صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

السيستاني سيد الحشد ...
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أُصيبَ العراقيين بالذهول من النتائج الكارثية! التي أدت إلى إنكسار الجيش العراقي بهذه السرعة، إثر دخول داعش الموصل وإحتلالها بتعداد لا يتجاوز أعداهم فوج متكامل، وأسلحة خفيفة ومتوسطة مقابل جيش متدرب، يمتلك مدافع ودبابات  وآليات متطورة، ولِنُذَكِّرْ بالقوات الماسكة للأرض، أربع فرق زائد فرقة شرطة إتحادية، يعني خمس فرق، ولو تجاوزنا أعداد الفضائيين بتعداد فرقة، يصفي لنا أربعُ فرق، وهنا يلعب العامل النفسي والمعنوي لعبتهُ، الذي أدى لذلك الإنهيار !.

 

قنوات مأجورة أكملت مهمتها في انتشار تلك الألعوبة الإعلامية، في ترويج أكذوبة الطائفية، وأن الدولة تهمش أبناء السنّة، وكأن سليم الجبوري جاء من القمر، وإتحاد القوى من جنوب السودان "دارفور"، وقائمة أياد علاوي من كشمير الإقليم المتنازع عليه، وغيرها من القوائم التي تمثل المكون الآخر في العملية السياسية، والمثير للجدل أن كل هذه القوائم أصبحت إمّا صامتة بعد ذلك الخرق! أو إنجرفت مع الحدث كما صرحت به النائبة من القائمة العراقية، العائدة لــ "أياد علاوي"، بأن أهل الموصل يعيشون بخير، ويسألون عن حال أهل بغداد !.

 

 الحكومة وبكل قواها العسكرية المتبقية لم تحرك ساكناً، وكأن الأمر متفق عليه! وكان الإمكان المسارعة وإرجاع الأمر كما كان سابقاً، لكن الخيانة جعل داعش تتوغل أكثر، وحدثت مجزرة سبايكر بعد علم الإرهاب أن الطريق مفتوح أمامكم، وعليكم إتمام مهمتكم، والمواطن ينتظر الإجراء الحكومي والعسكري بالأخص، لأنه عنصر القوة لهيبة الدولة والشعب، وبعد اليأس جاء الرد الصاعق بالفتوى، التي لم يتوقعها كل العالم بالجهاد الكفائي، ومن منبر الجمعة بكربلاء المقدسة، حيث جعلت من كان يظن العراق خضع للمخطط المرسوم، عليه إعادة حساباته من جديد .

 

الحشد الشعبي كان موجوداً، وبفصائل معروفة وتيار شهيد المحراب كان له الحضور الواسع فيها، بل أكثرها عددا، ويحارب المجاميع الإرهابية ومنتشرون في كل القواطع، ولكن ليس بالحجم الكبير قبل فتوى الجهاد الكفائي، وتلك الفصائل يمكنها أن تغير معادلات، لكن ليس بالحجم العددي الكثير كما هو الآن، وهنا ما على الحكومة إلا بالقبول بالأمر الواقع، لان الإرهاب بات على أبواب بغداد، وإسقاطها كان بين قوسين أو أدنى، مع الصمت المطبق من الذين يصعدون المنصات الإعلامية اليوم، يدافعون وكما يحلو لهم بتسمية الإرهابيين بالمدنيين، ومناشدات كثيرة ومن أكثر من طرف، تساعدهم القنوات الإعلامية المأجورة، ومن تلك القنوات التي تعتبر نفسها عراقية! والشرقية والبغدادية وغيرها أنموذجا على الخسة والنذالة .

 

الحشد المقدس الذي جاء وفق فتوى المرجع الأعلى، السيد "علي السيستاني"، أمر فرض نفسه في الحرب الدائرة بين العراق وقوى الشر، وأثبتَ أهليتهُ وإنتمائهِ الوطني وقوته، بل أصبح قوة يخشاها كل من تسول له نفسه بالدخول بحرب معها، ولولاه لكان الوطن ملعب لتلك العصابات، المُمَوَلة من أعراب الخليج، بمخططات صهيوأمريكية، وهذا ليس بجديد، بل إمتداده لمعاهدة بورتسموث السيئة الصيت قبل مئة عام مضت، التي فككت المنطقة العربية إلى دويلات وفق سياسة "فرّق تسد"، وما تلك الفتوى إلا أمرٌ الهي، للوقوف بوجه كُل من يُريد إحتلال العراق، بعدما فشل كل المخططات .

