صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

مذكرات ناخب ... الحلقة الثانية
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
     لم يسلم؛ من ظلم حزب البعث وطغيانه, شريحة من شرائح المجتمع العراقي, وكان للمرأة العراقية, نصيب من هذه الأذية وهذا الجور, فكان مصير الكثير من النسوة السجن والإعدام, وبعضهن دفن وهن أحياء عام 1991 . 
    جاء يوم 16 أكتوبر عام 2002, وكان علينا أن نتوجه لمراكز الاقتراع, لانتخاب " الرفيق القائد ", فبعد التجربة الأولى عام 1995 تعلمنا للدرس, فسارعنا منذ الصباح الباكر, وأدلينا بصوتنا بكل ممنونية, وغاب عنا شيء مهم, وهو إن أحد إخوتي, كان هاربا من الخدمة العسكرية, ولكننا صمتنا ودعونا الله, أن يمر علينا هذا اليوم بسلام . 
   ولكن حزب البعث, الذي كان يمسك بالأوضاع بالحديد والنار, لم يغب عنه هذا الأمر, فأرسل جلاوزته من بعد الظهر, يقودهم أحد جيراننا, كونه مسؤول المنطقة الحزبي, وعند رؤية مفرزتهم عرفنا بالأمر, وأنه لامناص من الاختباء منهم, فتحتم على والدتي الخروج, لاستقبالهم والترحيب بهم . 
   ولكن هذا الجار, تصرف وكأنه لا يعرفنا, وصعدت عنده الحمية البعثية, وصار يهدد والدتي بالويل والثبور, إذا لم يسلم أخي نفسه, وأنه سوف يجر والدتي من ظفيرتها, ويأخذها محل أخي!, فما كان من الوالدة, إلا أن ترد عليه بطريقتها, وتبصق في وجهه, وتقول له: "ما عاش من يجر الحرة من ظفيرتها فولى وزمرته هاربين" . 
  لازال جاري الى اليوم, حين يلتقي بي يقبلني, على كلا خديً ويخبرني بمعزتي عنده, ومقدار حبه لي ولعائلتي, ويتصور إني نسيت فعله الشنيع, رغم إني عفوت عنه, ولم أُذكره به حتى, فيكفيني مقدار الذلة والمهانة التي يشعر بها, في كل مرة يراني فيها, رغم إنني لازالت أرى في وجهه, الحنين الى الماضي, وتمنيه أن تعود, "أيام النضال " . 
 بلاشك ولا ريب؛ تغير الحال اليوم, وصارت المرأة العراقية, بغير الوضع الذي كانت عليه, في زمن الطاغية, حين كانت لا تأمن على نفسها, من انتهاكات البعث وظلمه, فأصبحت اليوم تمارس دورها بكل حرية, بل وشُرعت القوانين, التي تحمي المرأة وتحافظ عليها, وتهيأت لها سبل الرعاية الاجتماعية . 
 فأصبحت المرأة اليوم, عضواً في البرلمان العراقي, ووزيرة وقيادية, في مفاصل الدولة والأحزاب السياسية, تمارس دورها التشريعي والرقابي, تنتخب بحرية دون ضغوط سياسية أو حزبية, وصوتها مؤثر في بناء الدولة العراقية . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/27



كتابة تعليق لموضوع : مذكرات ناخب ... الحلقة الثانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net