صفحة الكاتب : علاء كرم الله

على من تضحكون في طلب مقاضاتكم لأسرائيل؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في طرح غريب أقرب الى المفاجأة وبعيد عن كل ما يجري من أحداث في العراق وخاصة داخل البرلمان من أستجوابات للوزراء وسحب الثقة عن هذا الوزير وعن ذاك والتهديد بأستجواب وزراء آخرين والتي تدخل كلها ضمن الصراعات  والمعارك السياسية بين الأحزاب الحاكمة.
 في خضم كل هذا الحراك والفوران والصراع السياسي وأذا بلجنة العلاقات الخارجية في البرلمان تطلب من وزارة الخارجية تحريك دعوى قضائية لدى المحافل الدولية على أسرائيل!! ومطالبتها بتعويضات مالية على أثر تدميرها للمفاعل النووي العراقي (تموز) أو (أوسيراك) عام 1981!!.
 وللتذكير(( أنه في يوم الجمعة الموافق 7/6/1981 قامت (8) طائرات أسرائلية  بقصف المفاعل النووي العراقي وتدميره بالكامل! بعملية جوية أطلق عليها أسم (أوبرا))، ولا ندري ما الذي دعى لجنة العلاقات الخارجية الى مثل هذا الطلب وبعد مرور (36) سنة على عملية قصف المفاعل النووي العراقي؟؟!.
 وقبل الدخول في صلب الموضوع، نقول أن العالم كله يعرف بأن أسرائيل دولة غاصبة للكثير من حقوقنا العربية وأولها دولة فلسطين، وأسرائيل دولة متغطرسة لا تعرف غير منطق القوة بفرض الواقع الذي تريده!.
 وأيضا أن العالم كله يعرف بأن اسرائيل أغتصبت فلسطين وأقامة كيانها المسخ عليها منذ 70 عاما ولم يستطيع العرب بكل جيوشهم وحروبهم من أن يعيدوا شبرا واحدا من تلك الأرض! ولا زالت أسرائيل تحاول أن تتمدد اكثر واكثر حتى تحقق حلمها باقامة دولة أسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات!!.
 كما أن أسرائيل بصلفها وغطرستها ضربت بعرض الحائط مئات القرارات الدولية التي أصدرتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والتي أدانت فيها أسرائيل وعدوانيتها منذ عام 1948 ولحد الآن!،
 وأبسطها القرارات التي تمنع أسرائيل من أقامة المستوطنات، ولكنها تستمر في ذلك ولا تأبه لأية قرارات تصدر معتمدة على قوتها ودعم أمريكا وبريطانيا وفرنسا وباقي دول الغرب اللامحدود لها من جانب، ومن جانب آخر  مستغلة  ضعف العرب وتفرق كلمتهم!، فما بالك اليوم وأسرائيل تعيش ربيعا كبيرا!! بعد أن نسى العرب وتناسوا موضوع الحقوق العربية التي أغتصبتها أسرائيل،وموضوع أقامة دولة فلسطين، وأنشغلوا يقاتلون بعضهم بعضا!!.
 فالرئيس السابق (صدام حسين) بجبروته وغطرسته وفي أوج قوة نظامه المدعوم من قبل أمريكا! وخاصة أثناء الحرب العراقية الأيرانية، وفي فترة ضرب المفاعل النووي،لم يستطع تحريك دعوى قضائية لمقاضاة أسرائيل! على خلفية تدميرها للمفاعل النووي العراقي، ولم نسمع أو يذكر أن النظام السابق سبق له أن طالب بذلك، وأن حدث فهو يأتي من باب حفظ ماء الوجه لاأكثر!!.
وحسب رأي الخبراء القانونيين أن الموضوع أصلا  لا يحتاج الى تحريك دعوى!، لأن قرار مجلس الأمن المرقم (487) والصادر عام 1981 بخصوص قصف أسرائيل للمفاعل النووي العراقي  يعطي الحق للعراق بطلب تعويضات من أسرائيل مباشرة دون تحريك قضية هنا ورفع دعوى هناك!.