 

إستدامة النصر مؤازرة تلك القوة العراقية الشعبية، وليس الوقوف بوجهها وتسقيطها، من خلال عروض المساجلات الإعلامية، التي تظهر بالقنوات المغرضة بحجة حماية المدنيين! ولو فرضنا جدلاً  أن الكلام صحيح، وأن هؤلاء مدنيين، فنحن لسنا بحاجة لهم، لأنهم يصدرون لنا الموت يومياً، وليس من المعقول أن نهمش شعبا كاملا، ومن محافظات كثيرة وكبيرة الحجم بمواطنيها، من أجل ثلة مجرمة، لا تعرف لغة الإنسانية، وكل ما لديها وما تحويه تلك الأدمغة المتحجرة، لغة واحدة، الموت والمفخخات والأحزمة الناسفة فقط .  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/31



كتابة تعليق لموضوع : السيستاني سيد الحشد ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : عز الدين العراقي ، في 2016/06/01 .

نفتخر ونعتزّ بوجود أقلام تكشف وتبيّن الحقائق لمن غابت عنهم أو شاهت بنظرهم , خصوصا في هذا الظرف العصيب , والأمر كذلك حينما يطرى رجل مثل السيد السيستاني ( دام ظله الوارف ) لأنه أثبت وجوده من خلال توجيهاته القيمة , ولكن أحيانا تذهب هذه الأقلام الى غير وجهتها , فتكون النتيجة عكس ما كنا نتوخاه , فتدلس الحقيقة وتضيع , ونسيئ لمقام المرجعية من حيث لا ندري , ونكون قد زدنا الطين بلّه بعدم كشف وتبيان الحقيقة للناس , ونكون قد أوصلنا لهم السموم لا غير .
الأخ رحيم الخالدي حينما أجاد علينا بهذا المقال , كنا قد خشينا النتيجة المأساوية وسجلنا عليه الملاحظات التالية :
1 ـ الجيش العراقي لم يدخل معركة فعلية مع ( داعش ) حتى ينكسر , بل هو انهار وانهزم من غير معركة لأسباب كثيرة منها الفساد , والسياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة , والمناكفات السياسية , والمحاصصة السياسية , وتعطيل المسائلة بانواعها مثل ( المسائلة والعدالة ) و ( مسائلة واستجواب البرلمان للقيادات الأمنية والعسكرية ) و( مسائلة القضاء ومحولات تسيسه وتجييره للكتل والأحزاب ) و ( عدم التفات الحكومة ومسائلتها لكبار قيادات الجيش ) وغير ذلك . وهذا أمر تتحمل مسؤوليته كافة القوى السياسية بما في ذلك المجلس الأعلى لأنه شريك فاعل بكل حكومة منتخبة .
2 ــ لم تكن لتجرؤ كافة الفضائيات المغرضة في ترويج الطائفية , لولا تورط فضائيات التحالف الوطني ( الشيعي ) بالتخوين والتسقيط والتشهير والفرقة والدسّ والتدليس وغيرها , لبعضهم ما بعض . ولن ننسى قناة الفرات التابعة للمجلس الأعلى , وحملاتها المتنوعة , وخصوصا ما جرى على لسان رئيس المجلس الأعلى السيد عمار الحكيم , وتسقيطه للجيش العراقي , والقوى الأمنية , ودفاعه عن ساحات الاعتصام التي لم تجلب للعراق إلا العار .
3 ــ إذا كانت هناك فعلا ً خيانة في الجيش , والحكومة لم تحرك ساكنا , ألم يكن المجلس الأعلى شريكا في الحكومة ؟ ( وهذا الرد ليس دفاعا عن حكومة المالكي الذي يتحمل الوزر الأكبر , بعدم كشف الخونة من قيادات الجيش ( كمحاصصة سياسية ) ومن القيادات السياسية ). واذا سلمنا أن الحكومة لم تحرك ساكنا , فحكومة المقبولية التي بشّر بها المجلس الأعلى بتحالفه مع جناح العبادي من ( حزب الدعوة ) بعد عام 2014 , كذلك لم تحرك ساكنا بحرب فعلية مع داعش , وها هي الفلوجة لم تحرر للآن رغم مضي أكثر من سنة ونصف ؟.
4 ــ أتفق معك من أن فتوى الجهاد أذهلت العالم , وأذهلت جميع العراقيين على مختلف مشاربهم , كما أذهلت السياسيين حتى باتوا لا يرون الحقيقة جراء ذهولهم هذا !. كيف ؟؟.
أقول لك : إذا كان الحشد الشعبي موجودا ً قبل الفتوى وبفصائل معروفة , فما فائدة الفتوى إذن ؟ . أو لماذا سقطت الموصل أصلا ً ؟. وإذا كان الحشد قد تشكل بعد الفتوى , فماذا كان وضع من حمل السلاح من الفصائل قبل الفتوى ؟ . هذا الأمر هو بحد ذاته إساءة للمرجعية من حيث لا تدري .
ـ لم يكن هناك حشد قبل الفتوى , وإنما فصائل مسلحة هي بمثابة الجناح العسكري لكل حزب ( والمجلس الأعلى لا يشذ عن هذه القاعدة ) وهذه الفصائل المنفلتة واللاقانونية , لم تكن تحارب الإرهاب كما تزعم , بل كانت تحارب بعضها البعض للأسف , من أجل المصالح السياسية , بدليل كل يوم يزداد الإرهاب به حتى وصل العراق الى ما وصل اليه اليوم .
وما هيئة الحشد الشعبي الآن إلا باب رحمة لكل فصيل مسلح قبل الفتوى . والمرجعية كانت ولا زالت تمقت وتكره كل مظهر مسلح خارج إطار القانون , وللمرجعية موقف حازم من تلك الفصائل المسلحة كبرت أم صغرت بعد تحرير العراق من داعش , وان الصبح لناظره لقريب .
5 ـ إذا سلمنا بوجود حشد شعبي قبل الفتوى , فلم يكن هناك فصيل مسلح تحت اسم تيار شهيد المحراب !. وبغداد لم تسقط لولا وجود فصائل الحشد الشعبي المعروفة , ولكن قطعا ليس معها أي فصيل من فصائل المجلس الأعلى .
6 ــ الحشد الشعبي لن ولم يأتي وفق فتوى الجهاد الكفائي , هذا إذا أردنا أن نسمى الأشياء بمسمياتها . والفتوى صريحة بدعوتها المواطنين الى التطوع الى الأجهزة الأمنية والجيش العراقي . والمرجعية للآن ومن خلال خطابها الرسمي لم تخاطبهم بمسمى الحشد وإنما بالمتطوعين أو الغيارى أو الابطال وتتحاشى غير ذلك , لعلمها أن الحشد قد سيّس وجيّر لأغراض غير غرض الحرب والعياذ بالله .وارجو أن أكون مخطئا.
7 ــ معاهدة برتسموث قبل ( 68 ) عام وليس مئة . فهي عام 1948 , وقبل تاسيس الكيان الصهيوني , والمعاهدة لتحسين صورة بريطانيا في العراق والشرق الأوسط ولا دخل لأميركا بذلك . وما تعنيه ينطبق على اتفاق سايكس بيكو بعد الحرب العالمية الاولى .
8 ــ لنديم النصر بموازرة القوة العراقية المتمثلة بالجيش العراقي والأجهزة الأمنية الباقية , وليس الى ما تذهب اليه وتشير له ( القوة العراقية الشعبية ) وكأنك تحاكي وتناغم حلم المجلس الأعلى عام 2005 وما بعده , بتشكيل فصائل ( اللجان الشعبية ) والتي تذكرنا بفصائل الحرس القومي البعثية السيئة الصيت , وبفصائل انصار السلام الشيوعية الوحشية , وبفصائل فدائي صدام القذر .
9 ــ دعوة للأخ رحيم الخالدي لأن يخلع نظاراته الحزبية والصنمية ’ويطالع جيدا تاريخ هذا الشعب الجريح وهو تاريخ جدير لأن نفخر به , ويقرأ الأحداث بعين الإنصاف , ويآزر المرجعية الدينية بنوايا صادقة . شكرا .



