صفحة الكاتب : شهاب آل جنيح

الاعتداء على المعلم.. ماذا يعني؟
شهاب آل جنيح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لا أعلم هل هي صدمة كبيرة، تعرض لها المجتمع الناصري بالأمس، عندما نقلت مواقع التواصل الاجتماعي، خبر الاعتداء على مديرة مدرسة، أثناء تأديتها عملها الرسمي، من قبل ضابط في أجهزة الأمن الحكومية؟ أم أنها رسالة تنبئنا بأننا وصلنا لمرحلة الانحطاط الأخلاقي المجتمعي، الذي ولّد كل هذه المآسي، والجرائم الأخلاقية والتربوية؟
 
أعظم المهن وأرفع الوظائف، هي مهنة ووظيفة التعليم وتربية الأجيال، فمن خلال هذه المؤسسات التعليمية تصنع الطاقات، وتخرج الكفاءات، ويُرسم المستقبل، ويبنى الوطن، فللمعلم مكانة لايملكها غيره، ولم يبالغ الشاعر حين قال: "كاد المعلم أن يكون رسولا".
 
الاعتداء على الكوادر التدريسية، وأمام التلاميذ؛ سينهي نظرة التلميذ لذلك المعلم، بأنه ملهم ومثل أعلى، يقوده نحو النجاح، والبناء الخُلقي والتربوي والتعليمي.
 
حادثة الاعتداء على مديرة المدرسة، تنبهنا للحال التي وصلنا إليها في العراق، حالة التردي الاجتماعي، وهي عيّنة من حوادث كثيرة، يمتلأ فيها مجتمعنا، الغريب في هذه القضية، أن المعتدي ضابط أمن برتبة كبيرة، ويفترض به أن يكون هو المدافع عن أمن المواطنين، والراعي الأول للقانون.
 
لكن الذي حصل هو العكس، حيث تم توظيف رتبته ومنصبه، للاعتداء على القانون والناس، وأساء للمؤسسة الأمنية التي ينتمي لها، فضلاً عن كل ذلك، فهو قد خرج عن كل الضوابط الأخلاقية والعشائرية والعرفية، التي تستنكر اعتداء الرجل على المرأة.
 
هذه الحادثة حملت معها رسالة لنا، أن المشكلة في العراق الآن، هي تردي في كافة مفاصل حياتنا اليومية، سواء الثقافية أو السياسية أو الدينية أو العشائرية، فهي قد حَملت معها تعدياً على القانون والأعراف العشائرية، وتعدياً وخروجاً عن متبنيات هذه البيئة المجتمعية، التي بدأت تتهاوى نحو الانحطاط في جميع مفاصل الحياة.
 
 الشعب العراقي بصورة عامة، مرَ خلال الفترة الماضية وإلى الآن، بمرحلة انتقالية، تلت مرحلة سابقة كانت بمثابة سجن مظلم، وفجأة وجد الشعب نفسه، وسط حرية لم يعهدها من قبل، مما جعله غير قادر على التعامل معها بشكل إيجابي، فأساء استخدامها، فشهدنا كل هذا التردي الثقافي، والاجتماعي والسياسي والديني، وإذا ما أردنا تدارك أنفسنا، فعلينا أن نبدأ بتغيير وإصلاح هذا الوضع، وهذا أيضاً يبدأ من المؤسسة التعليمة، التي تم الإساءة إليها اليوم.
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شهاب آل جنيح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/23



كتابة تعليق لموضوع : الاعتداء على المعلم.. ماذا يعني؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net