«السمات الجهادية عند البدريين وأبي الفضل العباس «عليه السلام».. دراسة مقارنة»
السيد يوسف البيومي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد يوسف البيومي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً، نحمده ونثني عليه، ونصلي ونسلم على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا ومولانا النبي الأعظم محمد بن عبد الله «صلى الله عليه وآله»، وعلى آله الطيبين الأطهار، الذي هم حبل الله الممدود، من تمسك بهم نجا، ومن تركهم ضل وهلك..
أما بعد:
فهذه عبارة عن بحث قد كتبته للمشاركة في مهرجان ربيع الشهادة (2016)، التي تقيمه العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وقد حاز هذا البحث على مرتبة بين العشر الأوائل، وله الحمد على كل شيء.. فإلى ما يلي:
من المعلوم أن نهضة الإمام الحسين «عليه السلام» كان لها دور أساسي في إعادة إحياء الدين الإسلامي من جديد، وذلك من خلال التضحيات الجسام التي قدمها سيد الشهداء «عليه السلام»، وصفوة من رجال خلّص، تمثلت بكوكبة من الاستشهاديين من أهل بيت الحسين «عليه السلام»، هم أخوته، وأولاده، وأبناء عمومته، إضافة إلى أصحابه رضوان الله عليهم..
وعلى رأس هذه الكوكبة، رجل أسمه العباس بن علي بن أبي طالب «عليه السلام»، هو من أبرز الشخصيات بعد الإمام الحسين «عليه السلام» في واقعة كربلاء، الذي اتسم بصفات جليلة، وميزات عظيمة قل ما تجدها إلا من كان من سلالة الأصفياء، من أولاد سيد الأوصياء، جمع الله فيه صفات الهيبة من بأس وشجاعة وإباء ونجدة، وخصال الجمال من سؤدد وكرم ودماثة الخلق، وعطف على الضعيف، كل ذلك من البهجة في المنظر ووضاءة في المحيا من ثغر باسم ووجه طلق تتموج عليه أسارسير الحسن، ويطفح عليه رواء الجمال، وعلى جبهته أنوار الإيمان.
وأسمى تلك الصفات وأعظمها، هو جهاده في سبيل الله وفي جانب ولي الله وابن رسول الله «صلى الله عليه وآله» والدفاع عنه ومواساته بنفسه، وتضحيته بروحه من أجل الإمام الحسين «عليه السلام».
فإن هذا البحث الذي بين يدي القارئ ما هو إلا بحث متواضع في حق هذا الفارس الشجاع، ذو الهمة العالية. شرعت بكتابته بعد إعلان الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية عن انطلاق «مسابقة البحوث».
ووقع اختياري على المحور التالي: «السمات الجهادية عند البدريين وأبي الفضل العباس «عليه السلام».. دراسة مقارنة».
حاولت قدر المستطاع تلخيص الصفات والسمات التي تميز بها العباس بن علي «عليه السلام»، والتي جعلته شبيهاً للبدريين. أرجو أن ينال بحثي هذا إعجابكم، وأن يتقبل الله هذا العمل مني بأحسن قبول، إنه سميع مجيب. فإلى ما يلي مما خطته يميني:
المقدمة:
حينما يريد أحدنا البحث في مختصات إحدى الشخصيات العظيمة فإنه يحار جواباً، فعن أي جانب يجب الإضاءة عليه في تلك الشخصية وإبرازه، فإن مثل تلك الشخصيات لها العديد من الجوانب المضيئة التي يمكن أن يفرد عنها مطولات، ويكتب عنها الكثير دون أن يحاط بكل جوانبها..
وخصوصاً إذا كانت الشخصية المرجو الكتابة عنها والبحث في جوانبها هي شخصية بطل عظيم كأبي الفضل العباس «عليه السلام»، فإن المهمة تصبح أصعب وأصعب. إلا أن شخصية هذا الإنسان الذي لقب بالعبد الصالح، ومدحه أئمة آل البيت «عليهم السلام» بأسمى الألقاب، وأعطوه الوسام الأعلى الذي يطوق لنيله كل مؤمن وهذا الوسام هو لقب «المجاهد في سبيل الله»، وليس الأمر مقتصراً على هذا اللقب وحسب بل تعداه لأن يكون «مجاهداً بدرياً»، وهذا اللقب إنما يدل على أن حامله ضحى بكل شيء من أجل إعزاز الدين ونصر الحقّ، والدفاع عن ولي الله، وإمام زمانه.
فكما أن تلك الثلة في بدر من المجاهدين هبت للدفاع عن دين الله، وعن رسول الله «صلى الله عليه وآله» وواجهوا المشركين في معركة تعتبر من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي، حيث تصدى هؤلاء المجاهدون في سبيل الله أعتى الطغاة، ورؤوس الشرك، وفراعنة قريش..
إن موقف البدريون هذا خلده الله عز وجل، في كتابه العزيز، والنبي «صلى الله عليه وآله» في أحاديثه الشريفة، لأن ما فعله هؤلاء كان يمثل قمة الصفات الإنسانية، كالتضحية بالنفس وبذل أغلى ما يملكون من أجل قضيتهم العادلة. إذ أن معركة بدر الكبرى قد أسست لإنطلاقة الدين الإسلامي في مواجهة الكفار، وثبتت أسس التوحيد في الأرض، ولذلك ترى أن النبي «صلى الله عليه وآله» يتوجه لله عز وجل داعياً، مبتهلاً: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض»(1).
ويأتي هنا السؤال التالي:
ما هي صفات تلك العصابة التي دعا لها رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
وما هي أوجه الشبه التي جمعت فيما بين هؤلاء والعباس بن علي «عليه السلام»؟!
وللإجابة عن هذه التساؤلات فلا بد من التعرف على هذه الصفات العظيمة التي نسبت للعباس بن علي «عليه السلام».
وسام «المجاهد البدري»:
ورد عن أبي حمزة الثّمالي: قالَ الصّادِقُ «عليه السلام»: إذا أرَدتَ زِيارَةَ قَبرِ العَبّاسِ بنِ عَلِيٍّ «عليه السلام» ـ وهُوَ عَلى شَطِّ الفُراتِ بِحِذاءِ الحائِرِ ـ فَقِف عَلى بابِ السَّقيفَةِ ... ثُمَّ ادخُل، وَانكَبَّ عَلَى القَبرِ، وقُل:
«السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا العَبدُ الصّالِحُ، المُطيعُ للهِ، ولِرَسولِهِ، ولِأَميرِ المُؤمِنينَ، وَالحَسَنِ، وَالحُسَينِ «عليهم السلام»، وَالسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ، ومَغفِرَتُهُ ورِضوانُهُ، عَلى روحِكَ وبَدَنِكَ.
أشهَدُ وأُشهِدُ اللهَ أنَّكَ مَضَيتَ عَلى ما مَضى عَلَيهِ البَدرِيّونَ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللهِ، المُناصِحونَ لَهُ في جِهادِ أعدائِهِ، المُبالِغونَ في نُصرَةِ أولِيائِهِ، الذّابّونَ عَن أحِبّائِهِ، فَجَزاكَ اللهُ أفضَلَ الجَزاءِ وأكثَرَ الجَزاءِ، وأوفَرَ الجَزاءِ وأوفَى جَزاءِ أحَدٍ مِمَّن وَفى بِبَيعَتِهِ، وَاستَجابَ لَهُ دَعوَتَهُ، وأطاعَ وُلاةَ أمرِهِ.
وأشهَدُ أنَّكَ قَد بالَغتَ فِي النَّصيحَةِ، وأعطَيتَ غايَةَ المَجهودِ، فَبَعَثَكَ اللهُ فِي الشُّهَداءِ، وجَعَلَ روحَكَ مَعَ أرواحِ السُّعَداءِ، وأعطاكَ مِن جِنانِهِ أفسَحَها مَنزِلاً، وأفضَلَها غُرَفاً، ورَفَعَ ذِكرَكَ في عِلِّيّينَ(2)، وحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ، وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ، وحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقاً.
أشهَدُ أنَّكَ لَم تَهِن ولَم تَنكُل(3)، وأنَّكَ مَضَيتَ عَلى بَصيرَةٍ مِن أمرِكَ، مُقتَدِياً بِالصّالِحينَ، ومُتَّبِعاً لِلنَّبِيّينَ، جَمَعَ اللهُ بَينَنا وبَينَكَ، وبَينَ رَسولِهِ وأولِيائِهِ في مَنازِلِ المُحسِنينَ؛ فَإِنَّهُ أرحَمُ الرّاحِمينَ»(4).
إن هذه الزيارة هي وسام رفيع المستوى الذي حاز عليه العباس بن علي «عليه السلام»، ولم يقلده إياه كائن من كان، بل إن هذه الفضيلة معطاة إليه من إمام معصوم، يعلم مقادير الرجال، ومُطلع على خبايا الأنفس، وهذا بما لديه من علم الإمامة. وعلم الإمامة، هو علم خاص، يؤثره الله به دون سائر الخلق.
