صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

وَراءَ كلِّ أُمةٍ عظيمةٍ، تربيةٌ عظيمةٌ
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   "إلى أيِّ درجةٍ كانت سنغافورة الستينيات قاسية: فقرٌ ومرضٌ وفسادٌ وجريمة، بيعت مناصب الدولةِ لمن يدفع، خطف الشرطيون الصغيرات لدعارة الأجانب، وقاسموا اللصوص والمومسات فيما يجمعون، إحتكر قادة الدفاع الأراضي والأرز، وباع القضاة أحكامهم، فقال الجميع: الإصلاح مستحيل؛ لكنني إلتفتُ إلى المعلمين، وكانوا في بؤسٍ وإزدراء، ومنحتهم أعلى الأجور، وقلتُ لهم: أنا أبني لكم أجهزة الدولة، وأنتم تبنون لي الإنسان" (لي كيون يو) - مؤسس سنغافورة الجديدة –
   إبتدأتُ مقالي بهذه المقولة، لأني أعتقد أنها تصفُ ما يمرُ بهِ شعبنا العراقي بدقةٍ عالية، وهنا يأتي السؤال المُلح: لماذا يا تُرى تجاهل جميع من أمسك زمام الأمور في الدولة العراقية هذه الشريحة(المعلمين)؟! بل لماذا يحاربون هذه الشريحة بالخصوص؟! لماذا ترتع وزارة التربية في حقل الفساد المالي والإداري؟! لماذا لا تتحول وزارة التربية إلى مؤسسة لها خصوصيتها، يديرها خبراء ليجعلوا منها الباعث الجديد لحياة المجتمع المقبل على الموت، لا محالة، لأنهُ يحتضر الأن بسبب إنتشار الأُمية؟!
   لم نرَ البرلمان مهتماً يوماً ما بالمعلم والمتعلم، لم نرَ مؤتمراً واسعاً للمعلمين يحضرهُ رئيس البرلمان أو الحكومة أو حتى وزير التربية! لم نرَ ماكنة الإعلام الحكومي تنتج يوماً ما، منتجاً نافعاً للتربية والتعليم، لم نرى ماكنة الإعلام المعارض، التي تطحن كل شئ، أن تركز في موضوعاتها على هذا الموضوع، ولكن هنا لا عجب، فالإعلام المعارض، لا يريد أن ينبه الحكومة، لما فيه منفعتها ومنفعة الشعب، فما يهمه فقط، إسقاط الطرف الآخر، بغض النظر عن الفائدة والضرر!
   لماذا لا توزع الأراضي السكنية للمعلمين؟! لدينا مساحات شاسعة من هكتارات الأراضي حول العاصمة وفيها، متروكة لسرَّاق التجاوزات وسماسرة الأحزاب! 
لماذا رُفعت الحوافز المقررة وفق القانون عن المعلم؟! مثل مخصصات الصفوف الأولية والأرشاد و......
لماذا يستلم المعلم أقل الرواتب مقارنةً بالوزارات الأخرى؟! 
لماذا لا تصرف لهُ أجور العلاج؟! لماذا ليست لهُ إيفادات ودورات خارجية؟! لماذا لا تخصص للمعلمين وعوائلهم أندية وأماكن ترفيه خاصة؟!
لماذا جعلتم المعلم يلجأ إلى الدروس الخصوصية؟! والتي هي بحد ذاتها تعتبر تقليل من قيمته، ولماذا ولماذا وجميع أدوات الإستفهام..........
بقي شئ...
جهل الساسة أفسد المجتمع والحياة في بلدي 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/07



كتابة تعليق لموضوع : وَراءَ كلِّ أُمةٍ عظيمةٍ، تربيةٌ عظيمةٌ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net