صفحة الكاتب : رسل جمال

سفسطة بالمجان!
رسل جمال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عرفت السفساطئية كأتجاه ومدرسة فلسفية يونانية، في عصور ما قبل الميلاد، في عصور غابرة ولت وانتهت، اذ كانت تعنى في بأدئ الامر، بتعلم قواعد البلاغة ودراسة التأريخ وفنون الطبيعة، ثم اقتصرت فيما بعد، على فن الجدل والحرص على الغلبة دون التزام بالحق والفضيلة، وهكذا اصبحت مرادفة لكلمتي الخداع والتضليل، فالانسان هو معيار الاشياء جميعها كما يدعون، فلا يوجد معيار يحتكم له الجميع.
 
يقف معلم السفسطة مفتخرآ ويقول، اعطني اي قضية، وأنا على استعداد ان اجعلها صادقة وكاذبة في نفس الوقت، اشارة منه الى انعدام الموضوعية، وتوجيه الامور كيفما اتفق.
 
ما نشهده في زماننا سفسطة ولكن بحلة أخرى، اﻷ وهو اﻷعلام السفسطائي المظلل، الذي اخذ على عاتقه نشر الاكاذيب، وبث الاشاعات بدون اي وازع أخلاقي، أو وطني لمهنة الاعلام الحر.
 
ان ما لاحظناه وليس اﻷمر بجديد، وجود قنوات اختصت بنشر الاخبار الكاذبة والمزيفة، وتفننت في تزييف الواقع للمشاهد، أضافة انها حتى في نقل الخبر، قد يكون في بعض الاحيان لا يخلو من الصحة، الا انها لا تبثه الا بعد اضافة المطيبات الخاصة بها للخبر، للتأكد من الوقع يكون اقوى للمتلقي، فكأنما الخبر أو الاشاعة الاعلامية مغنما، متناسين مبادئ المهنة السامية، اعلام اتشح بالسواد، امتهن بث السم وباع ضميره لمن يشتريه.
 
مثل هكذا اعلام انما هو"داعشية جديدة" ولكن اكثر دنائة وخسة، فلا يحلو لمثل هكذا قنوات، ومن يوجهها، أن يستمر الوضع الامني والعسكري، على وتيرة الانتصارات المتلاحقة، فراحت تفتعل الاخبار الكاذبة، وتروج لها بمختلف الوسائل التي باتت مفضوحة.
 
هي اشبه بتمساح في مستنقع يتصيد أي مار لينهشه، فبعد الزوبعة الاعلامية لخطف الصحفية افراح التي تصدرت اﻷخبار ﻷيام، وكثرت تحليلات أسباب الاختطاف، منهم من قال انها اسباب سياسية والاخر من رجح انه عمل اجرامي، و و و جاء خبر اطلاق صراحها كذلك بموجة من التحليلات والاخبار المختلفة، دون معرفة حقيقة الامور لحد هذه اللحظة.
 
ان مثل هكذا صخب اعلامي، الغرض منه التشهير وتنفير الناس من منهج الحق ولخلق جو من الافكار بعيدة عن الحقيقة تماما، اعلام يسمي قوات الحشد"ميليشا"
وينسب جرائم داعش للجيش، اعلام ابعد ما يكون عن المصداقية والموضوعية في نقل الخبر، لا يبال بصحه ما ينقل، بقدر اهتمامه ببث ايديولوجيا مريضة، والتفنن بتقبيح الواقع، ونضح كم من الشعارات الزائفة بعيدة عن الواقع كل البعد.
 
حاليا نحن بمواجهة موجة أعلامية معادية، الغرض منها اشاحة النظر، عن الانتصارات الباهرة والمتلاحقة المتحققة في جبهات القتال، والتقليل من أهميتها، بل والعزف على وتر الطائفية مرة اخرى، بأتهام القوات العسكرية بأستهداف المدنيين، او النازحين.
 
كلها محاولات بائسة في شق وحدة الصف، ففي كل مرة يثبت العراقي انه حفظ هذه السيناريوهات المملة، التي تكرر نفسها في كل مرة، بأفتعال الفتن وشغل الشارع باﻷشاعات، انه اعلام أشبه مايكون ببركة وحل لا يصدر منها سوى الروائح الكريهة، نتمنى ان تجف هذه البركة يومآ ما، وتريحنا.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسل جمال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/09



كتابة تعليق لموضوع : سفسطة بالمجان!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : حسين علي الشامي ، في 2017/01/10 .

حقيقة لسفسطة الاعلام حلول كثيرة وانجع تلك الحلول الحصول على دوائر اعلامية متطورة وهادفة ..أجدتي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net