وقد أخبر الإمام المعصوم عن مقام أبي الفضل العباس «عليه السلام» عند الله بما لا سبيل إلى حصول العلم به إلا بإخبار غيبي من عند الله عز وجل. ولأن كلام المعصوم لا يمكن الاعتراض عليه أو النقاش فيه لأن حديثه متصل بالسماء، وهو السبب المتصل بين الأرض والسماء، وقد جاء في الحديث عن الإمام الصادق «عليه السلام»:
«حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وحديث رسول الله «صلى الله عليه وآله» قول الله عز وجل»(5).
ويمكن لأحدهم أن يسأل السؤال التالي:
ما هو السبب من وراء هذه الشهادة التي أدلى بها الإمام الصادق «عليه السلام»، وهو الإمام المعصوم، بحق أبي الفضل العباس «عليه السلام» فقال عنه «عليه السلام» بأنه: «مَضى عَلَيهِ البَدرِيّونَ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللهِ»؟!
العبد الصالح:
صفة العبد الصالح هي لكل إنسان أطاع الله عز وجل، وأطاع كل من أمر الله بأن يطاع، ومن ثم خالف هواه، ولم يلتفت إلى ما تأمره به نفسه الأمارة بالسوء، فإن مجاهدة النفس وإخضاعها للسير في صراط الله المستقيم، وكبح جماحها من أن تشذ عن طاعته سبحانه وطاعة من أمر أن يطاع، إلى معصيته وطاعة عدوه الشيطان الرجيم، إن تلك المجاهدة أمر شاق ولازم ومستمر.
وكيف هو الحال بالذي هو «المُطيعُ للهِ، ولِرَسولِهِ، ولِأَميرِ المُؤمِنينَ، وَالحَسَنِ، وَالحُسَينِ»، أليس هذا من الجهاد الأكبر، وهو من جهاد النفس في اتباع الله بما أحب ومن أحب.
فالعباس بن علي «عليه السلام» هو عبداً صالحاً نتيجة لإطاعته لله ورسوله، وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين. والطاعة العمياء لهؤلاء المطهرين هي المدماك الأول في بناء شخصية العباس بن علي «عليه السلام» هذا العبد الصالح، فاتباعه المخلص هو الذي أوصله إلى هذه النتيجة.
ولمقاربة الأمور نرى أن هذه الصفة وجدت في البدريين الذين كانوا حول النبي «صلى الله عليه وآله» في معركة بدر، والذين ساروا خلفه دون نقاش، أو جدال، ولم يروا لأنفسهم من وجود في وجود المعصوم.
وروي أنه لما كان المسلمون قرب بدر، وعرفوا بجمع قريش، ومجيئها، خافوا وجزعوا من ذلك؛ فاستشار النبي «صلى الله عليه وآله» أصحابه في الحرب، أو طلب العير.
فقام أبو بكر، فقال: يا رسول الله، إنها قريش وخيلاؤها، ما آمنت منذ كفرت، وما ذلت منذ عزت. ولم تخرج على هيئة الحرب.
فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إجلس؛ فجلس؛ فقال «صلى الله عليه وآله»: أشيروا علي.
فقام عمر، فقال مثل مقالة أبي بكر.
فأمره النبي «صلى الله عليه وآله» بالجلوس، فجلس.
ثم قام المقداد فقال: يا رسول الله، إنها قريش وخيلاؤها، وقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا: أن ما جئت به حق من عند الله، والله لو أمرتنا: أن نخوض جمر الغضا(6)، وشوك الهراس لخضناه معك، ولا نقول لك ما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾(7).
ولكنا نقول: إذهب أنت وربك؛ فقاتلا، إنا معكم مقاتلون. والله لنقاتلن عن يمينك وشمالك، ومن بين يديك، ولو خضت بحراً لخضناه معك، ولو ذهبت بنا برك الغماد لتبعناك(8).
فأشرق وجه النبي «صلى الله عليه وآله»، ودعا له، وسر لذلك، وضحك كما يذكره المؤرخون(9).
ويمكن ملاحظة أمر مهم في هذه الرواية:
إن الكلام كان موجهاً إلى المهاجرين بادئ الأمر، وكما هو ظاهر أن البعض منهم كانوا يتحاشون محاربة قريش، ويريدون تفادي ذلك الأمر بأي ثمن كان، ولذلك أسكتهم النبي «صلى الله عليه وآله» لأنه ليس بحاجة لمثل هؤلاء المثبطين بل هو بحاجة لقوم يتبعونه على السمع والطاعة لأنهم يعرفون أنه نبي الله الموحى إليه، غير أن المقداد «رضي الله عنه» وهو من المهاجرين قد رد على هؤلاء مقالتهم، وثبت للنبي «صلى الله عليه وآله» طاعته هذه حين قال: «إذهب أنت وربك؛ فقاتلا، إنا معكم مقاتلون. والله لنقاتلن عن يمينك وشمالك، ومن بين يديك، ولو خضت بحراً لخضناه معك، ولو ذهبت بنا برك الغماد لتبعناك».
وهذه المقولة تنم عن فهم واعي، ومعرفة راسخة، وإيمان لا يهزه شيء وبصيرة نيرة، وهذا ما يجب أن يكون عليه العبد في طاعة مولاه، فكيف إذا كان هذا المولى هو رسول الله «صلى الله عليه وآله».
وتتابع الرواية: «ثم توجه النبي «صلى الله عليه وآله» إلى الأنصار ثم قال: أشيروا علي ـ وإنما يريد الأنصار، لأن أكثر الناس منهم؛ ولأنه كان يخشى أن يكونوا يرون: أن عليهم نصرته في المدينة، إن دهمه عدو، لا في خارجها، فقام سعد بن معاذ، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، كأنك أردتنا؟
فقال: نعم.
فقال: فلعلك قد خرجت على أمر قد أمرت بغيره؟
قال: نعم.
قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله؛ إنا قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به حق من عند الله، فمرنا بما شئت.
إلى أن قال: والله، لو أمرتنا أن نخوض هذا البحر لخضناه معك، ولعل الله يريك ما تقر به عينك؛ فسر بنا على بركة الله.
فسار النبي «صلى الله عليه وآله»، وأمرهم بالمسير، وأخبرهم بأن الله تعالى قد وعده إحدى الطائفتين، ولن يخلف الله وعده»(10).
والحال هو نفسه، فإن جواب سعد بن معاذ هو عين المطلوب والمرجو من المسلمين بإزاء سؤال النبي «صلى الله عليه وآله»، وتوجيهاته، وأوامره، بأن يكون هو الأحب إلى الأنفس من أي أحد آخر، ويمكن ملاحظة ذلك من جواب سعد للنبي «صلى الله عليه وآله» حين قال: «بأبي أنت وأمي يا رسول الله؛ إنا قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به حق من عند الله، فمرنا بما شئت».
ويمكن أستنتاج بعض الأمور المهمة من هذه المقولة:
أ – إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يُفدى بأعز الناس وأغلاهم، وليس هناك أعز من الأم والأب والعشيرة والأولاد، فكلها ترخص أمام النبي «صلى الله عليه وآله»، ومن هم في مقامه من بعده، والذي أوصى النبي «صلى الله عليه وآله» بإتباعهم من بعده، أولئك هم أئمة أهل البيت «عليهم السلام».
فقد روي عنه «صلى الله عليه وآله» أنه قال: «لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه(11)، ويكون عترتي أحب إليه من عترته، ويكون أهلي أحب إليه من أهله، وتكون ذاتي أحب إليه من ذاته»(12).
ب – الإيمان برسول الله «صلى الله عليه وآله» ليس كافياً وحده، بل يجب أن يتبع بالتصديق له، ولا يكون ذلك إلا بالسمع والطاعة له.
ج – لا بد من ترسيخ أمر مهم، وهو أن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يفعل شيء عبثياً – والعياذ بالله – فكل ما يقوم به هو بوحي من الله، وأمره «صلى الله عليه وآله» هو أمر الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن لأي إنسان مناقشة ما هو صادر عن رب العزة، ومتمثلاً بنبيه «صلى الله عليه وآله» وإلا كان غير مصدقاً بما أتى به، وهذا مصداق قوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾(13).
د – أن ما جاء به النبي «صلى الله عليه وآله» هو الصدق ولا يجب مخالفته، وإنه «صلى الله عليه وآله» هو الآمر على المؤمنين ويجب لأوامره أن تنفذ، فقد قال عز وجل: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾(14).
وهذا نفس ما عبر عنه سعد بن معاذ حين قال للنبي «صلى الله عليه وآله»: «فمرنا بما شئت».
وبالعودة إلى أبي الفضل العباس «عليه السلام» الذي هو مطيع لله ورسوله وأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم صلوات الله أجمعين كما ذكرت الزيارة المروية عن الإمام الصادق «عليه السلام»، فإنه اكتسب صفة «البدرية» من هذه الجهة، إذ أنه كان مصداقاً عملياً وواقعياً للطاعة العمياء.
