صفحة الكاتب : نجاح بيعي

المرجعيّة ..  لا تنطق إلا بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان ..!؟.
نجاح بيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم تنفك المرجعية الدينية العليا تخاطب الأمّة , وبالخصوص الشعب العراقي , بخطاب أبويّ رصين ذات طابع ارشاديّ تكامليّ , رعاية منها للمصالح العليا التاريخية والدينية والاجتماعية والسياسية . فالشعب العراقي , وهو دائما ًموضوع مادة خطابها , الذي أخذ صوراً متعددة , وخطاب منبر الجمعة واحد من هذه الصور . فمنبر الجمعة الذي بات يطرق أسماع الملايين من الناس داخل وخارج العراق , فبالإضافة لتناوله الأمور الحساسة والمشاكل الخطيرة , ألا أنه مليء بالإشارات والتلميحات والإضاءات وكل ما هو جديد { .. لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ــ ق ــ آية 37 }. ويمكن أن نلمس التلميح والإشارة والجديد من بعض مضامين خطبة صلاة الجمعة لـ ( 21تشرين الأوّل 2016م ) منها :
1 ــ لأول مرّة تصف المرجعيّة العليا , الأيام التي يعيشها الشعب العراقي الآن بـ ( الخالدة !). وأطلقت وصف ( رجالُ العراق ! ) على الأبطال من صنوف قواتنا الأمنيّة , وجحافل المتطوّعين وأبناء العشائر الغيارى . فهنا الخلود لا يليق إلا ّ برجال العراق , وأن الأمر برمته يعتبر مجازا ً ولا يليق البتة , لولا أن تأمّلتها المرجعيّة لأنها على يقين من ذلك . كون المقاتلين يقتربون من النصر النهائي لتحرير الموصل المعقل الأخير لداعش . و(يا من ليس لنا من نفتخرُ بهم غيرُكم.. ) إشارة واضحة الى أنهم هُم وليس غيرهم , ممن جلبوا النصر للعراق واستحقّوا الفخر والافتخار , للتفريق عمن يُسمّوْن بالرجال من السياسيين , وهم يتصنعون النصر الكاذب والمزيّف . بدليل  ولو كان هناك غيرهم لوجب على المرجعيّة الإشارة اليهم . بل واستحقوا قسم المرجعيّة العليا على ذلك ( فكنتم - وأيم الله - على مستوى هذه المسؤوليّة العظيمة ) وفي إشارة أيضا مِن أن هناك مَن هو ليس على قدر المسؤوليّة , لأنّ المقاتلين والحشد الشعبي ليس فقط , لم يمّلوا ولم يكلّوا حتى استرخصوا الأرواح وبذلوا الدماء , بل قد اختبرتهم المرجعيّة ونجحوا في الإختبار على عكس غيرهم من السياسيين , ولا يزالون يسطّرون الملاحم في سوح الوغى , ممّا سيخلدها التاريخ .
2 ــ التلميح بوجود قيادة حقيقيّة شاملة ( المرجعيّة ) على المستوى الواقعي تنطوي على البعد الإلهي , لا تشبه غيرها من القيادات على وجه البسيطة مطلقاً . وتحظى باحترام وتقدير جميع المقاتلين وخصوصا ً ( متطوعي الحشد الشعبي ) من خلال حضورها الدائم والمتواصل ورفدها لهم في كل مرّة بوصايا وإرشادات , ومنذ صدور فتوى الجهاد الكفائي عام 2014 م , مثل وصيتها الأخيرة ( ضرورة رعاية المعايير الإنسانيّة والإسلاميّة , في التعامل مع المعتقلين ... والابتعاد عن الثأر والانتقام .. ) . كما وتلمح الى وجود قائد فذ ( السيستاني ) لا نظير له ولا كفؤ له أبدا . فيما لو قورن مع أيّ  قائد ممكن أن يخطر على ذي بال . والمقاتلون يطبّقون باعتزاز وصاياه جميعا ً عن طيب خاطر , عكس مَن أرشدتهم المرجعيّة ورفدتهم بوصاياها ( وهم السياسيين قاطبة ), ولكنهم لم يرعوي حتى بُحّ صوتها . 
3 ــ الإشارة الى أن المقاتلون ومن لبى نداء المرجعيّة وليس غيرهم , هم من يقومون بطيّ صفحة سوداء وفتح صفحة جديدة بيضاء من تاريخ العراق . فحينما تتطلّع المرجعيّة لأن( تُطوى فيه هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ العراق ..) هو استشراف المستقبل المفعم بالنصر والأمن والأمان , ولا يكون إلا ّعلى يد قواتنا الأمنية والحشد المقدس , فهي القوّة المعوّل عليها في التغيير  لا على غيرها .
