صفحة الكاتب : محمد الكوفي

شهيد المبادئ والقيم شهيد البطولة والوفاء
محمد الكوفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

{{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}}
* * * * * * « 1 » * * * * * *
سيدنا العباس بن علي بن أبي طالب المعروف بـأبي الفضل {عليه السلام }، فأبوه هو الإمام عليّ ابن أبي طالب الإمام الأول، وأخواه هما الحسن بن علي والحسين بن علي الملقبين بسيدا شباب أهل الجنة، أخوه الامام الحسين {عليه السلام }، وأحد أصحابه في واقعة الطف ويعد شخصية مهمة لدى المسلمين الشيعة، 
* * * * * * « 2 » * * * * * * 
أمه {سلام الله عليه}: هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة الكلابية المكناة باسم أم سيدتنا البنين. كان صاحب اللواء يوم العاشر من المحرم، وهو الذي اقتحم صفوف العدو وكسر الحصار يومي السابع والعاشر من المحرم، وتمكّن من جلب الماء لمعسكر الحسين في المحاولة الأولى فلقّب بالسقّاء، واستشهد في طريق عودته من المحاولة الثانية بعد أن قطعت يداه وأصيبت عينه بسهم و ضرب بعمود على رأسه وأريق ماء القربة.
تزوّج أمير المؤمنين {عليه السلام }: من فاطمة ابنة حزام العامرية، إمّا بعد وفاة الصديقة سيّدة النساء كما يراه بعض المؤرّخين{1}، أو بعد أن تزوّج بأُمامة بنت زينب بنت رسول اللّه كما يراه البعض الآخر{2}، وهذا بعد وفاة الزهراء {عليها السلام }، لأنّ اللّه قد حرّم النساء على علي ما دامت فاطمة موجودة{3}،
فولدت أربعة بنين وأنجبت بهم: العبّاس، وعبد اللّه، وجعفر، وعثمان، وعاشت بعده مدّة طويلة ولم تتزوّج من غيره، كما أنّ أُمامة وأسماء بنت عميس وليلى النهشلية لم يخرجن إلى أحد بعده. وهذه الحرائر الأربع توفى عنهنّ سيد الوصيين{4}،
وقد خطب المغيرة بن نوفل أُمامة، ثُمّ خطبها أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث، فامتنعت، وروت حديثاً عن علي {عليه السلام }: إنّ أزواج النّبي والوصيّ لا يتزوّجن بعده، فلم يتزوجن الحرائر وأُمهات الأولاد عملاً بالرواية{5}،
وكانت أُمّ البنين {عليه السلام }: من النساء الفاضلات العارفات بحقّ أهل البيت {عليهم السلام }، مخلصة في ولائهم، ممحّضة في مودّتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه والمحلّ الرفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزّيها بأولادها الأربعة، كما كانت تزورها أيام العيد.
وبلغ من عظمها ومعرفتها وتبصّرها بمقام أهل البيت {عليهم السلام }، أنّها لمّا أُدخلت على أمير المؤمنين ـ وكان الحسنان مريضين ـ أخذت تُلاطف القول معهما، وتُلقي إليهما من طيب الكلام ما يأخذ بمجامع القلوب، وما برحت على ذلك تُحسن السيرة معهما وتخضع لهما كالأُم الحنون.
ولا بدع في ذلك فإنّها ضجيعة شخص الإيمان، قد استضاءت بأنواره، وربّت في روضة أزهاره، واستفادت من معارفه، وتأدّبت بآدابه، وتخلّقت بأخلاقه.
____________
{1} جواهر المطالب في مناقب الإمام علي: 121، الدر النظيم للعاملي: 411.
{2} السيرة النبوية لابن كثير 4: 581، السيرة الحلبية 2: 452، الكنى والألقاب للقمي 1: 115.
{3} مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب 3: 110، الأمالي للشيخ الطوسي: 43، بشارة المصطفى للطبري: 381.
{4} عمدة القارئ 8: 41، تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق: 305.
{5} مناقب آل أبي طالب 3: 90.