ونتيجة لقوة وثبات إيمانه بأن الإمام الحسين «عليه السلام» هو في المقام الأول إمامه، وسيده، حتى انعكس ذلك على علاقته بالإمام، حيث لم يُسمع منه يوماً أنه نادى أخاه الحسين «عليه السلام» بـ «يا أخي»، بل كان نداؤه على الدوام بـ «يا سيّدي أبا عبد الله»(15).
وما هذا إلا تأكيداً واضحاً من أبي الفضل العباس «عليه السلام» على طاعته العمياء لمن هو يقوم مقام النبي «صلى الله عليه وآله» من بعده وهو الإمام الحسين «عليه السلام»، وهذا يدل على عظمة وفضل الإمام الحسين «عليه السلام» في نفسه، وأنّه سيّده المأمور بطاعته على كل حال وفي أي مكان وزمان.
وتروي لنا السير أن العباس «عليه السلام» نادى الحسين «عليه السلام» بــ «أخي يا حسين عليك مني السلام»(16)، وذلك عندما حمل على الأعداء، ومرة أخرى حين سقط إلى الأرض مقطوع الكفّين مثقلاً بالجراحات، فقال في لحظات الوداع «أخي حسين أدرك أخاك»(17).
الحرب المشروعة منبعها الحق:
يروى أنه يوم واقعة بدر «لما استعد الفريقان للحرب، وبرز من صف المشركين عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد بن عتبة، وقالوا: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قريش.
فبرز إليه ثلاثة نفر من الأنصار وانتسبوا لهم، فقالوا: ارجعوا إنما نريد الأكفاء من قريش.
ثم نادوا يا محمد: أخرج إلينا اكفاءنا من قومنا.
فنظر رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان له يومئذ سبعون سنة فقال: «قم، يا عبيدة».
ونظر إلى حمزة، فقال: «قم، ياعم».
ثم نظر إلى علي (عليه السلام) فقال: «قم، يا علي».
وكان أصغر القوم ثم قال «صلى الله عليه وآله»: «فاطلبوا بحقكم الذي جعله الله لكم، فقد جاءت قريش بخيلائها و فخرها، تريد أن تطفيء نور الله، و يأبى الله إلا أن يتم نوره»(18).
وما يمكن الاستدلال به من هذه الرواية أن قتال النبي «صلى الله عليه وآله» للمشركين هو قتال طالب الحق من قبل الظالمين، والمعتدين، وما كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلا أن يقتال المشركين وهو بالطبع صاحب الحق مقابل أهل الظلم والعدوان، وطلب الحق يكون برد الظالم عن غيه وظلمه كما حصل في معركة بدر.
وهذا الدافع هو ذاته كان في كربلاء حيث أن الإمام الحسين «عليه السلام» كان يواجه أهل الظلم والبغي.
ورووا أن الإمام الحسين نزل وأصحابه في كربلاء «وبَينَهُم وبَينَ الماءِ رَبوَةٌ، فَأَرادَ الحُسَينُ «عليه السلام» وأصحابُهُ الماءَ، فَحالوا بَينَهُم وبَينَهُ.
فَقالَ لَهُ شَهرُ بنُ حَوشَبٍ: لا تَشرَبوا مِنهُ حَتّى تَشرَبوا مِنَ الحَميمِ!
فَقالَ عَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ «عليه السلام»: يا أبا عَبدِ اللهِ، نَحنُ عَلَى الحَقِّ، فَنُقاتِلُ؟
قالَ: نَعَم.
فَرَكِبَ فَرَسَهُ، وحَمَلَ بَعضَ أصحابِهِ عَلَى الخُيولِ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَيهِم، فَكَشَفَهُم عَنِ الماءِ، حَتّى شَرِبوا وسَقوا»(19).
إذاً فإن قتال رسول الله «صلى الله عليه وآله» ضد المشركين في بدر هو قتال الحق، فحين أمر كل من أبي عبيدة، والحمزة، والإمام علي «عليه السلام» بأن يطلبوا بحقهم، فإن الحال مشابه بالنسبة لما تقدم عن العباس «عليه السلام» حين سأل الإمام الحسين «عليه السلام»: نحن على الحق، فنقاتل. وجواب الإمام بـ «نعم»، فما كان من العباس إلا أن بادر إلى مهاجمة الذين كانوا على الماء فكشفوهم، حتى شربوا، وسقوا.
فيكون سؤال العباس «عليه السلام» للإمام الحسين «عليه السلام»، ما هو إلا لأخذ المشروعية بأحقية قتاله للأعداء، وهذا ما حصل أيضاً في بدر عندما طلب النبي «صلى الله عليه وآله» من أصحابه بطلب الحق.
والمشابهة حاصلة بين العباس بن علي «عليه السلام» حين قاتل الأعداء في كربلاء وأهل بدر في قتالهم المحق ضد المشركين، وتلك تعتبر أيضاً من سمات المشابهة بينهم. وهذا يؤكد على أن ما يبرر الحرب ويعطيها مشروعية هو الحق، فمن كان على الحق، يحق له أن يقاتل لكي يستنقذ الحق من طغمة(20) الطغاة والبغاة والمعتدين.
وخلاصة الأمر: أن النبي «صلى الله عليه وآله» ومن وراءه المسلمون من أهل بدر، والإمام الحسين «عليه السلام» والعباس «عليه السلام» ومن وراءهما «يريدون أن يعيشوا أحراراً، وأن يدافعوا عن دين الله في مقابل من يريد الاستمرار في الانحراف والتعدي. وللمظلوم حق في أن يطالب بإنصافه من ظالمه، والباغي عليه.. بل أرادت [قريش] إطفاء نور الله، وأصرت على حرب المسلمين وإذلالهم، قال تعالى:
﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ﴾(21)»(22).
رجال صدقوا:
ويروى أن خمسة أشخاص من أهل بدر قد عاهدوا الله ورسوله على أن يبذلوا الغالي والنفيس، وأن يضحوا بأنفسهم من أجل دين الله عز وجل، وبعدما أثبت هؤلاء ذلك، وبالغ هؤلاء البدريين في القتال وبذلوا أنفسهم في سبيل الله أنزل الله بهم قرآناً.
ويقول أصحاب السير أن هؤلاء هم: علي، وحمزة، وجعفر، وعبيدة أيضاً قوله تعالى: ﴿مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾(23).
وفي البخاري: أن أبا ذر كان يقسم: أنها نزلت فيهم(24).
وعن أمير المؤمنين «عليه السلام» أنه قال: «ولقد كنت عاهدت الله عز وجل ورسوله «صلى الله عليه وآله»، وعمي حمزة، وأخي جعفر، وابن عمي عبيدة على أمر وفينا به لله عز وجل ولرسوله، فتقدمني أصحابي، وتخلفت (خلفت) بعدهم لما أراد الله عز وجل، فأنزل الله فينا:
﴿مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾(25) : حمزة، وجعفر، وعبيدة، وأنا والله المنتظر»(26).
ونفس هذا المثال هو حاصل مع أبي الفضل العباس «عليه السلام»، حيث هناك إشارات عديدة في كلام المعصومين من أئمة أهل البيت «عليهم السلام»، توصف هذا العبد الصالح أنه ظل على عهده لأخيه الإمام الحسين «عليه السلام» حتى قضى نحبه، على غرار هؤلاء الخمسة البدريين.
ومما يدل على أن العباس بن علي «عليه السلام» كان على مثال هذه الثلة المؤمنة من أهل بدر، ما يلي:
روي عن الإمام الصّادِقُ «عليه السلام» قال: «كانَ عَمُّنَا العَبّاسُ نافِذَ البَصيرَةِ، صَلبَ الإِيمانِ، جاهَدَ مَعَ أبي عَبدِ اللهِ الحُسَينِ «عليه السلام»، وأبلى بَلاءً حَسَناً، وَمَضَى شَهِيْدَاً»(27).
تدل هذه الرواية على عدة نقاط، وهي التالية:
أ: العباس «عليه السلام» كان نافذ البصيرة، وصاحب البصيرة النافذة لا بد له أن يكون ناظراً إلى آخرته، عارفاً للحق وأهله، ملتزماً بمسيرتهم، وسائر على دربهم. واللازم من هذه البصيرة أن تجعله معاهداً على عدم ترك الحق المتمثل بالإمام الحسين «عليه السلام». كما عاهد الإمام علي «عليه السلام»، وجعفر، وعبيدة، وحمزة، وذلك نتيجة لنفاذ بصيرتهم أيضاً ومعرفتهم للحق وأهله.
ب: صلب الإيمان، وهذا يدل أن عقيدته لا تتزلزل مهما كانت المصاعب، ومهما كثرت الاغراءات، فهذا ما يدفعه لأن يستبسل أكثر فأكثر من أجل الدفاع عن المظلوم، وهذا أيضاً ما اتصف به أهل البدر.
