صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

العقل الجمعي
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لو خليت الارض من امام لساخت باهلها. 
اثبت العلماء أن الإنسان يستغل جزء صغير من عقله طيلة حياته ، مهما عمل وانجز وابدع فهو يستخدم جزء صغير من عقله واكتشفوا أيضا أن هذا العقل مهما بلغ من الكمال فلابد ان يخطأ ولذلك تتأخر العلوم ويُصيب التشريعات من الامراض وسوء التطبيق ما يُربك حياة الناس. والسبب ايضا طبيعة الانسان التي جُبلت على الخطأ واختلاف الفهم بين العقول، ولذلك وتفاديا لهذه الاخطاء عمدت الأمم إلى جمع أذكى عقول ابناءها في مكان واحد لكي تعطي رأيا جمعيا تتفادى فيه نسبة معينة من الخطأ فأسست مجالس الشيوخ ، والبرلمانات ، والمؤسسات الكبرى وعقدت المؤتمرات قسّمت الاعمال على وزارات ، كل ذلك من اجل استغلال للعقل بأقصى طاقته تفاديا للاخطاء وحصدا لنتائج افضل ومع ذلك فإن الخرق يتسع والمشاكل تتفاقم والسبب هو أنهم اضاعوا العقل المعصوم وفرطوا فيه، ولو اجمتعت كل عقول البشر لما وصلت إلى جزء صغير من عقل المعصوم.
 
العقل الجامع وحده هو الذي يمسك الأمور ويجعلها تسير في مسارها الطبيعي بانسيابية عالية ومن دون اخطاء ، اول هذه العقول هو العقل الكلي الجامع الذي يمسك الكون وكل شيء بالحكمة ثم يليه عقل المعصوم الذي منحه الله القدرة على الامساك بازمة الامور من دون تعقيد ولذلك فإن الأرض ومن عليها احاط بها العقل المعصوم فكأنها درهم بيد شخص يُقلّبه كيف يشاء ومن هنا ورد في الحديث : (لو خليت الأرض من إمام لساخت بأهلها).(1) فكما ان العقل يُديم الحياة في كل ذرة من ذرات هذا الجسم واي خلل في العقل سيُحدث ارباكا مريعا في وظائف الجسم ويجعله من دون فائدة فإن الحياة أيضا من دون العقل الجامع الكامل المعصوم لا تساوي شيئا فببركة وجوده لا تزال الامور ممسكة بنفسها ولو انكره المنكرون الذين لا يستطيعون انكار عقولهم ودورها في عمل وظائف اجسامهم.
 
فقد روي عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: ((قلت لأبي جعفر محمّد بن علي الباقر (عليهما السلام): لأيّ شيء يحتاج إلى النبيّ (ص) والإمام؟ فقال: لبقاء العالم على صلاحه، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبيّ أو إمام؛ قال الله عزّ وجلّ: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فِيهِم )). وهكذا كما دعت الحاجة أيضا أن يكون في كل دولة رئيس يحكمها ويُحافظ عليها من الفوضى كان الحاجة أشد لرئيس يحكم الارض بالعدل.والعدل اساس الملك. 
المصادر: 
1- الرواية الكاملة كما أوردها النعماني : ص ١٤١ ب ١۰ ح ٢عن الإمام الصادق عليه السلام قال : خبٌر تدريه خير من عشر ترويه . إن لكل حق حقيقة ، ولكل صواب نورا ، ثم قال : إن أمير المؤمنين عليه السلام قال : على منبر الكوفة : إن من ورائكم فتنا مظلمة عمياء منكسفة لا ينجو منها إلا النومة ، قيل يا أمير المؤمنين وما النومة ؟ قال : الذي يعرف الناس ولا يعرفونه . واعلموا أن الأرض لا تخلو من حجة الله عز وجل ولكن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم ، ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجة الله لساخت بأهلها ، ولكن الحجة يعرف الناس ولا يعرفونه ، كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون ، ثم تلا : ﴿ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/19



كتابة تعليق لموضوع : العقل الجمعي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net