4 ــ دعوة الشعب بجميع مكوناته بأن يأخذوا ( العبر والدروس من تجاربهم المريرة الماضية , وينتبهون الى أخطائهم وخطاياهم ويتفادون تكرارها !) دعوة لأن يتحمل الشعب مسؤولياته تجاه عراق ما بعد داعش , لأن النصر لم يقم إلا ّبدماء مئات الآلاف من خيرة الشعب العراقي . فالاعتراف بخطأ الانجرار وراء الصراعات السياسية الحزبية والكتلوية التي عطلت الدولة وشلت مؤسساتها وعدم العود اليها . واستشعار خطيئة رمي النفس بأحضان الغير , ومحق الإرادة الوطنية بتطبيق الأجندات الخارجيّة . كما أن للنصر استحقاق لأن يتكاتف الجميع على بناء الوطن , بعيداً عن (الإحن والأحقاد ) التي كرستها الأحزاب السياسية خلال الثلاث عشر سنة , مدة تصديها للشأن السياسي . 
5 ــ الدعوة الى تكاتف أبناء الوطن ( العراق ) بعيداً عن الإحن والأحقاد , دعوة لإعادة الأمور الى وضعها الطبيعي . حيث أن المعادلة كانت قد قلبتها الأحزاب السياسية لصالحها , بعمل منحرف دؤوب منذ تغيير عام 2003م وللآن . فبتحايلها على النظام الديمقراطي , ومغادرتها للاستحقاق الإنتخابي بانتهاجها المحاصصة السياسية المقيتة, وبروز الطابع الطائفي والفئوي والقومي في العمل السياسي , وعلى غرارها تم تقاسم الدولة بمؤسساتها , مع تكريس الفساد المستشري بها , استطاعت الطبقة السياسية أن تسحب وتجيّر وتذوّب مكونات الشعب لصالحها وتجعلها داخل الأحزاب السياسية , وتجعل من نفسها ليس فقط لسان حال المكوّن الإجتماعي والفئوي والقومي والمذهبي , وإنما صارت هي المكوّن والمذهب والقوميّة . فالمرجعيّة تدعو المكونات لأن تخرج من ربقة الأحزاب والكتل السياسية وسيطرتها , وتتحرر من الطائفية والفئوية والقومية , وتنشد الدولة المدنية الدستورية التي تضم وتحضن الجميع. 
6 ــ عمدت المرجعيّة وكنتيجة للإحن والأحقاد والخلافات , أن تشير الى أن هناك نوعين من التدخل الأجنبي للعراق , ودعت الشعب ( ولا يسمحون للأجنبيّ باستغلال خلافاتهم للتدخّل في شؤونهم الداخليّة , وخرق سيادة بلدهم بذرائع مختَلَقة كما يحصل اليوم ! ) :
أ ــ قولها " ولا يسمحون للأجنبيّ باستغلال خلافاتهم للتدخّل في شؤونهم الداخليّة !" إشارة الى مؤتمر الصحوّة الإسلاميّة الذي عُقد ببغداد , الذي دعا اليه السيد عمّار الحكيم زعيم الإئتلاف الوطني , وبرعاية الجمهورية الإسلامية في إيران  يوم 22/10/2016م . حيث جاء لمحق الإرادة الوطنيّة , ولتكريس سياسة المحاور الإقليمية المرفوضة .
ب ــ وقولها " وخرق سيادة بلدهم بذرائع مختَلَقة كما يحصل اليوم !". في إشارة واضحة الى تركيا وتواجد بعض قطعاتها العسكرية داخل حدود العراق بذرائع شتى . وإذا ما حللنا تعبير (كما يحصل اليوم ..) نجدها تشير الى الخرق الأمني الذي حصل بمحافظة كركوك من قبل عناصر داعش في منتصف ليلة الجمعة  21/ 10 /2016م , وهي إحدى تبعات ورفسة من رفسات التدخل العسكري التركي في العراق .
7 ــ للمرة الأولى يعمد ممثل المرجعية للإشارة الى المرجعيّة اثناء شرحه لبعض الفقرات ( إخواني..لاحظوا هذا التعبير ..هنا المرجعيّة الدينيّة العُليا تقول : ليس ..) في إشارة الى المشككين وللمتصيدين في الماء العكر ,مِن أنّ كلام خطبة الجمعة هي كلام المرجعيّة ذاته , أو بتقرير منها . وأخيراً نكون مخطئين إذا جزمنا أن المرجعية لم تأتي على ذكر السياسيين , فهي وإن لم تذكرهم مباشرة ,ألا أن خطابها موجه لهم من خلال التلميح والإشارة , وحتما ًدهاء السياسي يقطع ويُقر بوقوفه ,على الجانب الآخر من المرجعيّة , كما وقف يزيد على الجانب الآخر من الإمام علي بن الحسين (ع) . ويُقر السياسي اليوم ويقول بلسان يزيد  فيما لو نطقت المرجعيّة , فهي لا تنطق إلا بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان ..!؟.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/27



كتابة تعليق لموضوع : المرجعيّة ..  لا تنطق إلا بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان ..!؟.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net