صفحة الكاتب : قيس النجم

دولة .. أحمد موس!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أحمد كان مشاكساً، ويعتاش من الحيلة والنصب على الناس، منذ خمسة عشر عاماً،هارب (فراري) لا يعرف معنى الجيش قبل تغيير النظام، وأيضاً من النزلاء الدائمين في مراكز الشرطة، وفي رصيده أكثر من عشر دعاوى بالنصب والإحتيال، أذكر ذات مرة خرج أحمد مع مجموعة من الشباب، وجلسوا في مقهى المنطقة ولعبوا لعبة (الدومنه)، فخسر اللعبة ودفع حساب المشاريب (الشاي والقهوة)، وليته لم يدفع فبعدها، إختلق شجاراً كبيراً، إنتهى بنقلهم الى المستشفى، إثنان من الخصوم لديهم كسور، وكدمات واضحة على الأنف واليد، ولكن أحمد أصيب بجرح كبير في وجهه، عن طريق (موس حلاقة)، وتم تقطيب وجهه ومعالجته، وأطلق عليه اللقب المشهور (أحمد موس).

وقع بيد الشرطة بعد هذه المشاجرة، وحكم على أحمد ثمانية سنوات بقضايا سابقة، حينها تنفس الناس الصعداء، وخصوصا مَنْ يسكن في نفس منطقته، مرت الأيام وتغيير النظام، فخرج من سجنه حاله حال كثير من أمثاله، أصحاب مهنة اللصوصية، والنصابين، والقتلة.

 بعد تغيير النظام السابق بست سنوات، ظهر أحمد بنفس الإسم،  حين أجرى عملية جراحية لوجهه، أخفى كل علامات الجروح، ولكنه لم يكن لوحده فهذه المرة جاء، ومعه سيارات الحماية ويرتدي رتبة عسكرية كبيرة، وتحول أحمد من نصاب صغير الى كبير النصابين، فلديه مكتبه الخاص في إحدى المناطق الواقعة، في حزام المنطقة الخضراء، وسيارات وحمايات وبيت كبير في منطقة زيونة، وهي من المناطق التي يسكنها أثرياء البلد، المشكلة كانت لدية قائمة على شكل جدول، مدونة بداخله تسعيرات التعيين، في جميع وزارات العراق دون استثناء، رغم تخصصه الأكثر الذي شمل الوزارات الأمنية، والإستخبارات والأمن الوطني، والجيش، وبرتب حسب التسعيرة.

دولة مثل العراق عندما يديرها، أحمد ورفقاؤه من خريجي سجن أبو غريب، يتبوؤن مناصب عليا فيها، علينا أن نقرأ السلام على أمننا وإستقرارنا، لأنهم كونوا دولة عميقة من اللصوص، والقتلة، والنصابين، وأنها بكل تأكيد ستكون دولة (فيطي)، ويكون ثمنها دماء الأبرياء، والبيع بالجملة للأراضي العراقية، وسرقة كل ما هو مباح وغير مباح، دون خوف أو رادع، لذا وجب أن يكون هناك تغيير جذري وشامل، وحملة حقيقة من كل شرفاء العراق، لكشفهم وتعريتهم لإعادة أحمد موس ورفاقه، الى مكانهم الطبيعي السجن، ومحاسبتهم مع السياسي الفاسد، الذي مكن مثل هذه النموذج، لإحتلال مفاصل مهمة وحساسة في الدولة، ليكون العراق عراقاً حقيقياً، وليس عراق أحمد موس!    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/19



كتابة تعليق لموضوع : دولة .. أحمد موس!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net