* * * * * * « 3 » * * * * * * 
مولده الشريف: {سلام الله عليه}: وينقل أن علي بن أبي طالب {عليه السلام}، قال لأخيه عقيل بن أبي طالب وكان نسّابة عالماً بأخبار العرب وأنسابهم: « ابغِني امرأة وقد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فلإتلد لي غلاماً فارساً، فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس، فتزوجها علي عليه السلام ... وأول ما ولدت العباس عليه السلام ... »
* * * * * * « 5 » * * * * * * 
وقد ذُكر عن أم العباس {عليه السلام}: « وأبوها حزام من أعمدة الشرف في العرب، ومن الشخصيات النابهة في السخاء والشجاعة وقَرْي الأضياف، وأما أسرتها فهي من أجلّ الأسر العربية، وقد عرفت بالنجدة والشهامة، وقد اشتهر منهم جماعة بالنبل والبسالة »
* * * * * * « 6 » * * * * * *
ولد العباس {عليه السلام}: سنة 26هـ واستشهد في سنة 61هـ وعمره أربع وثلاثون سنة عاش منها مع أبيه أربع عشرة سنة وحضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه في النزال. لقد أشرق الكون بمولد قمر بني هاشم يوم بزوغ نوره من أُفق المجد العلوي، مرتضعاً ثدي البسالة، متربيّاً في حجر الخلافة، وقد ضربت فيه الإمامة بعرق نابض، فترعرع ومزيج روحه الشهامة والإباء والنزوع عن الدنايا، وما شوهد مشتداً بشبيبته الغضة إلاّ وملء اهابه إيمان ثابت، وحشو ردائه حلم راجح، ولبّ ناضج، وعلم ناجع.
فلم يزل يقتصّ أثر السبط الشهيد {عليه السلام}، الذي خلق لأجله، وكوّن لأن يكون ردءاً له، في صفات الفضل، ومخائل الرفعة، وملامح الشجاعة، والسؤدد والخطر. فإن خطى سلام اللّه عليه فإلى الشرف، وإن قال فعن الهُدى والرشاد، وإن رمق فإلى الحقّ، وإن مال فعن الباطل، وإن ترفّع فعن الضيم، وإن تهالك فدون الدين.
فكان أبو الفضل جامع الفضل والمثل الأعلى للعبقرية ; لأنّه كان يستفيد بلج هاتيك المآثر من شمس فلك الإمامة {حسين العلم والبأس والصلاح}، فكان هو وأخوه الشهيد {عليه السلام}، من مصاديق قوله تعالى في التأويل: { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا }{1}، فلم يسبقه بقول استفاده منه، ولا بعمل أتبعه فيه، ولا بنفسية هي ظلّ نفسيته، ولا بمنقبة هي شعاع نوره الأقدس، المنطبع في مرآة غرائزه الصقيلة.
الصفحة 127
___________
{1} الشمس: 1 ـ 2.
* * * * * * « 7 » * * * * * * 
نسبه الشريف: {سلام الله عليه}: هو أبو الفضل العبّاس بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أمّه فاطمة {أمّ البنين} بنت حزام {حرام} بن خالد، بن ربيعة، بن الوحيد، وهو: عامر بن، كلاب، بن ربيعة، بن عامر، بن صعصعة، تزوجها علي بن ابي طالب بعد وفاة فاطمة الزهراء، فسمّاها أم البنين،
المصدر: نسب النبي {صلى الله عليه و سلم} 
أهمية علم الأنساب \" نسب العرب\" نسب آل بيت النبي {صلى الله عليه و سلم} ،
* * * * * * « 8 » * * * * * * 
كناه{سلام الله عليه}: يكنى بأبي الفضل وهي أشهر كناه. وعزى الكثير من العلماء والأدباء ذلك إلى ما اتسم به من فضائل جمّة.
ويكنّى بأبي القاسم، ومن هنا حمل الباحثون والمحققون ما ورد في زيارة الأربعين عليه. قال جابر بن عبد الله الأنصاري: «السلام عليك يا أبا القاسم يا عباس بن علي{عليه السّلام}،
* * * * * * « 4 » * * * * * * 
اشتهر بين العامّة والخاصّة بأنّه سلام اللّه عليه باب الحوائج ; لكثرة ما صدر منه من الكرامات وقضاء الحاجات ومن هنا قيل فيه{1}:
للشوس عباس يريهم وجهَهُ والوفد يَنظِرُ باسِماً محتاجَها
باب الحوائجِ مَا دَعتهُ مروعةً في حاجة إلاّ ويُقضِي حَاجَها
بأبِي أبيِ الفضلِ الذِي مِنْ فَضلهِ السامِي تَعلّمتِ الوَرى منهاجَها
وقيل له: \" قمر بني هاشم \"{2} ; لوضاءته وجمال هيئته وإنّ اسرة وجهه تبرق كالبدر المنير، فكان لا يحتاج في الليلة الظلماء إلى ضياء.