ج: الجهاد في سبيل الله عز وجل ورسوله والإمام الحسين عليهم صلوات الله أجمعين، وصفة المجاهد هي لا تكن لأي شخص كان، فالأهم هو صفاء النية، ونقاء السريرة، فيكون الجهاد خالصاً مخلصاً لله ولرسوله «صلى الله عليه وآله»، وهذا ما أكدت عليه زيارة الإمام الصادق «عليه السلام» بخصوص عمه العباس حين قال في نص زيارته: «أنَّكَ مَضَيتَ عَلى ما مَضى عَلَيهِ البَدرِيّونَ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللهِ». فقد قارن الإمام الصادق «عليه السلام» بين جهاده في سبيل الله وبين ما مضى عليه البدريون. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نقاء سريرته وعهده لله ولرسوله «صلى الله عليه وآله» في الجهاد حتى الشهادة.
د: من الأسباب التي دفعت بالإمام الصادق «عليه السلام» في هذه الرواية بأن يصف العباس«عليه السلام» بأنه أبلى بلاءً حسناً، والبلاء الحسن يدل على بذل كل ما في الاستطاعة من أجل ما يؤمن به، ومن يدافع عنه. وهذا المثال الذي قدمه البدريون من خلال عهدهم في الدفاع عن الخط الرسالي المتمثل بالنبي «صلى الله عليه وآله». وهذا ما أكدته سيرة العباس بن علي «عليه السلام» حيث قالوا: «وبَقِيَ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ «عليه السلام» قائِماً أمامَ الحُسَينِ «عليه السلام» يُقاتِلُ دونَهُ، ويَميلُ مَعَهُ حَيثُ مالَ، حَتّى قُتِلَ رَحمَةُ اللهِ عَلَيهِ»(28).
الإيثار.. أرفع الخلق:
قال تعالى: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾(29).
من أسباب النصر، التزام حسن الخلق، ومنه الإيثار، ذلك أن المسلمين لم يكن معهم من الإبل إلا سبعون بعيراً يتعاقبون عليها، الاثنان والثلاثة؛ فكان النبي «صلى الله عليه وآله»، وعلي «عليه السلام»، ومرثد بن أبي مرثد، وقيل: زيد بن حارثة، يعتقبون بعيراً(30).
وهذه من الصور الجميلة، والمعبرة عن روح الفداء، والتخلي عن الأنا من أجل الآخرين، حيث أن أهل بدر لقلة العير(31)، كانوا يتداورون في استخدمها وعلى رأسهم الإمام علي «عليه السلام».
والإيثار يعتبر من أرفع الأخلاق، حيث لا يصل إلى تلك المرحلة إلا من كان لا ينظر إلى نفسه، بل ينظر إلى مصلحة الجماعة، ويتطلع إلى خير دين الله.
ومن أروع ما وصف به الإمام زين العابدين «عليه السلام» العباس بن علي «عليه السلام» في قوله: «رَحِمَ اللهُ العَبّاسَ! فَلَقَد آثَرَ، وأبلى، وفَدى أخاهُ بِنَفسِهِ، حَتّى قُطِعَت يَداهُ، فَأَبدَلَهُ اللهُ عز و جل بِهِما جَناحَينِ يَطيرُ بِهِما مَعَ المَلائِكَةِ فِي الجَنَّةِ، كَما جَعَلَ لِجَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ، وإنَّ لِلعَبّاسِ عِندَ اللهِ تَبارَكَ وتَعالى مَنزِلَةً يَغبِطُهُ بِها جَميعُ الشُّهَداءِ يَومَ القِيامَةِ»(32).
وهذه الرواية تحتوي على عدة أوجه متعلقة بالإيثار، منها:
أولاً: تطرأ الإمام السجاد «عليه السلام» لأحد أهم الصور في شخصية العباس «عليه السلام» فقد ذكر صفة «الإيثار إنما هو إذا كان الشخص بحاجة إلى شيء ما، فإذا رأى غيره بحاجة إلى ذلك الشيء، فإنه يقدِّمه على نفسه، ويبذله له بطواعية، وطيب خاطر، ورضا .. فإذا كان العباس «عليه السلام» عطشاناً عطشاً شديداً، ووجد الماء، فإنه إذا بذله إلى عطشان آخر، وحرم نفسه منه، فهذا إيثار»(33).
ثانياً: وقال عنه الإمام السجاد «عليه السلام»: أنه أبلى، وهي من «بَلَوْتُ الرجلَ بَلْواً وبَلاءً، وابْتَلَيْته: أي اخْتَبَرْته، وبَلاه يَبْلُوه بَلْواً إذا جَرَّبَه واخْتَبَره»(34).
البلاء هنا من الاختبار في الشدائد، وهذا يعني أنه ظل يعطي كل ما عنده، ويفعل كل ما هو باستطاعته، ويضحي حتى بأغلى شيء، وهي روحه التي بين جنبيه، وتلك أيضاً من صور الإيثار، بأن يعطي حياته ليؤثر بها حياة الإمام الحسين «عليه السلام» الذي يراه أنه يستحق هذه الروح، وإن كانت تلك الروح هي روحه، وهذا من الإيثار.
ثالثاً: وقام الإمام زين العابدين «عليه السلام» بتوصيف حال العباس بن علي «عليه السلام»، أنه مقطوع اليدين، وهذه أيضاً من الأمور المشابهة لما حصل في معركة بدر، وينقل أن رجلاً لقب بذي الشمالين وهو صاحبي «استشهد في بدر (سمي بذلك لأنه كان يعمل بيديه جميعاً) واسمه عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن عمرو بن غبشان»(35).
لكن هذا الشهيد لم يفقد يداه، كما حدث مع العباس بن علي «عليه السلام»، بل إنه «عليه السلام» لم يبخل أيضاً بيداه من أجل أن يوصل قربة الماء لمعسكر الإمام الحسين «عليه السلام»، وتلك أيضاً من أروع صور الإيثار بالنفس فقد قطع من أجل بقاءه على العهد بأن يسقي أطفال الإمام الحسين «عليه السلام».
رابعاً: ونتيجة لهذا البلاء الحسن مع الإمام الحسين «عليه السلام» فإن الله عز وجل أبدله عن هاتين اليدين جناحان في الجنة ويدل هذا «على أن ثمة مسانخة، أو مشابهة من نوع ما قد روعيت في هذا العطاء الإلهي .. فإن للجناحين شبهاً ما باليدين. ومن جهة التمكين من الوصول إلى الغايات والحصول على الحاجات، ولعله لهذا السبب تشابهت هذه العطية الإلهية للعباس، مع العطية الإلهية لجعفر بن أبي طالب»(36).
عرضها السماوات والأرض:
نقلوا أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» نادى يوم بدر: «قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض. فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟!
قال «صلى الله عليه وآله»: نعم.
قال عمير: بخ بخ! لا والله يا رسول الله لا بد أن أكون من أهلها.
قال «صلى الله عليه وآله»: فإنك من أهلها.
فأخرج تميرات من قرنه(37) فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه، إنها حياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل»(38).
هذا التحفيز من رسول الله «صلى الله عليه وآله» لبعض أهل البدر لحثهم على الجهاد عن طريق الترغيب لهم في الحصول على جنة عرضها السماوات والأرض كما عبرت الرواية، فما كان من عمير الأنصاري إلى أن بادر توقاً منه للشهادة، وشوقاً بما أعده الله عز وجل من جائزة للشهداء في سبيل الله عز وجل.
ولكن المفارقة أن العباس بن علي «عليه السلام» لم يكن بحاجة لهذه المحفزات التي عرضها النبي «صلى الله عليه وآله» على بعض أصحابه، بل إن العباس «عليه السلام» كان على بصيرة من أمره، وهو نافذ البصيرة، وهو قد نشأ في بيت الإمامة وعاصر لكل من الإماميين الحسنين «عليهما السلام».
وشهد الإمام الصادق «عليه السلام» للعباس «عليه السلام» حين قال في زيارته: «وأنَّكَ مَضَيتَ عَلى بَصيرَةٍ مِن أمرِكَ». والبصيرة من الأمر تعني أنه يعلم ما هو بانتظاره من الثواب الجزيل العطاء الكبير، إنها الجنة التي عرضها السماوات والأرض.
والعباس بن علي «عليه السلام» - كما قلنا – يدرك ما هو في انتظاره في الآخرة، فنرى «أن العباس لما رأى وحدة [الإمام الحسين «عليه السلام»] أتى أخاه وقال: يا أخي هل من رخصة؟
فبكى الحسين «عليه السلام» بكاءً شديداً ثم قال: يا أخي أنت صاحب لوائي، وإذا مضيت تفرق عسكري.
فقال العباس «عليه السلام»: قد ضاق صدري وسئمت من الحياة وأريد أن أطلب ثأري من هؤلاء المنافقين»(39).
