي،ارتباطه الخارجي) وهكذا يأتون ويرحلون ونحن في نفس الدوامة..!
ما هو الحل؟ هل أن الحل للشيعة في أن تكون الدولة شيعية؟ هل أن الحل للسنة في أن تكون الدولة سنية؟ هل خلاص الاكراد والمسيح والتركمان والايزديين في أن تكون الدولة مصطبغة بصبغاتهم فقط ؟ أم أن وحدة الشعب ومشاركة الجميع في صناعة القرار ومنح الحقوق وفرض الواجبات هو الحل؟
لاشك أننا جربنا الخيارات الفردية كلها ولم ننجح، فالسنة حكموا والشيعة حكموا والاثنان مظلومان، وشاركت بقية المكونات في الحكم ولم تحقق طموحاتها..! والسبب الرئيس هو أننا لم نؤمن حتى الان بمبدأ العدالة في الحكم ولم نفكر بعقلية الوطن بل فكرنا بعقلية القومية والمذهبية والحزبية بل حتى المحافظاتية والعشائرية، وفي كل مرحلة نخطئ الحاكم ونحن إلى أيام سلفه مع أنها كانت أسوء بكثير، والسبب هو أننا نعاني من عقدة تقبل الاخر..!
ونقولها بصراحة، لاقوة للشيعة دون أن يكون السني قويا، ولاقوة للسنة دون أن يكون الشيعي قويا،ولا قوة للكردي دون أن يكون الشيعي والسني والمسيحي والصابئي والايزيدي أقوياء، فهذا هو واقع العراق، عندما تحاول أن تقوى على حساب الاخر من جهة،يقوى الاخر على حسابك من جهة أخرى..!
انه العراق الذي ليس لابنائه الا أن يعترفوا ببعضهم البعض بصدق ويجسدوا هذا الاعتراف عمليا وليس عبر شعارات فارغة نقولها في المؤتمرات ونخطها على الجدران وننشرها في وسائل التواصل الاجتماعي، فكفانا خداعا لذاتنا، ولنؤمن بالعيش المشترك ونجسده فعليا حتى وان كان ليس من باب الوطنية كما يصر البعض، لا بل احسبوها مصلحة شخصية ومستقبلا لاجيالكم وانتشالا لواقعكم المرير، فلا خلاص لنا الا العراق ولنترك جميع الايادي ونضع أيدينا بمن يتكلم بلغة العراق ويحاول أن يقضي على سرطان الكره المتبادل بيننا فهو لايرحمنا جميعا.. متى نصحوا لنصحح ؟!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد كمال الشبلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/04



كتابة تعليق لموضوع : الجيل السياسي الجديد..(11) عقلية الوطن..حل لابديل له
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net