صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

تفجيرات بغداد بين الأمس واليوم !...
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مشاهد يعتليها لون الدم! لا تريد مفارقتنا منذ الإحتلال، وكأننا رجعنا للمربع الأول كما يحلو للبعض بقولهم هذه المقولة المؤثرة، وأصبح هذا المسلسل يشاركنا حياتنا وحولها إلى جحيم، واستمراره بات مؤكداً! وهذا يبعث رسالة السياسة لكل العراقيين، لابد لكم بقبول الأمر الواقع، وسكوت السياسيين دلالة واضحة على علمهم بالأمر، والرضوخ يبعث الحيرة! فهل وصلنا لطريق مسدود فعلاً؟ ولسنا قادرين على حماية أنفسنا من الإرهاب السياسي، إثر الموجة الأخيرة من التظاهرات، التي حولت الساحة من السكون إلى حركة الدماء، والأشلاء المتناثرة في بغداد وباقي المحافظات تبعث على الحيرة!.
 
أمهات ثكلى فقدت أبنائها، وأطفال أيتام ينتظرهم عالم مجهول،  وزوجة ترملت  تنتظر موافقة الروتين، بإستلام مستحقاتها كتعويض عمّا أصابها من فقد زوجها، وفقراء يأنون تحت طائلة التهميش، وممثلي الشعب يتظاهرون من أجل المناصب، والكسب الحزبي أو الكتلة التي ينتمي إليها، ورئيس كتلة لا يسمع ولا يعرف عمّا يجري، لأنه لا يحضر جلسات البرلمان ويعيش مرفهاً خارج العراق! والعتب هنا عمن إنتخبهُ، نهاية التظاهرات التي ألقت بضلالها على الساحة، اقتحام المنطقة الخضراء نتيجتها تلك التفجيرات الدامية!.  
 
أجهزة الاستشعار الكاشفة للمتفجرات الموجب على الحكومة توفيرها، وتواجدها في كل المداخل والمخارج للعاصمة بغداد، كان الهدف من عدم وجودها، والوقوف بوجه إستيرادها هو الدماء العراقية، التي لابد من بقاء إراقتها في الأسواق والتجمعات والمقاهي والمناطق المكتظة بالسكان، ومدينة الصدر تتصدر اللائحة! وإستهدافها شفاء بقلوب الحاقدين، الذي ملأت قلوبهم المريضة ذلك الغيظ مجهول الأغراض، ومن المؤكد أن ثلة من السياسيين مشارك بصورة أو بأخرى !.
 
الم يحن الوقت لانتهاء هذا المسلسل الدامي، والحلقة الأخيرة تتسم بوضع النقاط على الحروف، وتشخيص الثغرات التي يحصل الخرق فيها، ومن غير المعقول كل هذه القوة العسكرية، التي أذاقت داعش مر الهزيمة، غير قادرة على مسك الأمن الداخلي، وهذه التفجيرات متكررة! يعني نفس الأسلوب، والمثل يقول "العرب لا يلدغ من جحر مرتين"، يبدو أن الجحر إستدام على هذه اللدغات! التي أبكتنا منذ أول تفجير ولحد اليوم، فقد حصدت آلاف الأرواح وكل ذلك تزامناً مع الحدث السياسي .
   
السيّد "عبد العزيز الحكيم" "قدس"، طرح مسألة اللجان الشعبية في أول الغيث،عند بدأ التفجيرات ومع الأسف، كان الوقوف بوجهها من أقرب الأصدقاء المشاركين في العملية السياسية، ولو طبقناها لما حصلت هذه التفجيرات المستمرة، التي أفجعت العراقيين جميعا، ولا زالت بفعل من يريد بقاء الوضع كما هو، ولا ننسى من كان يلوح بالمربع الأول، عند كل أزمة سياسية، وما يجري  كما هو بائن! أن هنالك جماعات تسمي نفسها سياسية، وتعمل على العرقلة، ومرامها إفشال العملية السياسية بأي طرقة كانت، ولو إحترق العراق .
 
تفكك التحالف الوطني الذي يشكل الكتلة الأكبر، أصبح كما أراده المريدون وفق المنتج، ولهذا نحن اليوم أحوج إلى تكتل سياسي عابر لكل المسميات السابقة، التي أوصلتنا لما نحن به اليوم، والحكومة القوية صاحبة القرار القوي هو المطلوب، والقضاء المستقل يقع على عاتقه أخذ الدور، من دون تدخل القوى السياسية، والتلاعب بالقرارات أمرٌ مرفوض، من كل الأطراف حتى لو كان الكتلة الأكبر، والمحاسبة يجب أن تبدأ من الآن، بمن إستورد تلك الأجهزة الفاشلة، التي مرقت من تحتها كل تلك المفخخات، ومزقت الأجساد العراقية شر ممزق .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/16



كتابة تعليق لموضوع : تفجيرات بغداد بين الأمس واليوم !...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net