وفي هذه الرواية بعض الأمور المهمة التي تستحق الوقوف عليها، وهي على الشكل التالي:
1 – حسب ما تنقل الرواية أن العباس لم يتحمل مشهد الإمام الحسين «عليه السلام»، وهو يعاني الوحدة وقلة الناصر والمعين، وتلك هي أفظع وأشنع أشكال الظلم في حق ابن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وإن الإنسان الحر، والذي يعرف أقدار الرجال، لا تحمله نفسه على تحمل الضيم والظلم الواقع على أقدس إنسان على وجه الأرض وهو الإمام الحسين «عليه السلام»، فهب العباس «عليه السلام» لكي يدفع عنه تلك الوحدة مواسياً له، وهو – كما أسلفنا – إنسان نافذ البصيرة ويعلم أن عليه واجب نصرة إمامه ومولاه، بغض النظر عن الرابطة النسبية، بل هو ناظر «عليه السلام» للرابطة العقائدية التي تربطه بإمام زمانه منطلقاً من مبدئ قول النبي «صلى الله عليه وآله»: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً».
فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً، كيف أنصره؟
قال: «تَحْجِزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ»(40).
وهذا الإمام الذي يعاني قلة الناصر والمعين هو المظلوم، الذي ستظل مظلوميته عار على أمة لم تنصر ابن بنت نبيها، والعباس بن علي «عليه السلام» (لم يهن، ولم ينكل)(41)، ولم يستطيع أن يتحمل مشهد مظلومية الإمام الحسين «عليه السلام»، بل هب وقام ليكون من الذين (بالغوا في نصرة أولياء الله، ومن الذابين عن الذين يحبهم الله عز وجل)(42).
2 – في شدة هذه الأهوال، والعظائم التي تدور من حولهم، وفي تلك الأثناء العصيبة ما كان من العباس «عليه السلام» إلا أن يتقدم من الإمام الحسين «عليه السلام» طالباً منه الأذن لكي يقاتل، وما كان ليخرج دون الأذن، فهو العبد الصالح المطيع لإمامه، والذي لا يخالفه في أدق الأمور وأصغرها، فكيف بأهولها وأعظمها، وما هذا إلا مصداق صريح، وعملي دال على طاعته لأولياء الله.
3 – إن الرواية تدل على أن العباس «عليه السلام» كان حاسماً، غير متردد، ومقدم على القتال. فقد سطَّر العباس «عليه السلام» صفحات بيضاء ستظل نوراً يستضيء به الأحرار إلى آخر الزمان.
عاملاً بكتاب الله عز وجل، مقتدياً بما جاء فيه، حيث قال تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾(43).
وهذا هو نفس المبدئ الذي سار عليه أهل بدر من توكلهم على الله في مواجهة الكفار والمشركين. وذلك لأن التسويف يؤدِّي إلى التردد، والتردد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير صحيحة، والقرارات غير الصحيحة تؤدي إلى خسارة الدنيا والآخرة.
4 – وتنقل الرواية أن الإمام الحسين «عليه السلام» لما أحس الحسم وعدم التردد والعزم على المواجهة في قول العباس «عليه السلام» بكى بكاءً شديداً. وتشير هذه العاطفة الظاهرة على الإمام الحسين «عليه السلام» عن مدى حبه لأخيه العباس «عليه السلام»، وإرساله إلى مثل تلك المهمات الخطيرة والصعبة لا يعني على الإطلاق أنه متهاوناً بأخيه غير آبهاً لما سيحصل عليه. فالعباس «عليه السلام» هو أخ له في النسب، وفي الإيمان، وشريكه في جهاده وتضحيته في سبيل الله، وهذا كله يوجب على الإمام الحسين «عليه السلام» إظهار مشاعر الحزن والأسى لما تقتضيه عليه هذه الأخوة بكل مفرداتها.
5 – ذكرت الرواية أن الإمام الحسين «عليه السلام» قال لأخيه العباس «عليه السلام»: «أنت صاحب لوائي، وإذا مضيت تفرق عسكري».
وتنقل كتب السيرة أن العباس بن علي «عليه السلام» كان صاحب اللواء الأكبر في جيش الإمام الحسين «عليه السلام».
قال أبو الفرج الأصفهاني: «وكانَ العَبّاسُ «عليه السلام» رَجُلاً وَسيماً جَميلاً، يَركَبُ الفَرَسَ المُطَهَّمَ(44) ورِجلاهُ تَخُطّانِ فِي الأَرضِ، وكانَ يُقالُ لَهُ: قَمَرُ بَني هاشِمٍ.
وكانَ لِواءُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ «عليه السلام» مَعَهُ يَومَ قُتِلَ»(45).
وقال ابن شهرآشوب: «كانَ عَبّاسٌ السَّقّاءُ قَمَرُ بَني هاشِمٍ، صاحِبَ لِواءِ الحُسَينِ «عليه السلام»، وهُوَ أكبَرُ الإِخوانِ»(46).
وفي معركة بدر لما أصبح رسول الله «صلى الله عليه وآله» عبأ أصحابه. ودفع إلى أمير المؤمنين «عليه السلام» بالراية، وكان صاحب اللواء في بدر(47). ولم يكن الإمام علي بن أبي طالب صاحب اللواء في معركة بدر وحسب بل كان «عليه السلام» صاحب لواء رسول الله «صلى الله عليه وآله» في كل معركة خاضها «صلى الله عليه وآله» ضد أعدائه(48).
إذاً، لقد كان دور أبو الفضل العباس «عليه السلام» شبيهاً لدور الإمام علي «عليه السلام» في جيش النبي «صلى الله عليه وآله»، وبهذا يكون العباس «عليه السلام» قد شابه أشجع، وأبسل، وأقوى فارس في جيش بدر وهو أسد الله الغالب «عليه السلام».
وهذا ما يدفع إلى التساؤلات التالية:
ما هو دور صاحب اللواء في الجيش؟!
وما هي صفات العباس «عليه السلام» التي جعلت الإمام الحسين «عليه السلام» يدفع الراية له؟!
ونجيب:
الراية بأيدي شجعانكم:
يروى أن أمير المؤمنين «عليه السلام» في معركة صفين خطب أصحابه قائلاً لهم: «ورايتكم فلا تميلوها، ولا تخلوها، ولا تجعلوها إلا بأيدي شجعانكم، والمانعين الذمار(49) منكم، فإن الصابرين على نزول الحقائق هم الذين يحفون براياتهم، ويكتنفون حفافيها(50)، ووراءها وأمامها، ولا يتأخرون عنها فيسلموها، ولا يتقدمون عليها فيفردوها»(51).
وقال «عليه السلام» أيضاً في موضع أخر: «فإن المانع للذمار عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ، الذين يحفون براياتهم، ويضربون حفافيها وأمامها»(52).
ويدلنا هذا على الآتي:
أولاً: من البديهي: أن اللواء الأعظم، والراية الكبرى هي نقطة الإرتكاز في الجيش، تدل على ثباته، وترمز على استمرارية المجابهة. وأنظار العدو إليها دائماً موجهة، وعندها تنتهي همم الأعداء، وحولها يجتمع المدافعين، وهي تؤلف قلوب الأولياء.
لذلك صدرت التوجيهات المؤكدة والحاسمة والقوية، والحازمة والدقيقة، أن لا يكون حامل الراية سوى للمتصفين بالشجاعة والمشهود لهم بالهمة.
والشجاعة وحدها غير كافية، إذ لا بد أن تكون هذه الشجاعة مرتكزة على خصوصيات متواجدة في روح حامل اللواء، فهو صاحب قناعة ووعي خاص، وذو مشاعر وأحاسيس قوية، وهذا الشجاع لا بد أن يكون من الذين يحمون الذمار كما عبر الإمام علي «عليه السلام». وهذا يعني: أن ما يميزه ليست شجاعته فقط لأنه مقدام ولا يهاب الأخطار، فذلك يدل على انقياده أعمى، الخالي من أي وعي.
بل إسناد مهمة حمل الراية العظمى يجب أن يكون لمن إيمانه ثابت بالقضية التي يحارب من أجلها، ولا يسمح لأي أحد بالاقتراب منها والمساس بها. فيكون جهاده من أجل ما تمثله هذه الراية، فيحارب من أجل أعلاء كلمة صاحبها، ويضحي ويقدم ويحجم بها، ومن أجلها ومن خلالها.
وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين «عليه السلام» على أن: صاحب اللواء من الممانعين عن الذمار، والشجاعة والخوض في غمار الأخطار لا تكفي من دون هدف معين، أو من دون وعي خاص.
