صفحة الكاتب : د . طلال فائق الكمالي

أزمتنا ... والوسيلة
د . طلال فائق الكمالي
تكاسلت لأيام عن كتابة مقال وهذا لا يعني عزوفي عن أصل الموضوع ولكنّ قلقاً أخذ حيزه من نفسي، خلاصته: أنّ عموم ما نكتبه يصنّف مُثلاً خاليةً من الحياة الواقعية لا تتعدى التنظير فحسب، أو أنها مشاريع لعنوانات باتت تفتقر لإثارة أصحاب الشأن من مفكرين وعلماء وقادة ومدراء من أجل الإيعاز بعصف الحياة لتفعيلها.
كما تأملت كثيراً عن العلة وراء بقاء شعوبنا ومؤسساتنا في محلها متخلفةً من دون أن تسير قُدماً نحو النمو والتطور، إن لم نقل وراء تقهقرنا في عصر أصبح التسابق فيه مع الوقت رأس مال الرقي والتألق. 
وبحثت عن الإجابة بين صفحات المعلوم والمجهول للوقوف وراء العلة في أعلاه... أبحث بين ضبابية الرؤية، وغياب الهدف، وتواضع السُبل، وضعف العزم والإرادة، وأشياء أُخرى... حتى أيقنت وأنا أتأمل في مفردات (خطبة الوسيلة) لأمير المؤمنين عليه السلام التي اختزلت فلسفة أصل الوجود والإنسان وآلية عمله في مجالات الحياة كافة بأننا الأمة الوحيدة من دون الأمم والشعوب من تمتلك بالقرآن والسنة المطهرة مضامين أيديولوجية رفيعة الشأن ورؤى واضحة ومتكاملة، أي أنها استغنت عن قطع مشوار طويل في إعداد رؤية كونية ترتقي بها ... فأين المشكلة إذاً ؟ ! 
حينها أدركت ــ ولازلت أتأمل بمفردات خطبة الوسيلة ــ أن العلة تكمن في السعي إجرائياً لنقل النظرية من مجال الفكر إلى العمل عبر السلوك التطبيقي على الرغم من أهمية الجانب التنظيري والمضموني، لعلمنا أن المثل والمفاهيم العليا لا تتحقق إلا عبر اقترانها بعمليات إجرائية تحمل المفهوم من حيز التنظير إلى حيز التنفيذ، بيد أنّ النكتة في ذلك هي أن الرؤية الكونية السماوية بما تتضمنه من نصوص قرآنية وسنة مطهرة ــ كما هي الحال في خطبة الوسيلة ــ تكتنز آليات ترجمة المفهوم إلى سلوك إجرائي، لننتهي إلى أن لا شيء يدفعنا نحو التألق والرقي إلا العزم والإرادة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . طلال فائق الكمالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/08



كتابة تعليق لموضوع : أزمتنا ... والوسيلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net