صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

إصلاحٌ يحتاج لخارطة طريق ....
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ذكر رب العزة والجلالة في محكم الكتاب، أنّهُ "ما تركنا في القرآن من شيء"، بمدلول الإكتشافات التي تظهر بين الحين والآخر من قبل الغرب، ويعتبرونه إنجازا علمياً لا غبار عليه، وبعد فترة يجدون أصولهُ ذكرها رَبّي قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام، ومن هنا أشير للآيات البينات التي لا تحتاج إلى تطابق علمي، بقدر ما تحتاج إلى تفكر وتمعن! والحلال والحرام معروف، لان أبسط مخلوق يعرفه، فكيف بالطريق السوي من غيره، وهنا اقصد البشر حيث أعطاه الخالق عقل وفضَّلهُ على باقي مخلوقاته ؟.
 
 بناء البيت يبدأ من شراء الأرض، وتكليف ذوي الخبرة برسم الخارطة، ويتم الإتفاق مع مقاول يتبنى مسؤولية البناء، وتوفير مواد البناء والمدة المقترحة بنهاية التنفيذ وفق إتفاقٍ وحسب التصميم، وكل هذا الأمر لا يمكن إتمامه من دون أموال، لأنها تشكل أساس كل الذي ذكرناه آنفاً، والنِكال بالإتفاق يجب أن تكون هنالك مبررات موجبة، وإلاّ فالإتفاق ملزم، ولهذا تضع الشركات في بنود العقود غرامات تأخيرية، ومن غير الممكن أن تقبل أيَّ الشركة بالخسارة .
 
 الإصلاح لا يتم عبر التخريب أو الإعتداء على نائب تم إنتخابه من قبل الشعب وهو ممثل للشعب كما حصل في الأيام الأخيرة وعبر ما شاهدناه من تصريحات من بعض النواب أنهم لا يهمهم حتى لو احترق العراق والمهم لديهم هو النصب والمميزات التي يسيل اللعاب عليها وكأن العراق محصور بأشخاص وهم لا يعرفون أن العراق اكبر من الأشخاص ونهاية صدام ومن معه أبسط مثال وإذا كان الإصلاح المزمع السير به وفق ما شاهدناه من النواب الذين اعتصموا فلسنا بحاجة إليه لأنه لا يرقى إلى الطموح .
 
  
 
السيد رئيس الوزراء الذي تصدى لعملية الإصلاح، التي إنتهت صلاحيتها، وهو من خلال المسار أثبت أنه لا يملك رؤية واضحة، بل كانت تلفها الضبابية والمستقبل المجهول، لأنها بدون خارطة معروفة المعالم ومبهمة، أو الظاهر من خلال التصريحات أنها عملية وقت، كما كان سلفه يفعل من خلال المسار الذي إنتهجهُ سابقا، ويبدو أنهم ماضون، بل ومتفقون داخل أروقة حزب الدعوة! أنهُ لا بديل عن البرنامج الذي لا يملكون غيره، سوى الوعود والخطاب الرنّان، وبات هذا مكشوفا للجميع .
 
حرق العراق من خلال الأداء غير المسؤول، من بعض نفر ضال لا يريد للعراق خيراً، أمر على القانون أخذ مجراه مع هؤلاء، والتصريح الذي بدر من سماحة السيد مقتدى الصدر بتصريحه، أن هؤلاء لا يمثلونا، أو أنهم ليس بجمهورهم "ثيران"، لا يصلح ما أفسده هؤلاء المتظاهرين، والإعتداءات التي حصلت يبدوا أنها مدبرة سلفاً، وإلا كيف يكون متظاهر سلمي يرفع علم العراق ويعتدي على نائب، أو ممتلكات مجلس النواب التي حطموها، وهي ليست عائدة للنواب أنفسهم، لأنها أموال الشعب ويتم صرف تلك الأموال من ميزانية الدولة، وليس من جيوب ممثلين الشعب .
 
تشكيل ائتلاف سياسي عابر للطائفية والمحاصصة بات أمراً ضرورياً، بل ومهم في هذه المرحلة العصيبة، سيما ونحن نواجه إرهاب بات بين قوسين أو أدنى، من إحباط العملية السياسية بكاملها، التي بدأت تتهاوى بفعل الأداء الهزيل، والضعف البائن من خلال المحصلة، التي لم نجني منها سوى الفساد والسرقات والمناصب التي تم زرعها في الحكومة العميقة، والإتيان بشخوص لا يملكون الخبرة والشهادة المؤهلة لتولي تلك المناصب الحساسة، والتي تحتاج لشخص صاحب خبرة وإرادة حديدية، للنهوض بالواقع المزري . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/07



كتابة تعليق لموضوع : إصلاحٌ يحتاج لخارطة طريق ....
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net