صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

هل سنتعلم كيف نعيش؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 سؤال غريب لكن الواقع المتأجج يؤكد على أننا ربما فقدنا قدرات ومهارات العيش المشترك , الذي يحافظ على كرامتنا ووعاء وجودنا الوطني.

فلو كنا نعرف كيف نعيش لما أصابنا الذي أصابنا , وتهلهل تماسكنا , وأغفلنا الفرص المتواكبة إلينا , وتكبلنا بمضادات الحياة والعيش الكريم.
فنحن وبلا إستثناء تغيب عنّا مهارات العيش الوطني السعيد!!
فلا يمكن تفسير ما جرى ويجري إلا بفقدان مهارات تحقيق العيش المجتمعي الكريم المعاصر , الذي يحقق مصالح الجميع في أرجاء الوطن.
فالعيش الوطني المشترك مهارة حضارية تتربى عليها الشعوب وتمارسها وتتوارثها عبر الأجيال , ونحن من المجتمعات التي تعلمتها وتواصلت معها , وجسدتها على مدى العصور , وهناك توجهات وطاقات تسعى لخلعها وتشويهها ومحقها , لكي تدمر الوطن وتسبي العباد , ويبدو أن الكثيرين من المتوهمين والمغرر بهم , قد أسهموا في هذا التوجه اللاحضاري واللاإنساني الذي يأتي أكُله في الواقع المرير.
فنحن من المفروض أن نُبهر الدنيا بمهاراتنا التعايشية الحضارية , وتواشجاتنا الإنسانية , لأننا قد ترعرعنا في فضاءات تنوعية , ولدينا قدرات التواصل والإنجذاب لما هو صالح ونافع لبلادنا ومجتمعنا , ولا يمكن لعارف بطبيعة مسيرتنا الحضارية , أن يصدّق ما يراه ويسمعه ويعيشه من تفاعلات سلبية وتداعيات مأساوية فادحة الأضرار.
فنحن أخوة وأحبة وأبناء حمية وغيرة وطنية وإنسانية معروفة , وما يجري على أرضنا لا يتفق وأبسط قيمنا ومعايير سلوكنا المتداولة على مر القرون , وسارت عليه ركائب الأجيال تباعا.
فهل تناسينا مهارات العيش والتعايش الوطني , وهل أن التوجهات التدميرية أخذت تعبّد طرقات الخيبات والتناحرات والفرقة , وتعلي مساهمات التضاغن والتشانن والتلاحي في بلادٍ حضارية إنسانية معرفية ثقافية ذات مدارس فكرية متنوعة , ومنابر علمية وإجتهادية منيرة متوهجة بالأصالة والإبداع الجليل؟!
يبدو وكأننا بحاجة لمراجعة جادة وحاسمة لما يدور في أيامنا من تفاعلات تتقاطع مع طبيعتنا , ومنهجنا الوطني التعايشي الصالح للحياة والأجيال , وعلينا أن ننهض بشجاعة وإقدام لترسيخ قيم ومبادئ الحياة الكريمة الحرة المشتركة , ونسترد مهارت العيش وصناعة المستقبل السعيد.
فالمجتمعات الحضارية لا يليق بها التشظي والتنافر والتصارع الإنقراضي الفتاك , فهل سنستعيد جوهرنا الإنساني القيمي , ونتمسك بالوطن والمواطنة الأصيلة الطيبة السمحاء؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/30



كتابة تعليق لموضوع : هل سنتعلم كيف نعيش؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net