صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

الحشد .. على ابواب تلعفر . رغم انف تركيا
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

على بوابات الموصل، زحفت الرايات وهي تتجمع روافد من بحر الايثار، والجود بالنفس غاية السائرين . المكان نحو المدينة المغتصبه، والزمان عاشوراء، تقودها روح من تدرع للموت واقعا عليه، وئيدا وئيدا، يلتحفون الفيافي والصحارى وارض متعددت تضاريسها، ناخ منخفض تحت مرتفع، اذ تثبت الرايات فوق سارية " الحمدانية" وبعشيقة تدق اجراس كنائسها" وبرطلة " ترسم الصليب تحت حماية رجال التوحيد، حيث هشم موقع شمر بن ذي الجوشن. 

ازيز السرفات يمرق من " طوب زاوه " وخزنة تبه" والموفقية وتستريح قليلا عند " كوكجلي" ، وستكون " بزوايه" التي لم تبعد اكثر من خمسة كيلو عند السهل الايسر الذي فتح وبسط اجنحته، لتمضي بكل اقتدار الرجال " عابس وبرير وجون، نحو قصر خلافة ابن عبيد الله البغدادي، الخليفة الذي ذهب مع الريح، حيث ينتظر قرار تلاشيه . 

وعند شرق المعركة يمضي في ميمنتها زحف لموطن الشيطان، وحدات الاقتحام التي حلت في اجسادها روح ابي الاحرار، لتكتسح "القيارة " والمسير نحو "حمام العليل" "والشورى " ثكنة داعش ومصدها وكثافة وحوشها وتدرعها واستعدادها . وجاء القرار بعد قليل انتظار، رد الاعتبار، لنكوص أتي على حين غرة ،وهي مؤامرة بين حاضنة اهل دار، وشركاء وطن مغتره ، فكان عقابهم قد انكسرت الجره .حيث اشاروا لحشدنا الكبير بالتوقف لاسباب يدركون انهم القول الفصل، وهي فصائل يدفعها شرف الانتماء، ديدنها التضحية والفداء ، موقفها ثبات واباء، رصيدها صون وطن ، وقتالها لانهم أهل ظلامة وا لاقوا من نصب وإحن . 

مضوا وكل لحظة من مواقفهم هي عناوين سجل الدهر االدامي بحقهم ، وكأن السطوة التي فخمت وروجت لداعش وصانيعها أضحت على حافت جمود زمانهم وانهيار مكانهم وتحت ضربات واصرار هذا الحشد وظله بل قراره الاخير . 

لقد اثقل الحشد عليهم مسالكهم، في مواطن صلفهم وقوتهم . المعركة تحتاج الى من يحملون الروح على الاكف .  بعد هذه ، لنتذكر الصوت الذي ضج في سماء وجودنا صوت ابي عبد الله ع : الا من نصير ينصرنا ، الا من معين يعيننا ؟ انه نداء ليس للاستجداء ، ولا لنجدة من اجل حياة دون الموت ، انه نداء الى الضمير الانساني بل صرخة في ركام من لم يميز ماهية الحياة والوجود . تثوير للعقول ونجدة للمصير في احياء المواقف صوب قيمة ان يكون المرء في درب القيم والنبل .

 الحشد كما نداء الحسين، يعرف اين ذاهب، والحتف القادم لم يرعبه بل اراد ينهض العقول ويثورها ويضعها في المسار الصحيح . فطلب النصرة لبعث الهمم في مسيرة الحياة ان لا تكونوا مع الظالمين الا شاكي السلاح : لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما . وطلب العون ليس لذات اللحظة وانما للقوادم من ذات المواقف حين تستحضر الناس التاريخ لتجد مواقعها . انه نداء ليس من الضعيف المستكين بل من القوي القائد الذي يرسم ملامح القوة في الوجود . اذن الحشد كتف وسند قواتنا، وكل ما قيل من منعه وتهديد جاويش اوغلو، الا عواء ونفخ في قربة لا تخرج الا اصوات ضرا... لا ينفه . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/27



كتابة تعليق لموضوع : الحشد .. على ابواب تلعفر . رغم انف تركيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net