صفحة الكاتب : السيد اسعد القاضي

إذا زرتم أبا عبد الله (ع) فالزموا الصمت.. إلاّ من خير..
السيد اسعد القاضي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 بهذه الفقرة يستهلّ الامام الصادق (ع) حديثه عن آداب زيارة سيد الشهداء (ع).. ثم يعطينا صورة عما يحدث كل يوم في الحرم المقدّس مما لا يمكننا مشاهدته.. 
 
تنزل الملائكة الحفظة حتى تلتقي بالملائكة الذين عند قبر الحسين (ع).. الحفظة تصافح من في الحائر من الملائكة.. ملائكة الحائر لا يجيبونهم.. انهم مشغولون بالبكاء على الشهيد الذبيح.. لا يتكلمون.. لا يفترون عن البكاء والدعاء..
 
وقتان مخصّصان للقاء بين الملائكة الحفظة وملائكة الحائر.. عند الفجر وعند الزوال.. يكفّون فيهما عن البكاء.. يسألونهم عن ما يريدون.. في غير هذين الوقتين شغلهم البكاء والدعاء.. همّهم التأمين على دعاء المؤمنين..
 
أيّ مصيبة هذه؟! تبكيها الملائكة من يوم وقعت وإلى أن يؤخذ بثأر صاحب تلك المصيبة الراتبة.. ليس فقط الملائكة.. قد أحزنت من خلق ربنا ما يُرى وما لا يُرى..
 
يواصل الإمام الصادق (ع) حديثه الشيّق المُحزن.. يبادر السامع فيسأل..
 
 ــ وما الذي يسألونهم عنه؟ وأيّهم يسأل صاحبه، الحفظة أو أهل الحائر؟.
 
ــ أهل الحائر يسألون الحفظة، لان أهل الحائر من الملائكة لا يبرحون، والحفظة تنزل وتصعد.
 
أجل.. تهبط الآلاف من الملائكة يومياً.. تقضي وطرها وتعرج.. لا تقع عليها النوبة إلى يوم القيامة..
 
زاد الله في شرفك أيها الوتر الخالد.. الموتور المستشهَد..
 
تلتقي الملائكة الحفظة بالنبي (ص) ومعه أصحاب الكساء (ع).. يسألهم النبي (ص) عن زوار سبطه الشهيد.. يدور بينهما الحوار التالي..
 
النبي(ص) : بشّروهم بدعائكم.
 
الحفظة: كيف نبشّرهم وهم لا يسمعون كلامنا؟.
 
النبي(ص): باركوا عليهم، وادعوا لهم عنّا، فهي البشارة منا، فإذا انصرفوا فحفّوهم بأجنحتكم، حتى يحسّوا مكانكم، وانا نستودعهم الذي لا تضيع ودائعه.
 
ويُضيف الإمام الصادق (ع)..
 
ــ ولو يعلموا ما في زيارته من الخير ويعلم ذلك الناس لاقتتلوا على زيارته بالسيوف، ولباعوا أموالهم في اتيانه..
 
لم ينتهِ المشهد بعد.. للزهراء (ع) حصة من أداء حق زوّار شهيدها المنحور.. تنظر إليهم فتسأل الله لهم من كلّ خير.. ونظرة أخرى تشهق فيها شهقة مشجية.. تتصدّع منها الجبال.. لا يبقى في السماوات ملك الا بكى رحمة لصوتها.. بل لا تسكن زفرتها حتى يأتيها أبوها وملؤ قلبه أسى..
 
ــ يا بنية قد أبكيت أهل السماوات وشغلتهم عن التسبيح والتقديس، فكفّي حتى يقدسوا، فان الله بالغ امره..
 
يختتم الإمام الصادق (ع) حديثه بكلمات لو كتبناها بماء الذهب لما وفيناها حقّها..
 
ــ لا تزهدوا في إتيانه، فإن الخير في إتيانه أكثر من أن يحصى.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد اسعد القاضي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/26



كتابة تعليق لموضوع : إذا زرتم أبا عبد الله (ع) فالزموا الصمت.. إلاّ من خير..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net