 وهنا لا بد من الأشارة  بأن عالم اليوم هو عالم القوة والمال والعلم، وأعتقد أن الأحتلال الأمريكي الغاشم للعراق ووجود مثل هذه الحكومات الضعيفة التي قادت البلاد من بعد سقوط النظام السابق والبعيدة كل البعد عن أية روح وطنية والموبوءة بالفساد أفقد العراق كل مقومات بقائه كدولة،
 ولم يبق منه سوى الأسم فقط! بعد أن فقد قوته حيث كان (جيشه يعتبر سادس أكبر وأقوى جيش في العالم!؟)، وأصبح على حافة الأفلاس(بعد أن كان الدولة الأغنى في المنطقة وحتى على مستوى العالم! وعندما كان الدينار العراقي يعادل 3 دولارات!!)،وبعد أن هجرته كل عقوله العلمية وغالبية النخبة الطيبة والبناءة من علماء ومهندسين واطباء وأساتذة ومفكرين والذين كان يزخر العراق بهم من قبل!.
 وهنا لا بد من التذكير( بأن صدام حسين عندما تهور وضرب أسرائيل ب(39) صاروخ اثناء حرب الكويت! والتي سقطت أكثرها في الصحراء؟!، ولم تصب ألا امرأة عجوز!،
 ورغم ذلك أستطاعت أسرائيل أن تأخذ مئات الملايين من الدولارات كتعويض عن تلك الصواريخ (الفاشوشية!!، حيث تندر الكثير من العراقيين حينها بالقول بأنها لم تكن تحمل بارود بل حمص وزبيب!!)،
 وتم أستقطاع مبلغ التعويض من نسبة  ال 5% التي كانت تستقطع من واردات العراق النفطية وتدفع للكويت كتعويض نتيجة غزو صدام لها، ولم يفتح صدام فمه بكلمة عن تعويضات صواريخه ال(39) الفاشوشية!!.
 والشيء الأهم في هذا الموضوع هو أن أي قرار يصدر من قبل مجلس الأمن أن كان ضد أسرائيل أو غيرها  يجب أن يحظى بموافقة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي (أمريكا- بريطانيا – فرنسا – روسيا – الصين )، وأي امتناع (فيتو) من واحدة من هذه الدول يبطل القرارالصادر!.
فهل يعقل أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا والتي تشكل مظلة الحماية الأمينة والامنة لأسرائيل منذ (70) عاما ولحد الآن! والذين كانو هم وراء نشوء الكيان الأسرائيلي عام 1948، أن يسمحوا بقرار يقضي بتغريم أسرائيل أي مبلغ من المال كتعويض عن ضرب المفاعل النووي العراقي؟!.
  وهنا لابد من الأشارة بأنه بالوقت الذي قدمت امريكا قبل أيام مبلغ (183) مليون دولار مساعدة للعراق في حربه ضد داعش ولتحرير الموصل، بالمقابل قدمت (36) مليار دولار مساعدة لأسرائيل!!.
بعد كل هذا أرى ويتفق معي غالبية العراقيين بأن مطالبتكم بتحريك دعوى تدمير المفاعل النووي العراقي وبعد مرور (36) سنة! ماهي ألا مزايدات سياسية رخيصة لا تمت للوطنية بصلة في محاولة لأستغفال البعض من الناس وتأتي لقرب أنتخابات مجالس المحافظات! التي ستجري  في شهر نيسان من عام 2017 .  
 ثم نسأل: ماذا قدمتم أنتم للعراق هل أكملتم  وأتممتم  كل  شيء من بناء وعمران ولم تبق ألا قضية تعويضات المفاعل النووي التي مضى عليها (36) سنة حتى تطالبون بها؟!
  وماذا قدمتم للشعب الذي لازال يجتر بكل آلامه ومصائبه وضيمه  منذ أكثر من 13 عام ولحد الآن ؟! هل أعدتم بناء البنى التحتية المحطمة؟ هل أصلحتم الكهرباء؟ هل أنجزتم المشاريع المائية حيث يعاني العراق شحة بالماء في كل صيف؟ هل بنيتم المستشفيات؟ أي عمران أقمتم؟
 هل فكرتم ولو مجرد التفكير بحل أزمة السكن، ببناء المجمعات والعمارات السكنية؟ بعد أن تحولت العاصمة بغداد الى مدينة من العشوائيات والتجاوزات بسبب أزمة السكن؟ هل بنيتم المدارس؟ هل أعدتم تأهيل المصانع والمعامل الأنتاجية؟ هل دعمتم الفلاح وأستصلحتم الأراضي الزراعية؟
 هل أقمتم العدل؟ هل قضيتم على الأرهاب،وأشعرتم الناس بالأمن والأمان في الوطن؟ هل أعدتم الحقوق لأصحابها؟ هل قضيتم على الفساد والفاسدين؟ هل نصرتم المظلومين وحاربتم الظلم والظالمين؟ هل حررتم الأرض التي أغتصبها مجرمي داعش؟ هل أعدتم الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق بعد بغداد الى أرض الوطن؟ هل أعدتم للعراق هيبته بين الأمم عندما كان يحسب له  ألف حساب؟
 ماذا قدمتم وشرعتم  من قوانين خدمتم  فيها الوطن والشعب أن كان برلمانكم هذا الذي يعد واحد من أسوء برلمانات العالم حسب رأي الصحافة  الدولية والعالمية! ، أو البرلمانات البائسة التي سبقته؟
 سوى حصولكم على الأمتيازات من الرواتب والمنافع الأجتماعية واقتطاع الأراضي وأمتلاك القصور على نهر دجلة والسيارات المصفحة والجوازات الدبلوماسية لكم ولعوائلكم ولأحزابكم، وليذهب الشعب الى سقر وجحيم!