• (2) - كتب : زائر ، في 2016/05/31 .

يقول الكاتب الاتي " الحشد الشعبي كان موجوداً، وبفصائل معروفة وتيار شهيد المحراب كان له الحضور الواسع فيها، بل أكثرها عددا، ويحارب المجاميع الإرهابية ومنتشرون في كل القواطع، ولكن ليس بالحجم الكبير قبل فتوى الجهاد الكفائي"
اولا : مانعرفه ان الحشد الشعبي تشكل بعد الفتوى بتاريخ 6/18 والفتوى كما يعرف الجميع  كانت 13 /6  
ثانيا : اذا كان الجناح العسكري لشهيد المحراب موجود وعلى الساحة كما ادعى الكاتب فكيف تمت مشاركته في الانتخابات ثم في الحكومة هل ان جميع الاحزاب لديها اجنحة عسكرية تستخدمها في الصراع على السلطة .
ثالثا : مانعرفه جميعا ان سرايا عاشوراء والتسميات التي ظهرت لم تكن موجوده قبل الفتوى وعلى الكاتب ان ياتي بدليل على مشاركتها بعمليات عسكرية ضد من قال انها شاركت بقتالهم ؟؟؟

اخيرا الكاتب ناقض نفسه عندما قال
" الحشد المقدس الذي جاء وفق فتوى المرجع الأعلى، السيد "علي السيستاني"، أمر فرض نفسه "
اترك للقاريء ان يفهم ما يحاول الجميع في هذه الايام ايصاله واقصد احزاب السلطة من انهم هم الذين تصدوا قبل وجود الفتوى ولكن لولا حكمة صاحب الفتوى حينما قال في فتواه الشهيرة ان على جميع المتطوعين الانخراط ضمن صفوف القوات المسلحة دليل كافي على ان البعض يستخدمها كلقلقة اللسان ليغص بها ويكشف عن نفسه وافقه الحزبي الضيق .






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net