صفحة الكاتب : جواد العطار

متى يأمن المواطن على حياته؟
جواد العطار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تكررت لأكثر من مرة الخروقات الأمنية في بغداد خصوصا انها عادت لاستهداف التجمعات البشرية وبشكل مكثف هذه المرة؛ في الاسواق والتجمعات المدنية وآخرها مجلس العزاء في مدينة الشعب ببغداد ومجلس العزاء الحسيني قرب جسر الجادرية. واذا كان الامر قد اصبح طبيعيا وبابا لهدر دماء الابرياء منذ ٢٠٠٣ والى يومنا الحالي ، فإننا نسجل: 
1. غياب العمليات الانتحارية بالعجلات المفخخة بشكل كبير بعد استخدام اجهزة الرابسكان في بغداد.
2. ازدياد العمليات الارهابية باستخدام الانتحاريين كلما اقترب النصر الناجز على داعش في العراق.
مما تقدم يتضح التالي:
ان ادخال تقنيات كشف المتفجرات بالأشعة يحد من العمليات الانتحارية بشكل كبير.. وان كان لا يقضي عليها.
لفظ الارهاب لأنفاسه الاخيرة في ساحات المعركة سيكون مكلفا جدا على المدنيين الابرياء اذا لم يتدارك القائمون على الامن في المدن مدى خطورة الخلايا النائمة وضرورة إسقاطها في ايدي القوى الأمنية قبل تحركها وقيامها باي عمل ارهابي.
ان معركة الصدام المباشر القادمة مع الارهاب في الموصل والحويجة تختلف تماما عن معركة المعلومات والاستخبارات مع شبح الارهاب ( الانتحاريين والخلايا النائمة ) في المدن.
واذا كنا لا نستطيع ان نمنع المواطنين من التجمع والقيام بالفعاليات الاجتماعية والشعائر الدينية ، واذا كنا لا نستطيع ان نمنع الارهاب المتلون الخبيث عن استهداف الدم الطاهر البريء.. فبالتأكيد اننا نستطيع القيام بالتالي:
- توعية المواطنين الى مخاطر التجمع ووسائل اصطياد الغرباء قبل الاندساس بين الجموع.
- توجيه التجمعات بالتنسيق مع القوات الأمنية المحلية قبل التجمع بفترة مناسبة.. لحمايتهم.
- زيادة استخدام اجهزة كشف المتفجرات بالأشعة في الدوائر الحكومية والمرافق العامة والسيطرات الرئيسية واستيراد احدث أنواعها.
- تعميم تجربة الرابسكان في المنافذ الحدودية ومداخل المدن الرئيسة والشوارع العامة المزدحمة.
- تغيير الخطط الاستخبارية في المدن بما يتلاءم مع التطورات الميدانية.
- الاستفادة من تجارب الآخرين في مواجهة الارهاب والقضاء عليه.
وان كان الارهاب وفكره المنحرف لا يمكن القضاء عليه بالحرب والمواجهة فقط بل بفكر معتدل يواجه الغلو والتطرف ، فان العراق ما بعد داعش يحتاج الى:
وحدة مكوناته تجاه رفض كل اشكال الارهاب. 
نبذ الخلافات السياسية والعمل في اطار القانون والدستور.
استكمال تشريع منظومة القوانين المعطلة والمؤجلة مثل النفط والغاز.
استكمال بناء المؤسسات الدستورية للدولة مثل مجلس الخدمة الاتحادي.
محاصرة الفساد والفاسدين.
تعزيز روح المواطنة وحب الوطن والتضحية في سبيله.
عندها فقط يمكن القول ان العراق لم يعد كما كان قبل داعش.. وعندها فقط يمكن القول ان المواطن سيكون آمنا في حياته وطقوسه وان دورة الارهاب لن تعود مرة اخرى بثوب جديد.. واسم مغاير.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد العطار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/19



كتابة تعليق لموضوع : متى يأمن المواطن على حياته؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net