صفحة الكاتب : واثق الجابري

إعدموا العراقيين بحكم الشعب
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سؤال لا يحتاج بحثاً طويلاً: ما جزاء مجرمين يحصدون أرواح الأبرياء بدم بارد؟! أذن ما هي أسباب تأخير محكومين بالإعدام لسنوات، ومن هي الجهة المعرقلة؛ في ظل تقاذف الإتهامات بين الجهات المسؤولة وصمت الإدعاء العام؟!
من المفترض أننا دولة ديموقراطية؛ تؤمن بفصل السلطات، ودور بعضها يكمل ولا يتقاطع أو يُعرقل.
حقائق كثيرة مبهمة في ظل النظام الديموقراطي؛ وكأننا نعيش حقبة دكتاتورية في تنفيذ القوانين، ويبدو إنها معرقل أساس للأحكام، في حين لا جدل وضعي مقابل جريمة يقترفها إرهابي؛ فالسلطة التنفيذية تلقي القبض وتجري التحقيق الإبتدائي، والقضاء يحكم، ثم تعود القضية للسلطة التنفيذية للتطبيق.
ما يصدره القضاء من أحكام، يأتي الى رئيس الوزراء للمصادقة، ثم الى رئاسة الجمهورية لإصدار مرسوم جمهوري، وخلال 30 يوم في مكتب رئيس مجلس الوزراء؛ يليها 30 يوم في مكتب رئيس الجمهورية، وفي حال رفض أيّ من الطرفين؛ يُعتبر بحال الموّقع والحكم نافذ بحكم الشعب؛ كون الأخير إنتخب برلمان يختار سلطة تنفيذية وقضائية يحكمان بأسمه.
أنا واحد من الّذين لا يصدقون أن رئاسة الجمهورية هي من يُعطل حكم الإعدام؛ وأن رفضت التوقيع لإصدار مرسوم جمهوري، وفي وقت سابق كان الحجة برفض الرئيس الطالباني لأسبابه الحزبية، وهذا أيضاً لا يمنع التنفيذ بحكم الشعب، ولكن كرسيه فرغ منه طيلة فترة مرضه لعامين، ولم تنفذ أحكام إعدام تتناسب مع حجم الجرائم؟!
أكثر من ثلاثة آلاف محكوم بالإعدام؛ ينعمون بالخدمة والراحة وفق معايير منظمات حقوق الإنسان، وتستقطع له ملايين الدولارات من حقوق الضحايا والمحرومين والفقراء، في حين لم تأتي منظمة دولية للسؤال عن واقع الضحية، وأغلب الإرهابيين عراقين؛ فيما تقتصر المطالبات بإعدام العرب فقط؛ فأن كان العربي يؤمن بفكر متطرف ولا يعرف شيء عن الطبيعية العراقية؛ فما بال عراقي شرب ماء دجلة والفرات وتنفس هواء العراق، ثم خان أرضه وشعبه وشرفه، وقاد الإرهاب الى بلده؟!
إن مسألة تأخير أحكام الإعدام واحدة من أسباب تفشي الجريمة وتمادي الإرهاب، ولا علاقة لها بتذرع البعض بالقوانين والصلاحيات، وقد إخترق الفساد معظم المؤسسات الحكومية؛ لتقوم بالعمل ضد مواطنيها، ولا غرابة أن أدار المجرمون جرائمهم من السجون، وهم يملكون أحدث وسائل الإتصال والغرف المكيفة التي صارت مدارس لتخريج آلاف المجرمين.
عندما إختار العراقيون ديموقراطيتهم؛ لم يعتقدوا أن الجلاد هو من يُحاسب الضحية.
أبسط رد على الإرهابيين المنحرفين؛ أن تطبق أحكام الإعدام فوراً على المجرمين دون أستثناء، ولنبدأ بالعراقيين فهم أكثر جرماً وخيانة ونذالة، وهم من قاد وسهل ونقل وإستضاف، وفتح بيته وعرضه لممارسات ومعتقدات الدواعش المنحطة، وقضية الإعدامات منوطة بالسلطة التنفيذية ووزارة العدل تحديداً، وقد أصدر القضاء حكمه، وتجاوزت فترت المصادقة، وأن كان ذريعتهم عدم توقيع رئاسة الجمهورية؛ فأن الحكم أصبح نافذاً بحكم الشعب، وعلى الإدعاء العام تحريك نفسه للدفاع عن شعب يذبح كل يوم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/09



كتابة تعليق لموضوع : إعدموا العراقيين بحكم الشعب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net