وأمّا \" الشهيد \" فلم ينصّ عليه أحد إلاّ أنّه الظاهر من عبارات أهل النسب، ففي المجدي لأبي الحسن العمري قال ـ بعد ذكر أولاده ـ: \" هذا آخر نسب بني العبّاس الشهيد السقا ابن علي بن أبي طالب {عليها السّلام}، \"{3}.
في أنساب الطالبيين: 243.
 
ألقابه{سلام الله عليه}: لقب {عليه السّلام}، بمجموعة من الألقاب تحكي عظم شخصيته، منها: وقد لُقّب بالسقّاء \" وبطل العلقمي\" و سبع الغضنفر\" وسبع القنطره \" وجيدوم السرية أي {مقدام السرية}, وحامل اللواء\" وكبش الكتيبة\" والعميد\" وحامي الظعينة، وأبي القربة\" وأبي القاسم \" باب الحوائج\" الطيّار\" الشهيد\" وذلك لما قام به من إقدام وبذله من تضحيات في جلب الماء إلى معسكر الحسين\" العبد الصالح\" صاحب اللواء. 
____________
{1} من قصيدة لسيد الذاكرين السيّد صالح الحلّي {رحمه الله}.
{2} مقاتل الطالبيين: 56، مناقب آل أبي طالب 3: 256، بحار الأنوار 45: 39.
{3} المجدي
* * * * * * « 9 » * * * * * * 
سيرته{سلام الله عليه}: يقول السيّد عبد الرزاق المقرّم: « هذه الفضائل كلها وان كان القلم يقف عند انتهاء السلسلة إلى أمير المؤمنين فلا يدري اليراع ما يخط من صفات الجلال والجمال وأنه كيف عرقها في ولده المحبوب ؟ قمر الهاشميين »
كما يقول أيضاً: « وقد ظهرت في أبي الفضل { العباس } الشجاعتان الهاشمية التي هي الأربى والأرقى فمن ناحية أبيه سيّد الوصيين، والعامرية فمن ناحية أمه أم البنين{عليه السّلام}، 
بعد رحيل فاطمة بنت محمد {ص}، الزوجة الأولى لعلي بن أبي طالب{عليه السّلام}، توجه أباه لعمه عقيل بن أبي طالب، فسأله بالنص أن يختار له زوجة \"قد ولدتها الفحولة من العرب\"،
«أنظر إلى امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا. فقال له: تزوج أم البنين الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها. فتزوجها، ولما كان يوم الطف قال شمر بن ذي الجوشن الكلابي للعباس واخوته: أين بنو أختي؟ فلم يجيبوه. فقال الحسين لاخوته، أجيبوه وإن كان فاسقا فإنه بعض أخوالكم. فقالوا له: ما تريد؟ قال: اخرجوا إلى فإنكم آمنون ولا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم. فسبوه وقالوا له: قبحت وقبح ما جثت به أنترك سيدنا وأخانا ونخرج إلى أمانك؟. وقتل هو وإخوته الثلاثة في ذلك اليوم» يقول عبد الرزاق المقرّم : « هذه الفضائل كلها وان كان القلم يقف عند انتهاء السلسلة إلى أمير المؤمنين {عليه السّلام}، فلا يدري اليراع ما يخط من صفات الجلال والجمال وأنه كيف عرقها في ولده المحبوب ؟ قمر الهاشميين {عليهم السّلام}،
كما يقول أيضاً: « وقد ظهرت في أبي الفضل {العباس} الشجاعتان الهاشمية التي هي الأربى والأرقى فمن ناحية أبيه سيّد الوصيين، والعامرية فمن ناحية أمه أم البنين {عليه السّلام}، 
وروي عن جعفر الصادق {عليه السّلام}، \"كان عمنا العباس بن عليّ نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله {عليه السّلام}، وأبلى بلاءً حسناً ومضى شهيداً\"
وروي أيضا عن علي بن الحسين : « رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه » ليس العباس بطلا فحسب انما كان عالماً فاهماً لشرع الله وسيرة رسول الله محمد {ص}، وروي أيضا عن علي زين العابدين : « »وقد عاصر العباس الحروب التي خاضها أبوه والأحداث التي عصفت بالأمّة الإسلامية كمقتل عثمان بن عفان، ثم بيعة أبيه والنكث بها من قبل البعض، ثم معركة الجمل، ومعركة صفين، ومعركة النهروان.