ثانياً: وبين أمير المؤمنين «عليه السلام» أن مسؤولية الراية غير متوقفة على حاملها فقط بل هناك مسؤولية على الآخرين تجاه هذه الراية، وهو أن يحيطوا بها من كل الجهات، ليس فقط للحفاظ عليها مخافة السقوط، بل يجب صونها من الاهتزاز، فمن الآثار السلبية لإهتزاز الراية أنه سيهز معه قلوب من هم حولها من الأولياء ويشعرهم بالخوف والرعب واضطراب، وسوف تدفع بهم تلك المشاعر للإحساس بالضعف، ما قد ينتج عنه حال من التردد والتباطؤ في إكمال مجهودهم الحربي، واهتزاز الراية أيضاً أنه سيجعل قلوب المعادين تهز من الفرح والإستبشار، وسوف يدفع بهم هذا لتأمل بالنصر على أهل الإيمان، ويتشجعون ويقدمون على شد عزائمهم في مواجهتهم.
ثالثاً: وأكد الإمام علي «عليه السلام» على أن موقع الراية يجب أن يكون في وسط الجيش، وعلى العسكر أن لا يتأخر عنها، حتى لا يباغت العدو حاملها فتسقط أو تهتز، فتؤثر سلباً على حالة الجيش بشكل عام كما تم توضيحه سابقاً.
ويجب على الجنود أن لا يتقدموا على حامل الراية، فمن الممكن أن يلتف الأعداء على حاملها، وبالتالي ما يؤدي إلى سقوط الراية أو اهتزازها وهذا ممنوع منعاً باتاً كما أسلفنا.
وهذا كله يوضح المغزى من وراء قول الإمام الحسين «عليه السلام» لأخيه العباس «عليه السلام»: «يا أخي أنت صاحب لوائي، وإذا مضيت تفرق عسكري».
فإن سقوط راية الإمام الحسين «عليه السلام» وحاملها، حتماً سيؤدي إلى تفرق العسكر، وتجرأ الأعداء، والتمادي في ظلمهم وبغيهم أكثر فأكثر، وسيفرحون ويشمتون بالإمام الحسين «عليه السلام».
وما يؤكد هذا ما قاله الإمام الحسين «عليه السلام» بعد استشهاد العباس «عليه السلام»: «الآنَ انكَسَرَ ظَهري، وقَلَّت حيلَتي، وشمت بي عدوي»(53).
وأخيراً، فإن كل ما قدمناه في بحثنا المتواضع هذا يجيب عن الدوافع والأسباب التي جعلت الإمام الحسين «عليه السلام» يدفع برايته (اللواء الأعظم) لأبي الفضل العباس «عليه السلام».
لكل معصوم باب:
من المعلوم أن النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» في الحروب كان يقدم أهل بيته ليضرب بهم أعداء الله وأعداءه، وفي معركة بدر الكبرى قذف النبي «صلى الله عليه وآله» بأخيه علي «عليه السلام» لمواجهة الحتوف، ويروي لنا الإمام علي «عليه السلام» : «لما كان يوم بدر اتقينا المشركين برسول الله «صلى الله عليه وآله»، فكان أشد الناس بأساً، وما كان أحد أقرب إلى المشركين منه»(54). وهذا يثبت أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان من أول المتواجدين في ساحات الوغى وفي الصفوف الأولى، وكان صحابته حين تضيق بهم الأمور، ويشتد وطيس المعركة لاذوا به، أو فروا عنه، يبقى هو و أخيه علي «عليه السلام» كثبات الجبال رسوخاً وارتفاعاً..
وهذا لأن أمير المؤمنين «عليه السلام» هو باب النبي «صلى الله عليه وآله»، والباب هو المدخل لكل الأمور بسيطها وصعبها، شديدها وهينها، في سلمها وحربها.
وكما ذكرنا سابقاً: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» في معركة بدر قد أرجع ثلاثة من الأنصار، وأعطى الأوامر لكل من حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث بالبدء بالنزال والنزول إلى ساحة القتال(55) وهم من أهل بيته، وقد قال علي «عليه السلام» عن النبي «صلى الله عليه وآله»:
«كان إذا حضر البأس، ودعيت نزال، قدم أهل بيته، فوقى بهم أصحابه، فقتل عبيدة يوم بدر، وحمزة يوم أحد، وجعفر يوم مؤتة الخ..»(56).
فهذا حال أمير المؤمنين «عليه السلام» في معركة بدر وفي كل المعارك التي خاضها النبي «صلى الله عليه وآله» باب المعارك، وأول من يشارك فيها، وأهم مدافع عنه بنفسه وحاله وروحه وجسده. إنطلاقاً من قوله «صلى الله عليه وآله»: «أنا مدينة العلم (الحكمة) وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من الباب»(57). فالعلم والحكمة غير مقتصر على العلوم الدينية، والشرعية والفقهية بل تتعداهما إلى العلوم الحربية كذلك، بما يظهره من خطط حربية، ونظم صفوف مقاتلين، وكيفية قتال الأعداء في الهجوم وحين الانسحاب من ساحات المعركة، فكل ذلك يعتبر من العلم والحكمة..
وكذلك الأمر في معركة كربلاء فإن للإمام الحسين «عليه السلام» لا بد له من باب، يكون عماد الجيش، وصاحب اللواء فيه، يجتمع عليه العسكر، ويتفرق عنه بذهابه، وإنه لأمر واضح لا يحتاج للكثير من البحث والتدقيق، فإن الإمام الحسين «عليه السلام» قدم أهل بيته كالقرابين إلى ساحة المعركة من كبيرهم إلى صغيرهم، وقد قال «عليه السلام»: «نَفْسي مَعَ أَنْفُسِكُمْ، وَأَهْلي مَعْ أَهْليكُمْ، فَلَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ»(58).
وهو القائل أيضاً: «ألا وإنّي زاحِفٌ بِهذِهِ الأُسرَةِ مَعَ قِلَّةِ العَدَدِ وخِذلانِ النّاصِرِ»(59).
وما كان لإمام الحسين «عليه السلام» إلا أن يطبق «ما قاله لهم حرفياً، فقد واساهم بنفسه ـ كما أن ما يصيب أهلهم من أذى وسبي قد أصاب أهله وحرمه..
وهو بنفسه قد كان الأمثولة الرائعة لهم، ولكل هاد ومصلح، فكان الأسوة على مر العصور والدهور»(60).
وهذا يعيدنا لمقولة الإمام الحسين «عليه السلام» لأخيه العباس بن علي «عليه السلام»: «أنت صاحب لوائي، وإذا مضيت تفرق عسكري». فالعباس بن علي «عليه السلام» هو أيضاً كان باب الإمام الحسين «عليه السلام» في مثل تلك الظروف وهو العماد الأساسي لجيشه، وكان يرى أن مع ذهاب العباس «عليه السلام» ذهاب الجيش، وتفرق العسكر.
وكما كان للنبي «صلى الله عليه وآله» باب وهو أمير المؤمنين «عليه السلام» فقد جاء في الأثر أن «لكل إمام باب»، وقالوا أن: « بواب أمير المؤمنين «عليه السلام» سلمان بن سلمان، باب الحسن المجتبى «عليه السلام» قيس بن ورقاء المعروف بسفينة، ورشيد الهجري، ويقال: وميثم التمار.
باب الحسين «عليه السلام» قيل: [العباس بن علي «عليه السلام»](61)، ويقال: رشيد الهجري»(62).
لذلك فإنك تجد أن من الألقاب التي أشتهر فيها أبا الفضل العباس «عليه السلام» أنه: باب الإمام الحسين «عليه السلام». وواقع الحال دالاً على هذا، فسيرة الأغلب من العلماء والمؤمنين أنهم يبدأوا بزيارة المولى أبي الفضل العباس «عليه السلام» ومن ثم يتوجهون إلى الإمام الحسين «عليه السلام»، لاعتقادهم الراسخ أن من أراد الدخول على الإمام الحسين «عليه السلام» عليه أن يستأذن من العباس بن علي «عليه السلام»، لظنهم أنه هو الباب إلى الإمام.
وختاماً، يظهر لكل مدرك عاقل مقدار الصفات العظيمة والكمالات المتواجدة في شخصية العباس بن علي «عليه السلام» مما جعله شبيه للبدريين المجاهدين في سبيل الله، وأن تصبح هذه الشخصية الفذة مخلدة بخلود الإمام الحسين «عليه السلام»، وستظل أرض كربلاء المقدسة شاهدة على قداسة من احتوت أرضها.
فالسلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله الحسين، وعلى أخيك أبي الفضل العباس، وعلى الأرواح التي حلت بفنائك ولا جعله الله آخر عهد مني لزيارتكم.
عبد الله وعبدهم
يوسف شفيق البيومي/الرضوي
صيدا: في 4 جمادى الآخرة 1437 هـ.
الموافق له: 14 آذار 2016 م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
(1): السيرة النبوية لابن هشام ج2 ص271 و272، وتاريخ الخميس ج1 ص375، وتاريخ الأمم والملوك ط الإستقامة ج2 ص144، والسيرة الحلبية ج2 ص154، والكامل في التاريخ ج2 ص122، ودلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية ج3 ص35، والبداية والنهاية ج3 ص266.
