صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

عبدة آمون في ذكرى الحُسين..!
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 وأنا أنطلق لإحياء ذكرى أربعينية الحُسين في كربلاء، شغلني التفكير خلال المسير بعدة أمور، من أولوياتها، في الوقت الذي كنا ننتقد غالبية الشعب العراقي، على تحزبه والتشدد لإنتمائه العاطفي والسياسي، إلا إنه في الطرق المؤدية الى كربلاء، توحدت جميع المسميات، بين مصطلحين فقط أما "زائراً" أو "خادماً" لذلك الزائر، وهنا خرج الجميع من دائرة التحزب، وتركت تلكم الإمور التي تفضح الإنتماء خارج المحيط، بإستناء عبدة "آمون" يرفعون صور كبيرهم، فوق سرادقهم الخدمية وعلى أجسادهم.
الرسالة من هولاء واضحة جداً، بمجرد أن تُرى تلك المسميات والصور، والتي جعلت من "آمون" أقرب شيء لله وحتى من الأنبياء! سيفهم أن تلك السرادق الخدمية، نُصبت لتيارهم فقط، ومن يرى بنفسه ينتمي الى إليهم عليه الدخول، وإلا ماذا لو أُنزلت تلكم الصور والمسميات، لتكون وحدة إسلامية حسينية، لا تستقطب جهة دون غيرها.
في أحدى الحسينيات بوقت الصلاة، وكانت تصلى جماعة بإمامة أحد أعضاء لجنة الإفتاء، التي شكلتها المرجعية الدينية العليا على الطرقات، لم يكن هنالك مكان لجمع المصلين،إضطررنا أن نتحول الى الحسينية الأُخرى، وجدنا الصلاة جماعة آيضا بإمامة أحد علماء جمهورية إيران الإسلامية، سرعان ما أُذيع أسمه بمكبرات الصوت، إنسحب الأخوة ممن حمل صورة "آمون" على صدره، سألته قال إنه إيراني! وما الضير؟ للسيد موقف منهم، فقلت "تطبقون موقف سيدكم؟ أم حديث نبيكم" لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى"!
أهل البيت؛ عقيدة إسلامية، تذاب وتتلاشى وتتبخر جميع تفاعلات الإنتماءات مع وجودهم، فلا داعي لتلك الترسبات التي تتركها العاطفة،أو المصلحة الشخصية على تصرفات الشخص،وإلا كيف نحقق دعوة الإنسانية والعالم بالحُسين الى الإسلام الحقيقي، إذا ما كان المسلمين من أتباع الحُسين، متحزبين بدرجة المشتركات بالعقيدة.
أما حان الوقت الذي تتركون فيه عبادة أوثانكم؟ وتنطلقوا الى فضاء أوسع تعبدون الله؟ أما حان الوقت أن تتخذوا من العقائد المشتركة؟ نقطة تذاب تحت وهجها مفاتن عواطفكم بأصنامكم، كفاكم سخرية من عقولكم، وتصرفوا بما تتصرف به المراجع والعلماء، فالحسين ومن يخدمه للجميع.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/23



كتابة تعليق لموضوع : عبدة آمون في ذكرى الحُسين..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net