* * * * * * « 10 » * * * * * * 
صفاته{سلام الله عليه}: 1 - ان العباس رجلٌ وسيمٌ جسيمٌ، يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطّان في الأرض. وقال جعفر الصادق: «كان عمُّنا العباس بن علي نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله {عليه السّلام}، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً» وقد كان صاحب لواء الحسين، واللِّواء هو العلم الأكبر، ولا يحمله إلاّ الشجاع الشريف في المعسكر.
صفاته: {سلام الله عليه}: 2- لقد كان من عطف المولى سبحانه وتعالى على وليّه المقدّس، سلالة الخلافة الكبرى، سيّد الأوصياء، أن جمع فيه صفات الجلالة من بأس وشجاعة وإباء ونجدة، وخلال الجمال من سؤدد وكرم ودماثة في الخلق، وعطف على الضعيف، كُلّ ذلك من البهجة في المنظر ووضاءة في المحيا من ثغر باسم ووجه طلق تتموّج عليه أمواه الحسن، ويطفح عليه رواء الجمال، وعلى أسرة جبهته أنوار الإيمان، كما كانت تعبق من أعراقه فوائح المجد، متأرّجة من طيب العنصر.
ولمّا تطابق فيه الجمالان الصوري والمعنوي قيل له: \" قمر بني هاشم \"{1}، حيث كان يشوء بجماله كُلّ جميل، وينذ بطلاوة منظره كُلّ أحد، حتّى كأنّه الفذّ في عالم البهاء، والوحيد في دنياه، كالقمر الفائق بنوره أشعة النجوم، وهذا هو حديث الرواة:
\" كان العبّاس رجلاً وسيماً جميلاً، يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطان في الأرض، وكان يقال له: قمر بني هاشم \"{2}
وقد وصفته الرواية المحكية في مقاتل الطالبيين بان \" بين عينيه أثر السجود \"، ونصّها:
____________
{1} كان يقال لعبد مناف: {قمر البطحاء}، ولعبد اللّه والد النّبي {صلى الله عليه وآله وسلم}: {قمر الحرم}.
{2} مقاتل الطالبيين: 55.
* * * * * * « 11 » * * * * * * 
في كربلاء{سلام الله عليه}: كان صاحب لواء الحسين في معركة كربلاء واللواء هو العلم الأكبر ولا يحمله إلاّ الشجاع الشريف في المعسكر.
و لما طلب الامام الحسين {عليه السّلام}، من أصحابه الرحيل قام إليه العباس فقال: \" ولِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبداً.\"
ومن أشهر مواقفه في كربلاء لما أخذ عبد الله بن حزام ابن خال سيدنا العباس {عليه السّلام}، أماناً من ابن زياد للعباس واخوته من أمه قال العباس وإخوته{عليها السّلام}، لا حاجة لنا في الأمان، أمان الله خير من أمان ابن سمية.
ومن شجاعته أنه في كربلاء حين حوصر أربعةُ رجال بين الأعداء ندب إليهم الحسين أخاه العباس {عليها السّلام}، فحمل على القوم وضرب فيهم بسيفه حتى فرّقهم عن أصحابه ووصل إليهم فسلموا عليه وأتى بهم ولكنهم كانوا جرحى... ».\" \"يقال لما ادخلت الرايات على دعي بني أمية يزيد ورأى راية العباس ومابها من طعن وظرب من جميع انحائها إلا من جهة المقبض سأل لمن هذه الرية فقيل له للعباس فقام يزيد ثلاث مرات وجلس من حيث لايعلم\"{{إبراهيم العامري}}
واشتهر بالسقاء لأنه قتل وهو يحاول احضار الماء للعطاشى من آل البيت {عليه السّلام}، في كربلاء وعندما عاد بالقربة غال به القوم وأوقعوه من فرسه وقطعوا كفيه ومزقوا القربة.
* * * * * * « 12 » * * * * * * 
واشتهر بالسقاء لأنه استشهد وهو يحاول احضار الماء للعطاشى من آل البيت ع في كربلاء وعندما عاد بالقربة غال به القوم وأوقعوه من فرسه وقطعوا كفيه ومزقوا القربة.
احضار الماء للعطاشى،
الماء حياة العالم، وليست حاجة أي جزء من أجزائه أمسّ من الآخر، فلا جزء ولا جزيء في الكون إلاّ وهو خاضع له، في وجوده، وفي نشوئه وبقائه، وقد أعرب عنه سبحانه بقوله: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيء حَيّ }{1}.