(2): العليّون: تعني المنزلة الرفيعة، وتطلق على المكان السامي الذي يحضره المقرّبون عند الله عز و جل في الجنّة.
(3): نكل: جبن. راجع: الصحاح ج5 ص1835 «نكل».
(4): كامل الزيارات ص440 ح671 ومصباح المتهجّد ص725 عن صفوان، وتهذيب الأحكام ج6 ص66 والمزار للمفيد ص122 وفيه «المخبتين» بدل «المحسنين»، والمصباح للكفعمي ص669 والبلد الأمين ص290 كلاهما نحوه، والأربعة الأخيرة من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت «عليهم السلام»، وبحار الأنوار ج101 ص277 ح1.
(5): الكافي ج1 ص53 وروضة الواعظين ص211 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج27 ص83 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص58 والإرشاد للمفيد ج2 ص186 والخرائج والجرائح ج2 ص895 ومنية المريد للشهيد الثاني ص373 و وصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص153 وبحار الأنوار ج2 ص178 و 179 وتفسير نور الثقلين ج5 ص148 وتفسير الميزان ج19 ص33 وإعلام الورى ج1 ص536 وج2 ص384.
(6): جمر الغضا: نوع من الشجر صلب.
(7): الآية24 من سورة المائدة.
(8): برك الغماد: يعني مدينة الحبشة كما في تاريخ الخميس ج1 ص373 وموضع من وراء مكة بخمس ليالٍ من وراء الساحل مما يلي البحر وهو على ثمان ليالٍ من مكة إلى اليمن. راجع مغازي الواقدي ج1 ص48.
(9): تاريخ الخميس ج1 ص373، والسيرة الحلبية ج2 ص150 عن الكشاف ومغازي الواقدي ج1 ص48.
(10): تاريخ الخميس ج1 ص373، والسيرة الحلبية ج2 ص150 عن الكشاف ومغازي الواقدي ج1 ص48.
(11): مسند أحمد ج4 ص336 وصحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج8 ص161 وعمدة القاري ج1 ص144 والمعجم الأوسط ج1 ص103 والمعجم الكبير ج7 ص75 وكنز العمال ج12 ص600 و (ط مؤسسة الرسالة) ج1 ص41 و 248 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص356 وج3 ص476 وتاريخ مدينة دمشق ج19 ص87 وفتح الباري ج1 ص56 ومجمع الزوائد ج1 ص88 ونظم درر السمطين ص233 وتفسير مجمع البيان ج3 ص126 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص189 وأسد الغابة ج5 ص526 وعلل الدارقطني ج2 ص74 وراجع: المستدرك للحاكم ج3 ص456 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص19 والأمالي للصدوق ص414 وعلل الشرائع ج1 ص140 وروضة الواعظين ص271 ومناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي ج2 ص134 والأمالي للطوسي ص416 والطرائف لابن طاوس ص506 ومشكاة الأنوار للطبرسي ص153 وكتاب الأربعين للشيرازي ص632 وبحار الأنوار ج17 ص13 وج22 ص88 وج27 ص76 و 86 و 112 وج65 ص2 .
(12): روضة المتقين للمجلسي (الأول) ج8 ص647 ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج2 ص134 وبحار الأنوار للعلامة المجلسي ج17 ص13 وج27 ص86 وج27 ص112 والقول الصراح في البخاري للأصبهاني ص48 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج2 ص360 ومجمع النورين للمرندي ص240 وشرح إحقاق الحق للمرعشي ج9 ص392 ونفحات الأزهار للميلاني ج19 ص419.
(13): الآية 3 و4 من سورة النجم.
(14): الآية 36 من سورة الأحزاب.
(15): الخصائص العبّاسية للكلباسي النجفي ص92 (انتشارات المكتبة الحيدرية) طبع 1420هـ.
(16): نور العين في مشهد الحسين لأبي اسحاق الاسفرايني ص 42.
(17): الخصائص العبّاسية للكلباسي النجفي ص92 وص137 (انتشارات المكتبة الحيدرية) طبع 1420هـ.
(18): بحار الأنوار ج19 ص225 و 254 وشجرة طوبى ج2 ص274 وتفسير القمي ج1 ص264 وتفسير مجمع البيان ج4 ص440 وتفسير البرهان ج2 ص654 وتفسير نور الثقلين ج2 ص130 وكنز العرفان في فقه القرآن ج1 ص378 وتفسير كنز الدقائق ج 5 ص 301.
(19): الإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج2 ص5 و 6 و (تحقيق الشيري) ج2 ص11.
(20): طغمة: جماعة من الناس.
(21): الآيتان 39 و40 من سورة الحج.
(22): الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» للسيد جعفر مرتضى العاملي ج5 ص83.
(23): الآية 36 من سورة الأحزاب.
(24): البخاري (ط الميمنية) ج3 ص4، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج3 ص118 عن مسلم، من دون قسم أبي ذر، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج2 ص386، وصححه هو والذهبي في تلخيصه، والغدير ج7 ص202 عن: تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج3 ص212، وتفسير ابن جزي ج3 ص38، وتفسير الخازن ج3 ص698، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج2 ص25 و 26، وصحيح مسلم ج2 ص550، وبهذا قال ابن عباس، وابن خثيم، وقيس بن عباد، والثوري، والأعمش، وسعيد بن جبير، وعطاء.
(25): الآية 36 من سورة الأحزاب.
(26): تفسير البرهان ج6 ص240 و 237 والخصال ج1 ص364 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص376 وتأويل الآيات ج2 ص449 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج3 ص141 وشرح الأخبار ج1 ص353 والإختصاص للمفيد ص174 وحلية الأبرار ج2 ص373 وبحار الأنوار ج31 ص349 وج35 ص410 وج38 ص178 وج64 ص190 ومستدرك سفينة البحار ج9 ص459 والأصفى ج2 ص988 والصافي ج4 ص181 وج6 ص31 ونور الثقلين ج4 ص258 وغاية المرام ج4 ص319.
(27): سرّ السلسلة العلويّة ص89 وعمدة الطالب ص356.
(28): الأخبار الطوال ص257 وتاريخ الأمم والملوك ج5 ص448 والكامل في التاريخ ج4 ص257 كلاهما نحوه، وبغية الطلب في تاريخ حلب ج6 ص2628.
(29): الآية 9 من سورة الحشر.
(30): تاريخ الخميس ج1 ص371 عن الكشاف، والمناقب لابن شهر آشوب ج1 ص187، والبحار ج19 ص323، وهو عن تفسير العياشي ج2 ص25 و54، وحياة الصحابة ج1 ص493 عن الترغيب ج1 ص1316 عن ابن خزيمة. وراجع: المغازي للذهبي (تاريخ الإسلام) ص56 و59، والسيرة الحلبية ج2 ص149، ودلائل النبوة للبيهقي ط المكتبة العلمية ج3 ص38 و39 و49، والمغازي للواقدي ج1 ص27، وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص35.
(31): العِيرُ: ما جُلِبَ عليه الطَّعامُ من قوافل الإبل والبغالِ والحميرِ ، وَقَدْ تُطْلَقُ عَلَى كُلِّ الْقَوَافِلِ.
(32): الأمالي للصدوق ص547 ح731 والخصال ص68 ح101 وليس فيه صدره إلى «عدواناً»، وبحار الأنوار ج44 ص298 ح4.
(33): سيرة الحسين في الحديث والتاريخ للسيد جعفر مرتضى العاملي ج18 ص18.
(34): لسان العرب لابن منظور ج14 ص83.
(35): راجع: سيرة ابن هشام ج2 ص337، والطبري في ذيل تاريخه ص157، والإستيعاب هامش الإصابة ج1 ص491، ونسب قريش لمصعب الزبيري ص394، والإصابة ج1 ص486، وطبقات ابن سعد ج3 ص119.
(36): سيرة الحسين في الحديث والتاريخ للسيد جعفر مرتضى العاملي ج18 ص18.
(37): القرن: جعبة صغيرة تضم إلى الجعبة الكبيرة.
(38): تنوير الحوالك للسيوطي ص389 ومسند أحمد ج3 ص136 وصحيح مسلم ج6 ص44 والمستدرك للحاكم النيسابوري ج3 ص426 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص43 وج9 ص99 وعمدة القاري للعينيج14 ص131 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص379 وكشف المشكل لابن الجوزي ج3 ص311 والترغيب والترهيب للمنذري ج2 ص291 ورياض الصالحين للنووي ص531 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج1 ص543 وج2 ص337 والدر المنثور للسيوطي ج2 ص72 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص565 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج1 ص253 والإصابة لابن حجر ج4 ص594 وج7 ص240 وربيع الأبرار للزمخشري ج4 ص116 والمنتظم في تاريخ الأمم والملوك ج3 ص140 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص90 وج2 ص215 والبداية والنهاية لابن كثير ج3 ص338 ودلائل النبوة لأحمد البيهقي ج3 ص69 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص421 وكفاية الطالب لجلال الدين السيوطي ج1 ص206 وسبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي ج4 ص45 والسيرة الحلبية للحلبي ج2 ص411 وميزان الحكمة للريشهري ج2 ص1244.
