صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

 يروي الفيض الكاشاني في تفسيره الأصفى، بعد غرق فرعون في البحر، ونجاة بني إسرائيل، إذ مروا على قوم يعبدون أصناماً، قالوا لموسى (عليه السلام): (قَالُوا يَا مُوسَى اجعَل لنَا إِلَهًا كَمَا لَهُم آلِهَة)، وتوهموا أنه يجوز عبادة غير الله تعالى، فقال لهم: (إِنكُم قَوم تَجهَلُونَ)، أي: تجهلون من المستحق للعبادة، ومن الذي يجوز أن يتقرب به الى الله تعالى.. ثم قال لهم: (إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ ما هُم فِيهِ وَبَاطِلٌ ما كَانُوا يَعمَلُونَ).
 والمُتَبَّر: المهلك، المعبود من الأصنام مهلك، وعبادة الأصنام هلاك، ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة نوح آية: 28: (وَلَا تَزِدِ الظالِمِينَ إِلا تَبَارًا)، والتبر يقال للذهب، وسمي تبرا؛ لأن معدنه مهلك، ولكل اناء منكسر متبر، وكسارته تبر، بينما يركز السيد مكارم الشيرازي في كتابه التفسير: إن بدايات توجه بني اسرائيل الى الوثنية جاءت نتيجتها المفصلة بعد ذلك من عدة مواقف، ويعني انتهاء مشكلة موسى مع فرعون كانت بداية لمشكلة موسى (عليه السلام) الداخلية الكبرى مع جهلة بني اسرائيل، كانت أشد وأثقل على قلب موسى (عليه السلام) وليوضح الله تعالى أن الجهل هو منشأ الوثنية مع وجود البيئة الفاسدة .
 جاء في نهج البلاغة أن أحد اليهود اعترض على المسلمين عند أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلاً: ما إن دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه، فردّ الإمام (عليه السلام): نحن اختلفنا عنه لا فيه، لكنكم ما جفت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيكم: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، فقال: انكم قوم يجهلون... ولهذا قال الله تعالى عنكم متبّر ما هم فيه، والمتبر الهلاك والدمار، وهي مشتقة من التبار أي الهلاك.
 وجاء في تفسير غريب القرآن أن متبر مهلك، وتبارا هلاك، قال تعالى: (وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوا تَتبِيرًا) أي: يدمروا ويخربوا... ويروي الطبرسي في كتابه تفسير مجمع البيان، قول قتادة أن القوم كانوا من لخم ومستقرهم من الرقة، وقال ابن جريح: كانت تماثيل بقر، وذلك أول شأن العجل، والكفر قاله الجهال من قوم موسى دون المؤمنين.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/25



كتابة تعليق لموضوع : مُتَبَّر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net