وإليه استند ابن عباس في حلّ لغز ملك الروم، فإنّه وجّه إلى معاوية قارورة يطلب منه أن يضع فيها من كُلّ شيء، فتحيّر معاوية واستعان بابن عباس في كشف الرمز، لعلمه بأنّه يستقي من بحر أمير المؤمنين {عليه السّلام}، المتموّج بالحكم والأسرار، فقال ابن عباس: \" لتملأ له ماء، فإنّ اللّه يقول { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيء حَيّ }، فأدهش ملك الروم وتعجّب وقال: للّه أبوه ما أدهاه \"{2}.
فلا يخالج اليقين بأهمّيته الكبرى في دور الحياة أي شكّ.
وإن من يكون معروفه الذي تندى به أنامله، وتسوقه إليه جبلته، هذه المادة الحيوية، لعلى جانب ممنع من الفضل، وقد عرقت فيه شائج الرقة، وتحلّى بغريزة العطف، ونبض فيه عرق الحنان، ولا يكون إسداء مثله إلاّ عن لين ورأفة على الوجود، وإن تفاوتت المراتب بالنسبة إلى الموجدات الشريفة وما دونها، ولا
{1} الأنبياء: 30.
{2} الكامل للمبرد 1: 308، والعبارة فيها تقديم وتأخير.
* * * * * * « 13 » * * * * * * 
قال له الحسين {عليه السّلام}، ان عزمت فاستسق لنا ماءا ، فاخذ قربته وحمل على القوم حتى ملأ القربة قالوا واغترف من الماء غرفة ثم ذكر عطش الحسين {عليه السّلام}، فلم تطعه نفسه على الارتواء قبل اخا الحسين فرمى بها وقال :
يا نفس من بعد الحسين هوني ::: وبعده لا كنت او تكوني
هذا حسين وارد المنـون ::: وتشربين بارد المعيـن
* * * * * * « 14 » * * * * * * 
مقتله{سلام الله عليه}:عند مقتله تروي المصادر أن الحسين {عليه السّلام}، وقف عند رأس أخيه وقال \"الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمت بي عدوي\" وحاول حمله إلا أن العباس رفض معللا أنه يستحي من الأطفال ومن سكينة بنت الحسين{عليه السّلام}، لأنه لم يحضر الماء وكذلك قام بمواساة أخيه الحسين حيث قال العباس :\"أنت تمسح الدم والتراب عني وتواسيني وتنقلني إلى الخيم بعد ساعة وعند سقوطك من سيمسح الدم والتراب عن وجهك \" وبقي الحسين ورأس أخيه العباس {عليها السّلام}، في حجره حتى فاضت روحه في اليوم العاشر من محرم الحرام من العام الحادي والستين للهجرة النبوية. و من أهم ما قيل بحق العباس بن علي بن أبي طالب من أقوال الشعراء فيه
1 ـ قال راضي القزويني:
أبا الفضل {عليه السّلام}، يا من أسّس الفضل والإبا ** أبى الفضل إلا أن تكون له أبا
تطلّبت أسباب العلى فبلغتها ** وما كلّ ساعٍ بالغ ما تطلّبا
ودون احتمال الضيم عزّ ومنعة ** تخيّرت أطراف الأسنّة مركبا،
2 ـ قال جعفر الحلّي:
وقع العذاب على جيوش أُميّة ** من باسلٍ هو في الوقائع معلم
عبست وجوه القوم خوف الموت ** والعباس فيهم ضاحك يتبسّم
قلب اليمين على الشمال وغاص في ** الأوساط يحصد للرؤوس ويحطم
ما كرّ ذو بأسٍ له متقدّماً ** إلّا وفرّ ورأسه المتقدّم
صبغ الخيول برمحه حتّى غدا ** سيان أشقر لونها والأدم
ما شدّ غضباناً على ملمومه ** إلّا وحلّ بها البلاء المبرم
بطل تورّث من أبيه شجاعة ** فيها أنوف بني الضلالة تُرغم،
3 ـ قال حفيده الفضل بن محمّد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس:
إنّي لأذكر للعباس موقفه ** بكربلاء وهام القوم يختطف
يحمي الحسين ويحميه على ظمأ ** ولا يولي ولا يثني فيختلف
ولا أرى مشهداً يوماً كمشهده ** مع الحسين عليه الفضل والشرف
أكرم به مشهداً بانت فضيلته ** وما أضاع له أفعاله خلف،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: الشاعر العلوي السيّد راضي القزويني بشخصية أبي الفضل {عليه السّلام}،
* * * * * * « 15 » * * * * * * 
مدفنه{سلام الله عليه}: مشهد العباس وبجواره مشهد الحسين في كربلاء
