صفحة الكاتب : مهيب الاعرجي

الخالق اقرب للإنسان من نفسه
مهيب الاعرجي

 تعتبر فكرة  الخالق والموجد لهذا الكون من اقرب الأفكار واوضحها في صميم النفس الانسانية ولأجل هذا اعتبرها بعض منظري المدارس الفلسفية الحديثة  من الأمور الفطرية  وانطلق منها ماسلو في تنظيره للمدرسة الانسانية ... وعرفتها البشرية منذ فجرها الاول واشراقتها الفكرية الاولى يوم بدأت تحكم العقل في قراءة الظواهر الكونية وتتأمل الطبيعة ...ولأجل ذلك لانجد في تاريخ البشرية الطويل أمة اوحضارة تجردت عن فكرة  ( الاله ) او المعبد ، نعم لقد كانت البشرية تخطئ الدرب وهي تبحث عن ذلك الوجود القريب الى كيانها وذاتها فتعتبر مرة الشمس هي الاله الذي يعبد او النار او الصنم ...وهكذا كان من الطبيعي ان يخطئ في تلبية ذلك الشعور العميق في داخله بعد ان نعرف المنهج الذي اختاره إنسان تلك العصور في جمع خبراته وحقائقه هو منهج المحاولة والخطأ ، فالبشرية وبامتداد تاريخها الطويل كانت تصفق على وجود ذلك الحس الفطري المتغلغل في صميم اللا شعور للنفس لكنها كانت تخطئ في تلبية استجاباته على ارض الواقع وحتى اكثر الناس إنكارا لوجود الصانع والخالق لم يكن لينكر ذلك الشعور المتجذر في أعماقه . لقد اصيبت البشرية بغرور في حقبة من فصول التاريخ يوم انفتحت على الثورة العلمية والصناعية فتصورت ان هذا الشعور الفطري للعبادة  كان السبب من وراءه الضعف الإنساني الذي كان يخيم على مفردات الحياة فذلك الشعور ينبعث في أعماقه لانه كان لايستطيع ان يتحكم بقوانين الطبيعة والفيزياء ولَم يكن منفتحا على المنهج العلمي والتجريبي الذي أوجد انعطافة في حياته بشكل عام ولهذا شهدنا اتجاها كبيرا ينادي بفكرة الإلحاد وانكار الخالق يوم كانت الدنيا لاتزال ثملة بنشوة ذلك الفتح العلمي الجبار في حياة الانسان وألقت تلك السمة الإلحادية بظلالها على مختلف النظريات ومختلف الحقول العلمية وصبغت التفكير الإنساني بالصبغة المادية والالحادية وبرز التنظير الذي يقوم على أساس فلسفات أقصت  كل ما يرتبط بذلك الحس العميق الذي  ينبثق من اعماقهم فشهدنا الأيدلوجيات المختلفة والنظريات المتعددة التي كانت تنطلق من افتراض مادي فحسب ... لكن بعد ذلك اكتشفت البشرية زيف ذلك التنظير وذهبت الكثير من تلك الأفكار والنظريات ادراج الرياح فأين اكثرالأفكار الماركسية او الفرويدية او الدارونية او او ... لقد خبت تلك الأصوات وأصبحنا ونحن في الألفية الثالثة نجد التبدلات الكبيرة على نمطية التفكير البشري وتنظيره اصبحنا نجد الانسان في حقله النفسي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي ... يعيد النظر ويفكر بصياغة اخرى أصبحنا نجد الدنيا اذا خيمت عليها احد أعياد ميلاد المسيح تجتاحها موجة تكفر بكل ما نظر له مارس او ماكس فيبر او دارون وتذهب مذعنة لذلك الصوت الروحي في داخل وجودهم 

ان المشكلة الكبرى في إنسان أوربا او من يتاثر بطريقة التنظيرات لهم من شبابنا هو ليس في سماع صوت الفطرة الهادر وإنما في تطبيقه فهم يجدون التراث المسيحي يسير على المنهج المناقض للمنهج العلمي ويتخذ شعار اخلع العقل وادخل الى الكنيسة ولهم الحق ان يكفروا بهكذا طريقة تكفر بالانسان وطاقاته . هم لم يطلعوا على نبع يمتد بمنطلقاته الى السماء ويحمل استجابة تروي ذلك الشعور العميق الذي ما انفك يعذب الضمير الإنساني لم يطلعوا على قران يحمل اكثر من ١٦٠٠اية تشيد بالتفكير والمفكرين ولَم يطلعوا على تراث لأهل الوحي وحملته الحقيقين الذين يعتبرون العقل هو ملاك التدين وجوهره ...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهيب الاعرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/04



كتابة تعليق لموضوع : الخالق اقرب للإنسان من نفسه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net