صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

نريدها دولة شبابية
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مضي على سقوط النظام, الذي كان جاثما على صدور العراقيين, أكثر من ثلاثة عشر عاما, نشأ خلالها جيل فتي, بمفاهيم وتقاليد جديدة, بعيدا عن أساليب الضغط والقهر, ومطلعا على ما يجري, من حوله من ثقافات, ومتفاعلا مع العالم, ومتواصل فيما بينه بشكل فعال.

 فغالبية المجتمع العراقي, هم من جيل الشباب, والذين يكونون نسبة تزيد على 60%, من هذا المجتمع, وهم الشريحة الأكثر تأثيرا وثقافة فيه, بسبب انفتاحهم على الثقافات الأخرى, وعلى وسائل الاتصال, التي تلت سقوط النظام البائد .

   ولكن هذا الجيل, أصيب بالإحباط نتيجة للأحداث السياسية, التي مرت على العراق, وعدم مشاركته الفاعلة في التأثير في الأحداث, التي جرت فيه بسبب السياسات الخاطئة, التي حاولت ومازالت, إبعاد هذا الجيل, عن المشاركة في القرار, واقتصر دوره على ان يكون وسيلة, لأهداف وغايات المكونات السياسية, دون أن يكون له دور في المشاركة, والإسهام في بناء وطنه.

   يضاف الى ذلك, التخطيط السيئ, في إدارة الدولة, التي لم تراعي هذه الشريحة, والتي أثبتت الوقائع والإحداث, أنها بعيدة عن طموحاتها وتطلعاتها, حيث أصبح جل هم هذه الشريحة, تحسين وضعها الاقتصادي, والبحث عن لقمة العيش, حتى لو كان خارج بلدها, مما دعا الكثير من الشباب الى الهجرة, وبالتالي خسارة البلاد, لطاقات شبابية واعدة.

   إن الشباب هم قوى التجديد, وهم عنوان الحاضر والمستقبل, فهم من حمل البندقية للدفاع عن بلده, ضد أعتى هجمة تعرض لها, وهم الحلم الكبير, في بناء دولة عصرية عادلة, يفتخر بها العراقيون, وهم الذين يمتلكون الهمة والروح العالية, في التغير والتأقلم مع الظروف المحيطة بهم.

   ومادام هؤلاء الشباب, هم الغالبية في المجتمع, وهم أصحاب الإمكانات العلمية والثقافية, وهم المساهمين في حماية هذا البلد والدفاع عنه, والمشاركين في بنائه, فمن باب أولى, أن يكون هؤلاء الشباب, هم القادة في "شعب فتي", يرسمون ملامحه ويحددون سياساته, ويحققون تطلعاته.

   لذلك يجب مراجعة جميع السياسات السابقة, الخاصة بجيل الشباب, والتي أولها إزالة حالة الإحباط , التي زرعت في نفوسهم, وزرع الايجابية والحماس لديهم, فاليأس والإحباط لن يبني مجتمعا متصالحا مع نفسه, وان يكون للشباب دور رئيسي في قيادة هذه الأمة, ورسم مشروعها التنموي, وما تخفيض سن الترشيح للانتخابات,الذي اقترحه زعيم التحالف الوطني عمار الحكيم, إلا مدخل لذلك.

    إن رسم معالم الإصلاح والتغير, لن تكون إلا على أيدي جيل شبابي صالح, يستشعر معاناة الآخرين ويتفاعل معها, ويمتلك الحلول التي تزيل هذه المعاناة, وتحقق الرفاهية للبلد, وفق تخطيط علمي نابع من ارض الواقع, يضعه جيل تعلم أن يعيش دون عقد وحساسيات, أو حسابات ضيقة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/18



كتابة تعليق لموضوع : نريدها دولة شبابية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net