صفحة الكاتب : نجاح بيعي

\" وإنّ أوهنَ البيُوتِ لبيتُ العنكبوتِ لوْ كانوا يعلمُون \" ــ العنكبوت 41 .
نجاح بيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد العبيدي وزير الدفاع العراقي .. ( البطل ) الذي انبثق فجأة وصعد نجمه , من بين ركام الفاسدين والمفسدين من الطبقة السياسية العراقية الحاكمة , كان قد كشف عن الوجه القبيح الهش , والذي يشبه الى حدّ ٍ بعيد ٍ هشاشة وقبح بيت العنكبوت , والمستتر خلف الكواليس السلطة والنفوذ , من خلال فضحه لبعض الأسماء المبتزّة له , باعتباره جزء ً لا يتجزّأ مِن المنظومة الفاسدة , التي يتشكل منها المشهد السياسي العراقي . 
فالعبيدي كوزير لا يختلف عن غيره من الوزراء في حكومة العبادي التوافقيّة , فأنه أتى لوزارة الدفاع كمرشح عن ( كتلة متحدون ) بصفقة المحاصصة السياسيّة النتنة . وكغيره لا يخلو سجله الشخصي والمهني , من تهم فساد وتقاعس وتستر وغيرها . فهو لا يزال متهم بتقاعسه بعدم نجدة وإغاثة الجنود العراقيين , الذين قضوا رغم المناشدات في ( ناظم الثرثار ) على يد عصابات داعش في نيسان من عام 2015 م , مما أدى الى استشهاد قائد الفرقة الأولى , وآمر اللواء ( 38 ) , وضابط استخبارات الفرقة , و( 127 ) بين ضابط وجندي وحشد شعبي . وكذلك تستره على أخطر ملف , وهو ملف اسباب سقوط الموصل وسكوته المتعمد عنه , رغم تحميله المسؤولية بصورة مبطنة , لرئيس الحكومة السابق ووزير الدفاع وكالة ( نوري المالكي ) , من خلال كلمته في ذكرى عيد الجيش العراقي الـ ( 94 ) عام 2015 م حيث جاء فيه : 
\" ما حصل من نكسة في العاشر من حزيران الماضي , كان بسبب ضعف الأداء , وضعف القيادات وقلة الانضباط , اضافة إلى الفساد المستشري في البناء غير السليم في التسليح والتجهيز والإدارة والدعم .. كان عاملا إضافيا ساهم في انهيار وحدات الجيش , التي كانت مرابطة في المدينة شمال البلاد \" . 
فرغم سكوته على ملفات فساد , تخص وزراء سابقين توالوا على وزارة الدفاع , دون أن يتخذ ما يلزم إزائها من إجراء أو إحالتها للقضاء . ورغم تورطه بملفات فساد وزارة الدفاع , والتي ثبتت عليه واثيرت حوله بالاستجواب الأول ، وبسبب التوافقية والمحاصصة السياسية , تلك اللعبة التي تجري على مبدأ ( لا غالب ولا مغلوب , ولا أحد يدّعي النُسُك أو العُهْر بالوقت نفسه , حيث الكل سواسية كأسنان المشط ) جدّد مجلس النوّاب الثقة بوزير الدفاع خالد العبيدي , حاله كحال أي وزير يستجوب بأخطر ملفات فساد في الدولة العراقية ولم يثبت عليه شيء , خلال الجلسة الـ (26 ) من الفصل التشريعي الأول للسنة التشريعية الثانية في 3/10/2015 م , بعد الاقتناع بأجوبته خلال عملية استجوابه في البرلمان .
فالقنبلة ( الفضيحة ) التي فجرها العبيدي مؤخرا ً داخل قبة البرلمان , والتي هزّت جميع ممثلي الشعب , دون أن تهزّ الشعب نفسه , لأنّه على يقين بالحال الذي هم عليه كفاسدين ومفسدين منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة . والدليل ما صدحت به تلك الزوجة الصالحة , وهي تخاطب زوجها البطل قبل استشهاده ملبيا ً النداء المقدس لقتال داعش , وأقرّت المرجعية الدينية العليا , كلامها الذي ينطبق على جميع السياسيين العراقيين اليوم :
(( .. أمراض أصابت ضمائر مَن اؤتمنوا , على أرض العراق وثرواته وشعبه , فخانوا الأمانة وخذلوا الشعب.. )).
 
وإذا ما لاحظنا أن الوزير ( البطل ) العبيدي هو سنّي , والمتهمّين الذين كشف عن أسمائهم ( المبتزّين له ولوزارته ) معظمهم نوّاب سنّة أيضا ً , يكون قد كشف عن حقيقة ما يدور داخل الوزارات ( المحاصصتيّة ) والموزعة على الكتل السياسية داخل قبة الشعب . وأماط اللثام عن النبع الذي لا ينضب , لأوجه الثراء الفاحش المتمثل بنهب وسرقة المال العام .
وما النائبة حنان الفتلاوي والنائبة عالية نصيف ( جبهة الإصلاح ) إلاّ كسقط المتاع للتحالف الوطني الشيعي , مع أنّ الأمر برمّته لا يخرج عن المناكفات السخيفة التي تتطلبها اللعبة السياسية , وكذلك لأسباب تتعلق بذات الحراك السياسي الفاسد , لدى النائبتين المذكورتين . ولهذا نرى التحالف الوطني الشيعي , كيف اندفع وراح يبيع شرف وطني ّ زائف , وزائد عن حدّه بدعم العبيدي بشكل مفضوح ولافت للنظر, من خلال مداخلة النائب خالد الأسدي وتحريضهما لوزير الدفاع بكشف الاسماء الفاسدة , بمشهد تغلّبت عليه المهاترات والتسقيط وتصفية الحسابات السياسية . وقد انجرّت الى ذلك كتلة الأحرار من خلال موقف عوّاد العوادي المتشفّي , الذي طالب بتعجيل رفع الحصانة عن جميع الأسماء التي ذكرت , وكان يقصد بالتحديد ( سليم الجبوري ) رئيس البرلمان الخصم لهم .
وبغضّ النظر مِن أنّ مافيات الفساد من السياسيين لديهم المقدرة على امتصاص مثل هكذا طارئ, والدخول بمساومات واتفاقات تحوّل انفجار قنبلة العبيدي ( الفضيحة ) من انفجار يحرق الأخضر واليابس , الى انفجار مسيطر عليه . وبغض عن السيناريو المسبق لدى السيد الوزير ( البطل ) الرامي الى ضرب الخط السياسي المنافس ( الداعشي ) والمتمثل بكتلة الحل والحزب الاسلامي , لتخلو الساحة السياسية له وللنجيفيين , وخصوصا وهم على ابواب تحرير مدينة الموصل ( المستقبل السياسي بالنسبة لهم ) , وبغضّ النظر أيضا ً عن ضعف القضاء واختراقه من قبل السياسيين , وهشاشة وضعف مفوضية النزاهة ووقوعها هي الاخرى ضمن المحاصصة السياسية ..
السؤال المهم هنا .. ماذا يحصل إذن بالوزارات الشيعيّة والتي يشغلها وزراء شيعة , من قبل نوّاب الكتل السياسيّة الشيعية ؟؟. فإذا كانت القنبلة العُبيديّة التي فُجّرت بساحة الفساد السُني هي الطامّة ... فما تنطوي عليه الساحة الشيعية الفاسدة أطمّ وأدهى , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/02



كتابة تعليق لموضوع : \" وإنّ أوهنَ البيُوتِ لبيتُ العنكبوتِ لوْ كانوا يعلمُون \" ــ العنكبوت 41 .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net