الربيع العربي وقدره السيء(7)
علي السواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المصريون ينتفضون-القسم الثاني
ان بعض المنظمات الدولية والحركات الانسانية المساندة للشعوب المقهورة الفاقدة لحقوقها كحالة الفلسطينيين المهملين عن عمد من قبل مايسمى بالمجتمع الدولي وكل هيئاته ودوائره فان مثل هذه المساندة حتى ولو كانت بسيطة فانها بالتاكيد سوف تتوسع وتنتشر بعد العمل الدؤوب المناصر للحقوق المشروعة لمساعدة المقهورين والمظلومين بعد تخلي اغلبية العرب،عن قضيتهم العادلة والانسانية الجديرة بالاهتمام والمتابعة الا ان نصيبها من (الربيع العربي) كان سلبيا ولايستحق الاعلان عنه بعد طول المدة من الانتظار المرهق جاءت الثورات كما سميت في الاعلام الفوضوي.
واللامهني بقيادات واحزاب لا تقل سلبية وسوء من السابقين بعد ماكان الاعتقاد ان اي تغيير قادم او اي تغيير في مصر او في اي بلد عربي سيكون ايجابيا وليس شكليا كاالذي حدث مع الثورات او الاحتجاجات الحالية المنفعلة واللا فاعلة التي لم تستطع ان تحمي اهدافها بل تحولت بالكامل لصالح قوى انتهازية لم تشترك اطلاقا بالتحركات او الاحتجاجات الا بعد ان تأكدت من سقوط وزال الدكتاتوريين حتى سارعت بكل تحدي ووقاحة ان ترتب اوضاعها وتعقد الصفقات المشبوهة مع الولايات المتحدة متناسية الشعارات التي رفعتها ايام التشرد والمعارضة.
مما يدل على استهزاءها واحتقارها للجماهير التي ايدتها وامنت بها و بكل شعارتها واهدافها ولكن بعد ان تحقق هدف وصولها الى السلطة. واصبحت هي السلطة تملصت وتنكرت لكل ما التزمت به ايام التشرد التي تسميه ايام الجهاد ضد الحاكم الجائر وهي الان تحاول ان تغش الناس البسطاء ،و لا تخجل من افعالها الرديئة بينما هي تدعي كل القيم والفضائل النبيلة التي لاتنسجم مع كذب السياسة ونفاقها الذي جسدته قولا وفعلا بعد حصولها على موافقة ومباركة الكاتب والمليونير الاسرائيلي- الفرنسي برنارد هنري ليفي الذي اظهر اهتمامه المفاجأ بالشعوب العربية.
وعنايته وحرصه عليهم هكذا كي يغطي اخطاء الحكومات الغربية بحق الانسان العربي الذي اهين من قبل حكام عرب. قد بالغوا في تبعيتهم وخيانتهم لاوطانهم وشعوبهم ولهذا حضور برنارد ليفي المباشر في (الربيع العربي) ونصحه للثوار والتواجد بينهم في ساحات القتال كما حصل مع مسلحي ليبيا والقاء الخطب فيهم وعليهم في ميدان التحرير في مصر مثلا ومشاركته ايضا في غرفة عمليات بنغازي بعد خسائر المسلحين امام كتائب القذافي انذاك على كافة جبهات القتال الليبية ومن هنا لا احد بوسعه ان يثق او يكون ساذجا حتى يعول على هكذا ثورات مشبوهة.
انكشف غطاءها وافتضاح امر كل من يقف وراءها او يؤيدها على انها ليست بريئة فهذا مؤشر مفيد جدا و ممكن من خلاله ان تتوفر القناعة الاكيدة بأن هذه الثورات او الربيع كما اطلق عليه في الميديا الغربية ، لايمكن ان يخدم الانسان العربي لطالما الولايات المتحدة وكل الحكومات الغربية وبرناد هنري ليفي شركاء مباشرين وقد حققوا مصالحهم واطماعهم قبل الشعوب العربية التي لم يتغير حالها او يتحسن كما يفترض ان يكون حالهم بعد اي تغيير ولكن الامر مختلف وليس له اي علاقة حقيقية بما تصورناه نحن او ما كنا نطمح اليه من تحول اساسي تكون غايته هو المواطن.
لا ان يصبح التحول من اجل احزاب وحركات وافراد باحثة عن ما يحقق مصالحها الشخصية فبالتأكيد لن يكون هناك اي استقرار وتطور في العالم العربي لطالما الهمجيات تحكم وترك الانسان البسيط تتفاقم عليه الظروف السيئة وتزداد حالته السلبية فهذا ليس من العدل والمنطق بشيء بل هو العبث المقصود به والاصرار على ابقاءه في وضعه البائس الذي كان قبل الربيع العربي وبعده دون الاصلاح الحقيقي في كل مايخص المؤسسات المتصلة بادارة شؤون حياته وبلده وبالمحصلة مثل هذا الوضع الذي عليه العالم العربي بعد مايسمى بالربيع العربي .