للعباس بن علي مشهد كبير في مدينة كربلاء بجوار مشهد الحسين تعلوه قبة ذهبية، وتحث المصادر الشيعية على زيارة قبره وأن زيارته واجبة مع زيارة أخيه الحسين. كما ويوجد في لبنان في بلدة النبي شيت - البقاعية, { بلدة عباس الموسوي} يوجد مزار موجود منذ القدم في هذه البلدة ويسمى المزار {مزار أبو الفضل العباس} كما ويوجد ضريح في هذا المزار، ويقال أنه أثناء السبي من كربلاء إلى الشام قد مروا من بلدة النبي شيت وقبلها من بعلبك حيث وجود حاليا مقام خولة بنت الحسين التي قتلت على الطريق مع عمتها زينب وهم في طريقهم إلى الشام ومعها كفين العباس كما ويوجد في بلدة حورتعلا القريبة من بلدة النبي {ص }، شيت ضريح ومقام {عبد الله ابن الحسن} قتل أثناء رحلة السبي من بعلبك إلى النبي شيت, ودفن في بلدة حورتعلا وله من الفضل والكرامات الكثيرة.
* * * * * * « 16 » * * * * * * 
للعباس بن علي مشهد كبير في مدينة كربلاء بجوار مشهد الحسين تعلوه قبة ذهبية، وتحث المصادر الشيعية على زيارة قبره والتوسل به، وأن زيارته مستحبة مع زيارة أخيه الحسين.
كما ويوجد في لبنان ، في بلدة النبي شيت {عليه السّلام}، البقاعية {بلدة الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه } ، يوجد مزار موجود منذ الأزل في هذه البلدة ويسمى المزار {مزار أبو الفضل العباس } {عليه السّلام}، كما ويوجد ضريح في هذا المزار ، ويقال أنه اثناء السبي من كربلاء إلى الشام قد مروا من بلدة النبي شيت وقبلها من بعلبك حيث وجود حاليا مقام وضريح السيدة خولة ع بنت الحسين ع التي استشهدت على الطريق مع عمتها زينب الحبيبة ع وهم في طريقهم إلى الشام ومعها كفيين العباس {عليه السّلام}، 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - أعيان الشيعة السيد محسن الأميني7:924 2 - العباس بن علي -باقر شريف القرشي - دار الكتاب الإسلامي 3 - أعيان الشيعة السيد محسن الأميني7:9241 4- 
العباس بن أمير المؤمنين - عبد الرزاق المقرم - قم ص 28 ^ نفس المصدر السابق 5 - أعيان الشيعة السيد محسن الأميني7:924 - 6 - العباس بن علي - باقر شريف القرشي 7 - دار الكتاب الإسلامي 8 - أعيان الشيعة السيد محسن الأميني7:924 9 - أعيان الشيعة السيد محسن الأميني7:924
10- الموقع الرسمي للعتبة العباسية المقدسة 11 - الحكمة للثقافة الإسلامية المكتبة العامة 12 - اسرار الروضة العباسية عبد الستار البيضاني ...عن جريدة الصباح
مراجع[عدل] 13 - محسن الأمين، أعيان الشيعة، ص٤٢٩؛ الشيخ عباس القمي، نفس المهموم، 14 - ابن نما الحلي، مثير الاحزان، ص٢٥٤، ؛ مقاتل الطالبين، ص‏٨٩.
15 - العباس بن ‏علي{ع}، ص ٣٠. 16 - محسن الامين، أعيان الشيعة، 17 - 
ص٤٢٩- الطبري، محمد بن جرير؛ تاريخ الأمم و الملوك {تاريخ الطبري، ج٥، صص٤١٢-٤١٣؛ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، صص١١٧-١١٨ ؛ عمدة الطالب، ص‏٢٨٠.
* * * * * * « 40 » * * * * * * 
وروي عن الإمام السجّاد { عليه السلام }: « ... رحم الله عمي العباس 
فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه ».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فأنها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}}
وَربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا،

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الكوفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/10



كتابة تعليق لموضوع : شهيد المبادئ والقيم شهيد البطولة والوفاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net