صفحة الكاتب : ادريس هاني

حرّروا نبيّكم..
ادريس هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لامانس المعتوه يتحدّث بسلبية عن صاحبة بيت الأحزان..لأنه قرأ في التاريخ الذي كتبه الغلمان وربما قاس حجم ألمها بحجم ما أفرج عنه الخطاب التاريخي العربي فوجد أنّ بكاء فاطمة مبالغة..ونحن خلافا لهذا المنهج البائس والسطحي لمستشرق يجهل أصول التحقيق ننطلق من حجم الدموع والآلام التي عاشتها الزهراء لنسائل التّاريخ: ماذا أخفيتم من أحداث جعلت الزهراء تنشيء بيت الأحزان؟ إنّ دموع الزهراء وثيقة حية وشاهدة على تحريف التّاريخ..إنّ الزهراء بكت واعتزلت وحزنت كلّ ما تبقى من عمرها القليل ليس فقط لشدة تعلقها بأبيها، بل لأنّ أباها سقط شهيدا، وبقيت جنازته ثلاث أيام من دون دفن، وافتتن معظم أتباعه، بينما المنافقون الذين كانو كثيرا من حول المدينة وجدوا الفرصة سانحة لمزيد من التفتين..
القضية هنا أنّ الزهراء هي المحجة البيضاء..هي العلامة الكبرى..هي الشاهد على الأحداث..تكفي دموعها دليلا على خراب العمران الإسلامي..تكفي دموعها لأنّها هي النّص الكامل الذي يروي فصول المحنة..حزنت واعتزلت ثم اختفت لتظلّ شاهدة، محتجة في الحضور والغياب..مثال على الرفض التّامة أن تكون شاهد زور على تاريخ منكوب..دموع الزهراء فضحت تاريخا هشّا قام على لعبة التطبيع مع المنافقين والطّلقاء..هذا الذي يحدث عادة ولكنه لا يليق بمشروع المدينة الفاضلة..المشكلة هي أنهم فضلوا المدينة المدنّسة ولكن أرادوا أن يقيموا شهادة على أنها مقدّسة..فقال محمد: قوموا عنّي..واختفت الزهراء..إنّ حكومة الخطّائين تاريخية لها شروطها واختياراتها وإكراهاتها ولكن ما تجاهله هؤلاء: أنّ محمدّا والزهراء لا يمكن أن يكونا شاهدي زور على انتقال سياسي يستند إلى اللّعبة السياسية وهندستها..فهذا متاح في الحكومات التّاريخية ولا يحتاج لنبيّ..
ولازالت الجماعات الإستمواتية تكذب على محمد..كل لقيط من شرق الدنيا أو غربها بات يستسهل النطق عن محمد..وقامت كيانات إرهابية باسم محمد..وخرّبت ديار وقتلت نفوس محترمة باسم محمد..وهو ما فتئ يقول لهم: أنا الرحمة المهداة..أنا المحجة البيضاء..بالفعل وكما قال: ما أوذي نبي مثلما أوذيت..بل ولا زال الأذى مستمرا حيث أكبره كثرة الكذب عليه..ولقد قال: ستكثر بعدي الكذاّبة..محمّد أنقد جزيرة العرب من جاهلية قتل النفس المحترمة وقطع الطريق والتّفاهة والأوساخ وعلّمهم كيف يأكلون ويمشون ويقعدون ولكنهم في نهاية المطاف ارتدّوا حضاريا وارتدوا عن الفهم الديني الصحيح..وها هم اليوم باتوا عملاء ورجعيين وخونة ومتآمرين..ها هم جعلوا من لاهوت التحرير المحمّدي لاهوت العبودية والخيانة..قال الكذّاب الأكبر القرضاوي ما مفاده أن محمدا لو كان حيا لقبل بمشروع الناتو _ يقصد في التدخل في سوريا _..هذه هي الردة الكبرى..حيث باسم محمد تحيا سوريا..باسم محمد ستنكسر شوكة الإرهاب..لن نسمح لهم بتحريف وعي الشعوب..ولن نسمح لهم بأن يجعلوا هذا الدين في خدمة الإمبريالية..هذا الدّين كان نصرة للأمم والشعوب الحرة: ليقوم الناس بالقسط...
دين محمد لا طائفية فيه..دين يدافع عن الإنسان ويحمي أهل الأديان ويكافح من أجل الشعوب المستضعفة..أي قيمة لدين يصطف مع الاستكبار ضد المستضعفين؟..والمحمّديون هو وحدهم يموتون دفاعا عن أشقائهم المسيحيين ويدافعون عن وجودهم وحقهم في المواطنة الكاملة وعن رموزهم وكنائسهم..المحمديون وحدهم من يناهض الإرهاب ويناضل لحماية الأرض والكيانات ووحدة الشعوب..يريدون أن يسرقوا كل شيء..من كل أيديولوجيا سرقوا منها قطعا..ولم يستثنوا هذا الدّين..الدين الذي تزرقن وتبغدد وتلدنن وتقطرن وتترّك وتأمرك...إنّ قتلة محمد بن عبد الله ص هم هؤلاء الذين حوّلوا دين الرحمة إلى دين الإرهاب..ودين العدالة إلى دين الظلم..ودين النور إلى دين الظلام..ودين التقدم إلى دين الرجعية..ودين الكفاح إلى دين الإمبريالية..ودين المستضعفين إلى دين المستكبرين..ودين التقوى إلى دين النّفاق..ودين الأخوة والسلام إلى دين الغدر والتآمر..ودين البرهان إلى دين المغالطة..ودين السماء إلى دين النّفط..ودين الزهراء إلى دين كوندوليزارايس..لقد حرّفوا التّاريخ ولا زالوا يفعلون..لقد قضموا قيم هذا الدّين قضما وقلبوا موازينه رأسا على عقب..سلام على علي بن أبي طالب الذي قال: ولبس الإسلام لبس الفرو مقلوبا..وهو كذلك..رفعوا صوت الله أكبر التي جعلت لترفع في وجه الظالمين والمستكبرين فرفعوها في وجه الأبرياء والعزل والمستضعفين..استعملوا عنوان الجهاد الذي فرض لمواجهة الاستعمار والاستكبار كعنوان في تخريب كيانات الأمة ومجتمعاتها وجزء من مخطط الهيمنة.. هل هناك ظلم أكبر من أن تقف الإمبريالية اليوم مع هذا النوع من التأويل الهمجي الذي تمثّله أقلية حشّوا أدمغتها بالجاهلية والنّفط؟ وفي نظري لا يمكن الجمع بين محمد والنّفط..فالنفط أفسد كلّ شيء..الدين والدنيا...أمّا الجهاد الأكبر اليوم فهو الكفاح من أجل تحرير محمد من لعبة الأمم ، تحريره من مؤامرة إمبريالية _رجعية تستهدف تقويض روح هذا الدّين وتحريف معالمه..

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ادريس هاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/01



كتابة تعليق لموضوع : حرّروا نبيّكم..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net