كركوك تستغيث.......اينك ياعراق؟
جودت العبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شهدت مدينة كركوك قبل اسبوعين وتحديدا الايام 25 و26و27من ايلول 2010 حملة تهجير مايقارب( 100) مائة عائله عربية عراقية  قامت بها مجاميع من المسلحين المقنعين وصفتها اطراف عديدة في المدينة بانها تابعة الى دائرة الامن الكردية"اسايش" والتي قامت سلطات اقليم كردستان بادخالها الى المدينة قبل فترة بحجة السيطره وتنظيم الوضع الامني في المحافظة هذه ضاربة الدستور عرض الحائط ,لابل تجاوزت الحكومة العراقية في بغداد حيث يحضر القانون على حكومة الاقليم تحريك اية قطعة مسلحة او "بيشمركة"خارج الاقليم.

 

الجدير بالذكر ان موقفا لم يصدر من الحكومة العراقية على الاطلاق لابل لم يجراء احد من السياسيين في بغداد ان يتخذ موقفا وطنيا محددا من هذه الحملة .

 

وثمة سؤال يطرح نفسه هنا اخي القاريء العزيز... هل اسد ل ستار النسيان على مسالة كركوك؟ هل اهملت من قبل القادة السياسيين؟ ثم بماذا ينشغل ساسة العراق اذا لم يشغلوا انفسهم بقضية عراقية وطنية مصرية مثل قضية كركوك؟ بينما وقف بالامس مسؤولي الحزبين الكرديين واعلنوا عن موقف واحد الا  وهو "التحذير من عودة العرب الى كركوك"!! التحذير من ماذا وعلى من!! "تحذرون المواطن العراقي من التمسك بحرية العيش في

وطنه وارضه" !! انها فعلة مسخرة وتعدي على حقوق المواطنة وقمع على الهوية

القومية لايمكن السكوت عليها ابدا . لقد وقفنا مع كل الوطنين الاحرار ضد حملات

التهجير القسري التي قام بها النظام السابق واعتبرناها  جريمة بحق الانسانية

وبحق المواطنين العراقيين الكرد حيث لهم الحق باختيار العيش الكريم على ارض

العراق وفي اية مدينة اوقرية يختارون ونحن اليوم نقف وندين عمليات التهجير

القسري للمواطنين العراقيين العرب ونطالب الحكومة العراقية باتخاذ موقف وطني

واضح ويتناسب مع هذا التصرف لحماية حقوق العراقيين والا فماهو دور الحكومة في

حماية مواطنيها؟

 

الموقف السياسي الوحيد الذي قراناه وشاهدناه هوموقف المجلس السياسي العربي

والتيار الصدري حين وقف الطرفان في كركوك و دعوا العوائل العربية التي تم

ترحيلها بالقوة بالعودة الى كركوك وتعهدا الطرفان بتقديم الحماية لتلك العوائل

وابد يا استعدادهما للذود عنهم بدمائهم فلابد لنا ان نشد على ايديهم ونبارك لهم

هذا الموقف الوطني المشرف والذي من شانه ان يذكر الاخرين بان هنالك اصواتا

وطنية ترتفع دائما للحفاظ على النسيج الاجتماعي الوطني العراقي  الذي هو كنز

العراق وعنوان قوته ودليل تاريخه.

 

 

 

ان حملات التهجيرلم تطول العرب فقط بل طالت التركمان والاشورين في المدينة ضمن

حملة التطهير العرقي المنظمة التي يقوم بها الحزبين في كركوك الغنية بالنفط .

 

الكل يعلم بان الطريق الذي اختارته الكتل السياسية ومن بينها الكردستانية هو حل

المسائل الخلافية وفق الدستور والذي تعبر عنه تحديدا المادة 140 ولابد ان يعلم

الجميع بان اي تصرف او اجراء عسكري كان او امني و تحت اي غطاء خارج اطار تلك

المادة يعتبر تعقيدا لهذه المسالة و ضربا للدستور لابل من شانه ان يضيف مشاكل

جديدة الى المشكله الحقيقية.

 

 

 

ان مشكلة كركوك وغيرها من المشاكل لايمكن ان تحل بطريقة الابتزار  واستغلال

الازمات التي تمر بها الدولة العراقية نتيجة لضروف حرجة ومؤلمة بل الحل لابد ان

يكون ضمن الاطار الوطني . ولقد اثبتت لنا الظروف والتجارب السابقة بان العنف

لايحل مشكلة وان الرضوخ للهوية الوطنية العراقية والتوحد لبناء الوطن وانصاف

المحرومين والمظلومين من ابناء الشعب العراقي عربا كانو ام كردا او تركمانا

سيبقى هو الحل الاشمل والامثل مهما طال الزمن وتقلبت الامور" فدوام الحال من

المحال".

 

 

 

Jawdat.kathum.alobeidi@gmail.com

 

الموضوع السابق التنظيم الدينقراطي يهنىء قرغيزستان

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat