صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

معركة الموصل والدروع البشرية
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   مع انطلاق عملية تحرير الموصل, يشهد العراق معركة مصيرية, للقضاء على عصابات داعش الإرهابية, وانهاء وجودها في العراق. وتحرير اخر مدينة استولت عليها هذه العصابة الإرهابية, وهي معركة تختلف في  طبيعتها, عن بقية المعارك التي خاضها العراق, على الصعيد السياسي والعسكري معا.
    فالموصل محافظة كبيرة, بتعدادها السكاني وطبيعتها الجغرافية, التي تحادد إقليم كردستان من جهتها الشرقية, وتركيا من جهتها الشمالية, وانفتاحها على سوريا, وبالخصوص المناطق التي تسيطر عليها داعش, من جهتها الغربية, إضافة الى صعوبة التضاريس, التي تعرقل سير القطعات العسكرية, يجعل من معركة الموصل مختلفة, عن بقية المعارك الأخرى.
   ويبقى العنصر الأهم, في هذه المعركة, هو الحفاظ على أرواح المواطنين, من سكنة الموصل, والذي يوجب على القوات المحررة,ان تتعامل معه بطريقة مختلفة, عن ما جرى في المعارك السابقة, وربما سيكون هو العنصر الأبرز, الذي سوف يعرقل سير العمليات الجارية, لتحرير هذه المدينة.
    فمن الدروس التي تم أخذها, من معركة تحرير الرمادي والفلوجة, نلاحظ انه كان هناك نزوح طوعي, من قبل الأهالي, كما إن قيادات داعش, لم تتمسك بالأهالي كدروع بشرية, إلا في حالات نادرة, وهو الأمر الذي جعل عملية تحرير الفلوجة والرمادي, لا تسجل فيها أرقام كبيرة, من الضحايا بين المدنيين, وسهل عمليات تحرير هذه المدن, على الرغم من ان نسبة التدمير في البنى التحتية, كانت تتجاوز 90%.
    لكننا نلاحظ في معركة تحرير الموصل, انه الى الآن لازالت داعش تتمسك بالمدنيين كدروع بشرية, وتمنع نزوحهم, بل وصل الأمر الى تنفيذ عمليات الإعدام بمن حاول ذلك, في عملية تحمل في طياتها مآرب كثيرة, من ضمنها تعقيد عملية تحرير المدينة, وجعلها صعبة على القوات العسكرية من جهة, والاحتماء بالمدنيين لمباغتة القوات العسكرية, من جهة أخرى.
   ولا ننسى ان بعض الدول الداعمة لداعش, كانت تستخدم ورقة الوضع الإنساني للسكان والنازحين, من اجل إيقاف تحرير المناطق, التي تحت سيطرة داعش, وهي ورقة غابت وفشل من حاول استخدامها, في عمليات تحرير الفلوجة والرمادي, لذلك لم تصدر اي تحذيرات دولية, او استغاثات من منظمات دولية, حول إيقاف القصف الجوي, على عكس ما حدث عند بدء عملية تحرير الموصل, فقد صدرت تحذيرات إقليمية ومحلية وسياسية, تحذر من إنزال خسائر بالمدنيين.
  كل هذا يجعل من معركة الموصل, تختلف عن سابقاتها, وان استخدام المدنيين كدروع بشرية, القصد منه إطالة أمد المعركة من جهة, والحصول على أصوات داعمة لداعش, بحجة الوضع الإنساني من جهة أخرى, وهو أمر يجب أن لا يمنحه العراق, الى داعش وداعميه بتاتا.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/31



كتابة تعليق لموضوع : معركة الموصل والدروع البشرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net