صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

يامصر قومي وشدي الحيل
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أعجبتني كثيرا كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ندوة للقوات المسلحة حضرها، وكان عدد من الصحفيين والكتاب والمثقفين وصناع الرأي والفنانين من ضمن الحضور، وتطرق فيها الى قضايا عديدة تخص الشأن المصري، والعلاقة مع دول عربية وأفريقية، وكذلك العلاقة مع القوتين العظميين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية. وكان لافتا إستخدام الرئيس لكلمة، لست متآمرا، ولن أكون، في سياق الحديث عن جملة التحديات التي تتطلب من الرئيس تقديم تنازلات في ملفات عدة، وهو بحسب تعبيره يدرك حاجة شعبه الى الطعام والمال والحياة الكريمة والملائمة في ظل ظروف معقدة وخاصة جدا تتطلب رؤية وصبرا وقرارات مصيرية تخفف الضغوط عن الدولة المصرية ويبعث من خلالها رسالة الى العالم والعرب في مقدمتهم بأن الموقف المصري ليس للبيع، وإن حاجتنا للدول العربية لاتعني الخضوع الكامل والتنازل المهين وتلبية كل المتطلبات حتى لو كانت على حساب سيادة وكرامة الشعب المصري ومستقبله.
الرئيس المصري صدم بمواقف عديدة من الدول العظمى الغربية تحديدا التي وصفت ماقام به إستجابة للتظاهرات العارمة ضد مرسي بأنه إنقلاب عسكري مناف للديمقراطية ويرسخ حكم العسكر الذي مايزال يقود البلاد منذ العام 1952 التي جاءت بحكم الرئيس جمال عبد الناصر ومجموعة الضباط الأحرار، وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا خاصة تتعامل بإزدواجية عالية فهي من جهة تحاول التواصل مع النظام الجديد، لكنها تمد الخيوط مع الإخوان المسلمين وقوى المعارضة، وتبعث إشارات عدة عن عدم رضاها عن الوضع الراهن، وبدت قوى أخرى واضحة في موقفها من التغيير كالمملكة العربية السعودية التي قدمت الكثير من الدعم، وساعدت في تحجيم دور الإخوان والقوى المدنية الأخرى التي ماتزال غير راضية عن جملة التحولات في الساحة المصرية.
روسيا الإتحادية من جانبها لم تنتظر كثيرا لتعلن أنها قريبة من مصر خاصة مع وجود تقارب في الرؤية تجاه بعض الأحداث الإقليمية في سوريا واليمن التي ترى القاهرة أنها لايمكن أن تحل على الطريقة التركية، أو الأمريكية وأن بقاء الأنظمة العربية ضرورة لحفظ التماسك والبحث عن سبل خلاص مختلفة، وكانت الزيارات المتبادلة عامل دعم مضاف فالرئيس بوتين زار القاهرة، وكذلك فعل السيسي الذي توجه الى موسكو، وبدأت العلاقات تتطور بين الجانبين، وهاهي تتوج بمحاولات راسخة لعودة السياحة والتبادل التجاري والخبرات، بينما يستعد البلدان لإجراء مناورات عسكرية كبرى في غرب البلاد الأمر الذي يمثل رسالة واضحة وصريحة عن طبيعة دور مصر وعلاقاتها الدولية ونوع الرغبة في التماسك الداخلي، ورفض الإملاءات مهما كان نوعها والضغوط التي تمارس من هذا الطرف، أو ذاك.
المصريون برغم مايعانون لكنهم شجعان وأقوياء ولديهم الرغبة في الصمود بوجه التحديات ودوام القناعة، وشعارهم، يامصر قومي وشدي الحيل، فحتى حين يبحثون عن الرزق بطرق مختلفة قد لاترضينا في بعض الأحيان إلا إنهم مصرون على كونهم لايريدون أن يكونوا أتباعا لأحد، وهذا هو المهم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/20



كتابة تعليق لموضوع : يامصر قومي وشدي الحيل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net