(39): بحار الأنوار للمجلسي ج45 ص41 والمناقب لابن شهرآشوب ج4 ص108 وتسلية المجالس وزينة المجالس للسيد الحائري الكركي ص460 والدمعة الساكبة لمحمد جمعة بادي ج4 ص322 وتظلم الزهراء من اهراق الدماء للقزويني ص240 وعوالم العلوم للبحراني والأبطحي ج17 ص284 والمجالس العاشورية للشيخ آل درويش ص244 وموسوعة كلمات الإمام الحسين «عليه السلام» لمعهد الباقر «عليه السلام» ص576.
(40): راجع: مسند أحمد ج3 ص201 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج8 ص59 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص94 وعمدة القاري ج24 ص107 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص411 وبغية الباحث ص241 ومسند أبي يعلى ج6 ص449 ومقدمة ابن الصلاح ص226 ورياض الصالحين ص170 والعهود المحمدية ص386 و 793 وكشف الخفاء ج1 ص209 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص280 والجامع لأحكام القرآن ج10 ص170 وتاريخ مدينة دمشق ج5 ص83 وج15 ص252 وذيل تاريخ بغداد ج1 ص106 ومطالب السؤول ص111.
(41): كما جاء في تعبير زيارة أبي الفضل العباس للإمام الصادق «عليه السلام»: «أشهَدُ أنَّكَ لَم تَهِن ولَم تَنكُل».
(42): كما جاء في تعبير زيارة أبي الفضل العباس للإمام الصادق «عليه السلام»: «المُبالِغونَ في نُصرَةِ أولِيائِهِ، الذّابّونَ عَن أحِبّائِهِ».
(43): الآية 159 من سورة آل عمران.
(44): المطهّم: التامّ كلّ شيء منه على حدته، فهو بارع الجمال.
(45): مقاتل الطالبيّين ص89 وبحار الأنوار ج45 ص39.
(46): مناقب آل أبي طالب ج4 ص108 وبحار الأنوار ج45 ص40.
(47): مناقب الخوارزمي ص102، والآحاد والمثاني لابن أبي عاصم النبيل، مخطوط في مكتبة كوبرلي رقم235، ومسند الكلابي في آخر مناقب ابن المغازلي ص434، ومناقب ابن المغازلي نفسه ص366، والإستيعاب هامش الإصابة ج3 ص33 و34، ومستدرك الحاكم ج3 ص11، وتلخيصه للذهبي بهامشه، ومجمع الزوائد ج9 ص125. ونقل ذلك عن: شرح النهج للمعتزلي ط أولى ج2 ص102، وجمهرة الخطب ج1 ص428، والأغاني ط دار الكتب ج4 ص175، وتاريخ الطبري ط دار المعارف ج2 ص430.
(48): ترجمة الإمام أمير المؤمنين من تاريخ ابن عساكر، بتحقيق المحمودي ج1 ص145، وذخائر العقبى ص75 عن أحمد في المناقب، وطبقات ابن سعد ج3 قسم1 ص14، وكفاية الطالب ص336 عنه، وفي هامشه عن: كنز العمال ج6 ص398 عن الطبراني، والرياض النضرة ج2 ص202، وقال: أخرجه نظام الملك في أماليه.
(49): الذمار: ما يجب على الرجل أن يحميه، وسمي ذماراً، لأنه يوجب على أهله التذمر، أي الغضب له.
(50): حفافيها: جانباها.
(51): نهج البلاغة (بشرح عبده) الخطبة رقم 124 ج2 ص2 وصفين للمنقري ص235 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص60 و 96 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص44 و 71 والكافي ج5 ص39 والفتوح ج3 ص73 وبحار الأنوار ج33 ص455 وج32 ص563 و 367 وج97 ص40 والإرشاد للمفيد ج1 ص266 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص123 و 127 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للنجفي ج7 ص10 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج8 ص3.
(52): الكافي ج5 ص41 وبحار الأنوار ج32 ص564 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص96 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص124 ونهج السعادة ج8 ص344 وتاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج4 ص11.
(53): مقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص29 والفتوح لابن أعثم ج5 ص114 نحوه.
(54): راجع: تاريخ الطبري ج2 ص135، والسيرة الحلبية ج2 ص123، والبداية والنهاية ج6 ص37، وحياة الصحابة ج2 ص677 عن أحمد، والبيهقي.
(55): راجع: أمالي المرتضى ج1 ص275، وإعلام الورى ص308، والبحار ج48 ص144، ومناقب ابن شهر آشوب ج4 ص316.
(56): أنساب الأشراف ج2 ص81، وشرح النهج للمعتزلي ج15 ص77، وكتاب صفين لنصر بن مزاحم ص90، ونهج البلاغة باب الكتب الكتاب التاسع، والعقد الفريد ج4 ص336، ومناقب الخوارزمي ص176، ونهج البلاغة ج3 ص10 و11.
(57): روضة المتقين ج11 ص253 والأمالي للصدوق ص619 وعيون أخبار الرضا ج1 ص210 و 211 وتحف العقول ص430 وشرح الأخبار ج1 ص89 والأمالي للطوسي ص559 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص92 والاحتجاج للطبرسي ج1 ص102 والمزار لابن المشهدي ص576 والعمدة لابن البطريق ص294 و 395 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج1 ص507 وغوالي اللآلي ج4 ص123 والمحتضر للحلي ص15 و 28 وكتاب الأربعين للشيرازي ص80 و 443 و 444 وبحار الأنوار ج25 ص224 و 225 وج28 ص199 وج40 ص206 و 207 وج66 ص81 وج90 ص57 وج99 ص106 والمستدرك للحاكم ج3 ص127 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج13 ص148 وفتح الملك العلي ص23 و 24 و 25 و 44 و 55 و 59 وتفسير القمي ج1 ص68 وتفسير نور الثقلين ج2 ص315 وتفسير كنز الدقائق ج6 ص88 والكامل لابن عدي ج1 ص190 وج2 ص341 والعلل للدارقطني ج3 ص247 وتاريخ بغداد ج11 ص204 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص378 و 379 و 380 و 381 و 382 و 383 وتهذيب الكمال ج18 ص77 وتذكرة الحفاظ ج4 ص1231 وميزان الاعتدال ج1 ص247 ولسان الميزان ج1 ص432 ومناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه ص85 و 86 وتاريخ جرجان ص65 والبداية والنهاية ج7 ص395 وبشارة المصطفى ص353 ونهج الإيمان ص342 وكشف اليقين ص51 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص76 وتأويل الآيات الظاهرة ج1 ص220 وينابيع المودة ج1 ص137 و 219 و 222 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص377 وج5 ص469 و 470 و 471 و 476 و 479 و 483 و 484 و 488 و 490 و 492 و 496 و 498 و 500 و 502 و 504 وج7 ص458 وج15 ص74 وج16 ص278 و 279 و 281 و 286 و 288 و 291 و 292 و 293 و 294 و 295 و 299 و 302 وج20 ص525 وج21 ص416 و 417 و 419 و 422 و 424 و 425 وج22 ص555 و 556 و 560 و 561 وفلك النجاة ص168.
(58): تاريخ الأمم والملوك ج5 ص403 و (ط الأعلمي) ج4 ص304 والكامل في التاريخ ج4 ص48 ومقتل الحسين لأبي مخنف ص86 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج11 ص609 وج27 ص138.
(59): موسوعة الإمام الحسين ج4 ص114 ـ 116 وقال في هامشه ما يلي:
الملهوف ص155 و (نشر أنوار الهدى) ص58 والإحتجاج ج2 ص97 ح167 و (ط دار النعمان) ج2 ص24 عن مصعب بن عبد الله، وليس فيه ذيله من «ثم قال: أما والله»، وتحف العقول ص240، ومثير الأحزان ص54 و (ط المكتبة الحيدرية) ص39 كلها نحوه، وراجع: إثبات الوصية ص177 وبحار الأنوار ج45 ص83 و 10 والعوالم، الإمام الحسين ج17 ص252 ولواعج الأشجان ص129 وأعيان الشيعة ج1 ص602 وإبصار العين ص34.
(60): سيرة الإمام الحسين «عليه السلام» في الحديث والسيرة، للسيد جعفر مرتضى العاملي ج16 ص115.
(61): كما جاء في هامش مستدرك سفينة البحار للشيخ النمازي الشاهرودي ج1 ص435 أنه عن: «طبعة كمباني ج10 ص277، وجديد ج45 ص331».
(62): مستدرك سفينة البحار للشيخ النمازي الشاهرودي ج1 ص435.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat