صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

خُذ النفط!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إحترت في أمر الذي يريد أخذ النفط من أهله , وهو يقولها بصراحة أن علينا أن نمتلك النفط , فأصحابه لايستحقونه لأنهم يوظفونه في الدمار والخراب , فذهبت إلى ديزي أستطلع رأيها وقلت لها : يا ديزي سمعت أحدهم يردد:
"خذِ النفطَ الذي فيه احْترقنا...ودعْنا في مواطننا ودَعْنا
ولا ترجعْ إلى بشرٍ مُعنّى...بتضليل وأوهام وكنّا"
قالت: لقد صدق
قلت: أيتها الملعونة كيف تقولين ذلك؟
قالت: وماذا فعلتم بالنفط , أنتم لستم بمستوى هذه الثروة , وأنتم مثل الذين ورثوا إرثا لا طاقة لهم به , فراحوا يتعادون لكي يبرروا تبديده وتدميره والتخلص من عبئه , وسلوككم هو كذلك , فماذا تتوقعون من الآخرين الذين يرقبونكم في ضلالكم تعمهون؟!
قلت: لكنه نفطنا , وقد صرح المسؤولون بأنه نفط الشعب!!
ضحكت ديزي ونظرتني بسخرية وقالت:
ما هي فوائد النفط التي تنعمتَ بها , أعطني واحدة فقط , هل تعمّرت دياركم , وهل عَرِف الناس الحياة , وهل لديكم مدارس صالحة للبشر , ومستشفيات وبُنى تحتية ومواصلات ذات قيمة معاصرة , قل لي بربك ما هي الفائدة التي غنمتموها من النفط , أ تعني الفساد والنهب والسلب , والأنظمة الجائرة والصراعات والتمزق المجتمعي والعدوان على بعضكم بإسم النفط , فلولا النفط لعشتم بأمن وأمان وإستقرار ونعيم , إنكم تُقتلون بالنفظ وتُحرقون وتُهجرون وتفقرون وتعذبون , وتتقاتلون بالنفط , وتتخرب دياركم , ويضيع حاضركم ومستقبلكم.
أنتم بالنفط لا تساوون أية دولة أفريقية فقيرة بلا موارد , وأي منها أكثر تقدما منكم!!
لا أعرف ما أقول لديزي , لكن الناس كانوا في غفلة وقد إستيقظوا منها عندما دوى نداء أخذ النفط في أرجاء وسائل الإعلام.
لكني عدت إليها وقلت: وهل من نصيحة وإضاءة يا ديزي؟!
قالت: لا تنفع معكم النصيحة لأنكم تعلمون وتعرفون , وتحسبون أنفسكم المُعلمون والمُرشدون , وأنتم على صواب والجميع على خطأ , فكيف أنصح مَن يتوهم الدراية والمعرفة والعلم.
قلت: يا ديزي بلغ السيل الزبى!!
قالت: وقد بلغ ألف مرة ومرة , وما إتعظتم!!
قلت: وما هو الحل أ نعطي النفط للمطالب بأخذه؟!
ضحكت ديزي وقالت: أنت مجنون!!
النفط مأخوذ منكم منذ أن وجدوه في أرضكم , فهو مأخوذ با ولدي مأخوذ , فلماذا اليوم صدقتم بأنه غير مأخوذ؟!
وبسببه تواردت إليكم الأسلحة والأعتدة التي تستخدمونها ضد بعضكم.
النفط قاتلكم فدعوهم يأخذونه بوقاحة , فحرمانكم من النفط أصلح لكم في الحاضر والمستقبل.
لا أدري كيف أجيب ديزي , فهل عند أحدكم جواب؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/04



كتابة تعليق لموضوع : خُذ النفط!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net