صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

حين أصبحت الدولة الأموية واهية البنيان، توالت ثورات متلاحقة، وانتفاضات شعبية تصدت لجور الحكم الأموي، حتى وصل الأمر أن أهملت الحياة العلمية والفكرية والثقافية... وأعتقد انه رأى العمل السياسي طاقة استثمارية لقضية معينة من وجهة واحدة، مع انحسار الدور التأثيري على فئة دون أخرى، مما يعرض هذا الاستثمار الى الضياع وسط جعجعة السياسة، لكن الوعي الرصين أبعد هذه الآنية عن التفكير، وراح يؤسس لقاعدة علمية تسعى لنشر الفقه الاسلامي، واتمام المدرسة الكبرى التي زخرت بكبار الفقهاء والعلماء والأدباء... فقام بدور عظيم في بحوثه ومحاضراته في جميع ألوان العلوم الفقهية والعلمية، وتفسير القرآن.
ترك (عليه السلام)، ثروة فكرية هائلة، فكان منجماً للثروة العلمية، ليصبح رائداً مهماً من رواد الحركة العلمية، ومنجماً من المناجم التي ساهمت في بلورة نهضة فكرية عربية اسلامية.
حكمة خالدة ومآثر فاعلة، منجم استنهض الوعي، فاترع القلب ايمانا، ومكنت النفس عفة، وصقلت الروح جلالا وصفاء... مثّل السلوك الروحي للدين، وهو الذي شاهد بعينيه رزايا كربلاء، وجرت امامه عملية القتل الجماعي بوحشية، ومثلوا بجثمان الامام الحسين (عليه السلام)، وذهب أسيراً مع أسرى اهل البيت الى يزيد.
ظهر المنجم الكبير الذي حمل مصالح الامة المثقلة بالضرائب والخراج وظلامات احداث سياسية، وأصبحت مهمة هذا المنجم هو استخراج المؤثر الازكى، الذي لابد ان يؤثر على الحياة الاجتماعية والفكرية لذلك العصر، وهذا المنجم هو اول مولود التقت به عناصر السبطين الكريمين الحسن والحسين (عليهما السلام)، فالأب هو السجاد زين العادين (عليه السلام) علماً، وتقى الام فاطمة بنت الامام الحسن (عليه السلام) سماه جده المصطفى (ص) بمحمد على اسمه، وكناه (الباقر) قبل ان يولد بعشرات السنين. نبوءة الغيب حملت البشر، يكنى (ابو جعفر) ولقبه جده (ص) بالأمين والشاكر والهادي والشبيه؛ لكونه يشبه جده الرسول، والصابر، له هيبة الانبياء ووقارهم، وملامح نورانية تميز الائمة (عليهم السلام).
مدة امامته (19) عاما، عاصر خلالها الوليد بن عبد الملك، هشام بن عبد الملك، اقام طيلة عمره في يثرب دار الهجرة، واتخذ المسجد النبوي مدرسة، فكان له الأثر الكبير في بلورة الأمور العلمية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/20



كتابة تعليق لموضوع : المنجم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net