صفحة الكاتب : نجاح بيعي

(( هل تعلم .. أنّ المرجعيّة الدينيّة العليا .. )) الحلقة رقم ( 1 )
نجاح بيعي
 - كان للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف , الدور الرئيسي الكبير والمهم في سدّ الفراغ الشامل ( السياسي والقانوني والاجتماعي والاقتصادي وغيره ) الذي أحدثه تغيير النظام السابق عام 2003 م , واحتلال العراق من قبل القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية . فأسّست المرجعية الدينية العليا الأسس الكبرى الكفيلة لضمان الاستقلال والسيادة للشعب العراقي , من خلال رفضها للاحتلال الأجنبي , وإصرارها على دستور يكتب بأيدي عراقيّة , وحثّها لإجراء انتخابات دستوريّة تضمن حق مشاركة الشعب بكل أطيافه , في صنع القرار  واختيار شكل نظام السياسي لهم .
ــ فبرعايتها الأبويّة ومواكبتها لمسيرة التحوّل الكبير , نرى المرجعيّة قد تركت بصمة ( موقف منها ) شمل كل مرفق من مرافق الحياة المتنوعة للمجتمع العراقي . وهو دور عظيم قامت به يندر معه دور أي جهة أو طرف , ممكن يخطر على ذي بال . ولأنّ البعض في الداخل العراقي وفي الخارج , لم تعجبه مواقف المرجعيّة لأنها أضرّت بمصالحه السياسيّة , والحزبيّة والقوميّة والفئويّة والطائفيّة , فشنّ حرباً ظالمة عليها , من خلال حملة الافتراءات والتقولات والبيانات الكاذبة عليها , مسخّراً إمكانياته السياسيّة والماليّة والفكريّة والإعلامية , وكان يهدف من ورائها تشويه سمعتها , وللحدّ من مواقفها الوطنيّة والأخلاقية , ولإبعاد الجمهور العراقي وحرفه عنها , ولإرباك الواقع السياسي الجديد . 
ــ ولأجل إزالة الغبار الذي علق على بعض مواقف المرجعيّة المشرّفة جرّاء الحملة المضادة , وإزالة الغشاوة عن أعين الكثيرين ممّن عشوا عن رؤيتها , وتبيان ذلك لمن لا عهد له بذلك ولم يكن يعلم بها , آثرنا أن نطرح جملة من مواقفها البيّنة ,التي حفلت بها أخطر حقبة مرّت على العراق وشعبه , وهي بدايات المرحلة الجديدة التي اعقبت التغيير , وخصوصاً في عامي 2004 م ــ 2006 م , التي شهدت إصرار المرجعيّة بمطالبتها اتّباع السبل الكفيلة للاسترداد السيادة والاستقلال للشعب العراقي من المحتل , حتى تمخضت جهود المرجعية بانبثاق أول حكومة عراقية منتخبة , بانتخابات حرّة مباشرة من قبل الشعب . على شكل حلقات مرقّمة بالتسلسل تحمل عنوان :
( هل تعلم .. أن المرجعيّة الدينيّة العليا .. ) , وبنفس الوقت امتنانا ً وتثميناً وعرفاناً لكل موقف صغُر أم كبر , صدر من المرجعيّة الدينيّة العليا , المتمثلة بسماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني ( دام ظله الوارف ) .
 
((( 1 ))) ــ هـل تـعـلـم ..
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا ..
 
هي أول جهة دعت الى سنّ قانون ومحكمة شرعية , تنظر بجرائم واعتداءات أزلام النظام السابق ( حزب البعث ) بحق المتضررين من الشعب العراقي , بعد تغيير النظام السابق عام 2003 م . وكمرجعية دينية عليا تصدّت من خلال فتاواها , الى حفظ الدماء بمنعها الاقتتال الداخلي وحفظ السلم الأهلي , ومنع الناس من مباشرة القتل بالظنة والشبهة . حتى لو ثبت الجرم على احدهم فلا يعطى حق القصاص إلاّ لولي الدم , وبشرط بعد ثبوت الحكم من خلال المحاكم الشرعية الخاصة , وتدوين الاقوال من قبل القاضي الشرعي . كما وأصرت المرجعية في حال عدم وجود محاكم خاصة تنظر بمثل تلك الجرائم , على الجميع الانتظار إلى حين تشكيلها . ولكن وبالمقابل نرى الطبقة السياسية الحاكمة قد تهاونت وتاجرت بمظلوميّة الشعب العراقي , الذي قاسى وحشية نظام البعث الديكتاتوري لأكثر من ( 35 ) سنة ولغاية سقوطه عام 2003 م . وتسويفه بعدم سنّ قانون حينها يجرّم ( حزب البعث ) ومن ثمّ تشكيل محكمة خاصّة بذلك . 
ــ جاء ذلك من خلال جملة من الاستفتاءات حول مسؤولي النظام السابق في العراق , وردت لمكتب سماحة المرجع الديني السيستاني عام 2004 م  . منها السؤال التالي : 
" من تأكد دوره المباشر في قتل الأبرياء ـ باعتراف منه أو بغير ذلك ـ هل تجوز المبادرة إلى القصاص منه ؟ " .
ــ فكان الجواب :
" القصاص إنّما هو حق لأولياء المقتول بعد ثبوت الجريمة في المحكمة الشرعية، ولا تجوز المبادرة إليه لغير الولي، ولا قبل الحكم به من قبل القاضي الشرعي " .
.
ــ وسؤال آخر : 
" من كان لما كتبه من (تقرير) ضد بعض المؤمنين دور أساس في إعدامهم هل يجوز لأولياء المعدومين قتله أو إجباره على مغادرة المدينة أو نحو ذلك ؟ " .
ــ الجواب :
"  لا تجوز المبادرة إلى اتخاذ أيّ إجراء بصدد معاقبته بل لا بدّ من تأجيل الأمر إلى حين تشكيل محكمة شرعية للنظر في مثل هذه القضايا " . 
 
مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الأشرف 14/ربيع الاول/ 1424 هـ .
وباقي الأسئلة المتعلقة بنفس الموضوع تجدها على الرابط الآتي : 
 
 
((( 2 ))) ــ هـل تـعـلـم ..
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا .. 
 
قد أكدت ومنذ انطلاق مسيرة العملية السياسية في العراق , أنّ لا محلّ لجيش آخر الى جنب الجيش الوطني . ( في إشارة صريحة الى تفاقم وجود الميليشيات المسلحة والخارجة عن القانون بعد السقوط ) . أو تكوين بديل عنه !.واعتبرت المرجعية أن جيش العراق هو الذي يقوده العراقيون أنفسهم , للدفاع عنه أرضاً وشعباً ومقدسات . واعتبرت المرجعية الجيش من الثوابت الوطنية , وأُسّ بناء الدولة الحديثة في العراق . كان ذلك كما ورد في جواب سماحة السيد السيستاني , على سؤال صحيفة لوس أنجلوس تايمز , في4/ج2 من عام 2004 م  :
" هل ترتأي سماحتكم أن العراق بحاجة إلى جيش آخر جنباً إلى جنب أو بديلاً عن الجيش الذي تم تأسيسه من قبل الحلفاء ؟ " .
ــ فكان الجواب :
" جيش العراق هو الجيش الوطني الذي يقوده العراقيون ومهمته الدفاع عن العراق أرضاً وشعباً ومقدسات، ولا محلّ لجيش آخر إلى جنب هذا الجيش " .
 
 
 
((( 3 ))) ــ هـل تـعـلـم ..
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا .. 
 
كانت السبّاقة ومنذ عام 2004 م , بدعوة حكومات الدول المجاورة , الى عدم التدخل في شؤون العراق , ودعتهم الى احترم سيادة العراق وإرادة شعبه . في إشارة صريحة الى الدول المجاورة للعراق ومن ضمنها إيران تحديدا ً . فقد توجه مراسل وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية , بسؤاله لمكتب سماحة السيد السيستاني : 
" هل تحاول إيران أن تلعب دوراً سياسياً في العراق حالياً , وهل حاول الإيرانيون الاتصال بكم ؟ ". 
ــ فكان الجواب : 
" يفترض بجميع الحكومات أن تحترم سيادة العراق وإرادة شعبه ولا تتدخل في شؤونهم، وليس لدينا اتصال بأية جهة أجنبية فيما يخصّ الشأن العراقي " . 
 
 
((( 4 ))) ــ هـل تـعـلـم ..
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيـة الـعـلـيـا ..
 
المتمثلة بشخص السيد السيستاني ( دام ظله ) كان قد رفض توفير الأمن والحماية الشخصيّة له ولعائلته , وطالب توفير الأمن والحماية لكل العراقيين , بعد الانفلات الأمني في مدينة النجف الأشرف عام 2004 م , ووقوع حوادث مؤسفة , مع ظهور مجموعات مسلحة خارجة عن القانون , وصفتهم المرجعية في استفتاء سابق بأنهم ( أشرار ومفسدون ) حتى باتوا هؤلاء الأشرار والمفسدين ,  يهددون حياة المراجع الباقية في مدينة النجف الأشرف , ولا سيما حياة المرجع الأعلى نفسه  !.
ــ فقد أجاب سماحته على سؤال لوكالة رويترز عام 2004 م , والذي يسأل :
 " هل يطلب سماحة السيد توفير الأمن له ولعائلته ؟ " . 
ــ فكان جواب سماحته :
" سماحته يريد الأمن لكل النجف , بل لكل العراق , ولا يريده لنفسه وعائلته , وقد جاءت عشرات الوفود العشائرية لحمايته فشكرهم وأمرهم بالرجوع إلى أماكنهم ! ".
 
 
نامل في حالة النقل الاشارة الى المصدر : كتابات في الميزان 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/03



كتابة تعليق لموضوع : (( هل تعلم .. أنّ المرجعيّة الدينيّة العليا .. )) الحلقة رقم ( 1 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net