 ثم ماذا قدمت لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان والتي تطالب بمقاضاة أسرائيل أن كان في هذه الدورة البرلمانية البائسة أو بالدورات البرلمانية السابقة وهي الأكثر سوء وبؤسا؟ هل حافظت على هيبة العراق؟ وما الدور الذي لعبته للحفاظ على مصالح العراق الخارجية؟
 ثم نسأل ما دمتم انتم بهذا الحرص؟! أيهما أسهل لكم أن تقيموا دعوى قضائية على أسرائيل في المحافل الدولية والتي تحتاج الى موافقة الدول الخمس الدائمة العضويىة في مجلس الأمن!، لكي تحصلوا على (4) مليارات دولار هي كل  قيمة التعويض المطلوب من أسرائيل حسب رأي الخبراء،
 أم تبعثوا برسالة بسيطة الى الأنتربول الدولي لألقاء القبض وأحضار من سرقوا عشرات المليارات من الدولارات والهاربين خارج العراق من أمثال وزير التجارة السابق عبد الفلاح السوداني، ووزيري الكهرباء أيهم السامرائي وكريم وحيد ووزير الدفاع السابق حازم الشعلان،وغيرهم؟
 ناهيك عن حيتان الفساد التي نهبت وسرقت مئات المليارات من الدولارات جهارا نهارا ولا زالت تسرق أمام أعينكم وأمام أعين الشعب المغلوب على أمره؟! والتي تسرح وتمرح في العراق من شماله الى جنوبه!، هذا أذا كنتم حريصين على متابعة وأعادة أموال العراق المنهوبة والمسروقة!
 ثم نسأل هل يأتي طلبكم هذا من باب عدائكم لأسرائيل وبأعتبار أن العداء لأسرائيل لازال يمثل في عقول البعض أحد العناوين الوطنية لمن يريد أن يتزايد بها!؟ وأين كنتم قبل هذا؟ ولو أفترضنا جدلا أنكم حصلتم على التعويض من أسرائيل!!،
 من الذي سيضمن أن هذا المبلغ سيدخل الى الخزينة العراقية ولا يذهب الى جيوب حيتان الفساد التي لم تبق شيئا الأ وسرقته ونهبته بألف طريقة وطريقة؟.
  أقول لو كنتم  قدمتم شيئا ملموسا لهذا الوطن ولهذا الشعب لكان الشعب من شماله الى جنوبه خرج بمظاهرات كبيرة تأيدا لمطلبكم بمقاضاة أسرائيل؟!
 أخيرا نقول أنكم حقا من أسوء برلمانات العالم حسب وصف وسائل الأعلام الدولية والعالمية، وقد فقدتم تماما أية ثقة للشعب بكم في كل ما تطرحوه! وخاصة بعد الأستجوابات الأخيرة للوزراء التي اظهرت بقايا فسادكم وخزيكم ولربما ستظهر الأستجوابات القادمة لوزراء آخرين ما يخزيكم أكثر أمام الشعب والعالم أجمع!
 وما دعواكم هذه ألا محاولة بائسة لأستغفالكم الشعب الذي كشف كل كذبكم  فأضحكوا بدعواكم هذه على أنفسكم قبل أن تضنوا أنكم تستغفلون الشعب؟!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/25



كتابة تعليق لموضوع : على من تضحكون في طلب مقاضاتكم لأسرائيل؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net