صفحة الكاتب : محمد الشذر

ليث في ظلام دامس
محمد الشذر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الغابة الصامتة ليلا والمنظمة الاتجاهات، ترعاها يد الحاكم، ذلك الذي يدأب على عدم الانفلات ويضحي في راحته لاجل ابعاد الخرق بشتى انواعه، ذلك الليث لا يكاد يحل عليه الصباح، الا ويظهر ضجيج من انتفظ من سباته، وتعلوا الاصوات بين نهيق وزئير وشتان ما بينهما.

 
مقارنة بسيطة بين الجنس البشري، وتلك الغابة الشعواء، والتي يتنافس فيها القوي مع الضعيف، ولكن من هو القوي في الجنس البشري؟ هل هو قوي العضلات؟ ام قوي الفكر؟ ام صاحب الدهاء والشيطنة؟ وهذا يتمخض جليا في انتصار الثعلب على اسد الغابة، حيث قال له لا تأكلني، بل اقتل ذلك المتنمر عليك، وأراه وجهه في البئر واودى به الى التهلكة.
 
ساحة الصراعات السياسية، والاجتماعية، كفيلة بتطبيق نظريات التنافس المقيت، والذي هو كفيل بأقصاء الاخر او مصادرة حقوقه ،واتعابه وجهوده، والقفز لتطبيق مبدأ الميكافيلية السياسية.
 
يدأب البعض للقيام بمجهود مثالي والعمل بنوايا صادقة، وخالصة، ولكن لا يمكنه التنصل عن تلك الشراذم، والابتعاد عن تملقاتهم، ومصادراتهم مجهوداته، فيبقى هو بين المطرقة والسندان، فبين مطرقة افكارهم الخسيسة، واعمالهم للظهور بالواجهة وصقل صورهم بالصورة التي تقربهم من المسؤول، وبين سندان حياءه واخلاقه ونواياه التي تدفعه لتقديم الخير، والايثار على انفسهم ولو كان بها خصاصة.
 
يبقى صمت تلك الغابة يتكرر يوميا، وهي تتعايش رغما عنها مع آلامها واشجانها، وعدم اقدامها للتكشير عن انيابها، لألا يفسر زورا وبهتانا، جرح دفين لان اخفاء الحقائق لا يمكن ان يطول، ويبقى ذلك المتنصل عن جميع المبادئ، يرتقي على اكتاف غيره مستغلا حسن النوايا.
 
سؤال يلج دواخل الوجدان، بعد الرسالة التي يكمن فحواها في نفس يعقوب" واللبيب تكفيه الاشارة" هل سيكشر الليث عن انيابه، ولا يفسر بأن الليث يبتسم؟ ام سيبقى الصمت منتصرا، ويبقى المتلونين يتسلقون على الاكتاف ليلا، ويعلوا طنينهم في افق الصباح؟.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الشذر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/12



كتابة تعليق لموضوع : ليث في ظلام دامس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net