صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

رغيف انطباعي ( كتاب المراقد والمقامات )
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يشكل استحضارات  التأريخ استلهاما  شعوريا  يحفز  فينا تلقائية  التلقي  واستيعاب  المدون  البحثي  وخاصة  حين تستحكم  مقومات  التجربة  التدوينية  التي تمنح  مؤلفها  خيرة ترسيخ عوالم البناء  .. الهدف  ـ المعالجة  وتقديم  الرؤى  التي في مقدورها  رفع المستوى  الأدراكي  للأحتفاء  بالواقع  المثير  للاهتمام  بمكوناته  الروحية  وخاصة  عندما  يحمل  الموضوع  تأريخ قداسة  لها قوة عمق  متجذر  في الوجدان  ، ومدينة  مثل كربلاء  تمتلك  المؤثرات  الفاعلة  والفعالة  وهي التي صنعت  التأريخ الشيعي  وابرزت  هويته  ، جذوة  استهلال  تبدأه  المقدمة  لتثير  فينا  مجسات  التكوين  وتفتح  امامنا  منافذ الوعي  لتشكيل  الصورة  الأسمى  لهذا الحضور  البهي ... كتاب المراقد  والمقامات  في كربلاء  الباحث  القدير  الاستاذ  عبد الامير  القريشي  .. وهو من اصدارات  قسم  الشؤون  الفكرية  والثقافة في  العتبة العباسية  المقدسة  طباعة  بيروت  حيث يرى  الباحث  ان لابد  الجهد البحثي  ان يسع  مواقع  تفسير  شواهد  حية  على تجليات  مسيرة  التأريخ  والكتابة  عن مثل  هذه المكونات تكون  مفعمة  بالمشاعر  لكونها  تحتوي  على سمات قدسية تتجاوز  حرفنة  التدوين وقد منحته التجربة  محصنات ابعدته  عن القوالب   السردية  الجاهزة  والاستنساخ  النقلي  فراح  يبحث  في عوالم  المكان  والشخصيات  المعنية  فيه  ، تأريخها  ثم  السمات الوصفية للمرقد أو المقام .. كما تعمق في الاسلوب البحثي وقدم لنا رؤى تحليلية  ـ فهو يرى ان  أحياء  هذه الرموز  المكانية  يساعد  على بقاء  الشاهد حيا ـ كونها  تمثل  الامتداد  الطبيعي  للمرقد  المبارك  لسيد الشهداء  عليه السلام ,, ومثل   هذه الرؤى  تجعل  التي يمثل  اضافة  في اسلوبية  المتابعة  والكشف  عن مساحات  أوسع في وجهات  النظر ـ ـ فاغلب  المدون الموروث عبارة  عن مشاهدات مؤرخين  وباحثين  ورحالة  أجانب لذلك عليه  ان يستخلص  المعلومة  ويمررها عبر  التجاذبات  المعروضة  من جدل  واعتراض  وقبول  تأريخي .. يقدم الرأي أقرارا  أو استشهادا  ليصل  بها الى تصريح  كالذي  ورد من  شك مفتعل بمكان  مرقد حبيب بن مظاهر الاسدي  فاستشهد باعتراض  السيد مهدي  القزويني  في كتابه  المزار  لطون القصة المذكورة  كانت في عصر  علماء  لهم نفوذ ديني وسيطرة  تمكنهم من انكار كل محدث ... ثم يصوغ لنا الحاج القريشي رأيه  المستخلص عبر مساحة الاشهار ومرجعية  الاقرار  وتدفق مثل هذه الانطباعية  التي تفعل  لنا عملية  التعالق الامثل  عبر المعالجات الانتقائية  ليعرضها للتمحيص في نسيج متماسك  يقف عند لجة  بعض المقاتل  التي تذكر  ان الحر  بن يزيد الرياحي عليه السلام كان متعاطفا مع الثورة  منذ لقي الامام الحسين عليه السلام  وفاضت الترجيحات بتأثيرات الموقف النفسي  فالحاج عبد الامير القريشي  يرى ان من انكر  هذا التعاطف  لم يقف عند العديد  من النقاط الجوهرية  كالائتمام بالصلاة  ومحاوراته  وقيام ابن زياد بوضع  العهيون على الحر  لأنفاذ اوامره  هي شواهد  حية على ميول  ( الحر )   وهذا يدفعنا للسؤال  عن السبب الذي جعل  احر ليكون اول من  فرض الحصار على الحسين   (ع) ماهي دواعي الجعجعة  واجمل ما في تأريخ الحر بن يزيد الرياحي هي امكانية الاستدلال  على أحقية الحسين عليه السلام من خلال  مسيرة الاحداث  التي أهلت نصرته  واستشهاده  ـ والاقرار بوجود بوجود الميول  المبكرة  تكشف عن خور وليس عن قوة  كما يراها  السيد الباحث  القريشي  ـ ومثل هذا المسعى التدويني لايتوقف على امكانية مؤرخ بل يتعداه الى  الجهد البحثي   والنقدي وهذه هي الصيغ السليمة التي نحتاجها لمواكبة الموروث  التدويني  وعدم الرضوخ  لجميع حرفياته  الموروثة  ومثل هذه الاراء تعيد فينا نشاط المتابعة  وسعي التركيز على حيثيات  الواقعة  ومناقشتها  كمنافسة السيد أبن طاووس والخوارزمي في وقل الحر ( كنت أول من خرج عليك فأذن لي ان اكون أول قتيل  بين يديك )  ويرى السيد ابن طاووس  انه قصد  أول شهيد  بعد الاستغاثة  ـ وورد  في كتاب  الملهوف  انه تاب قبل نشوب  المعركة  ويرى الباحث   الحاج القريبشي  ان سؤاله لأبن سعد  أمقاتل انت هذا الرجل  يدل على زمن  التحاق  الحر بالامام  الحسين معلوم وواضح  من خلال ما رواه  الطبري  وابن الاثير  والعلامة المجلسي  فخاف ابن  سعد انقسام  العسكر  فقدم برايته واخذ سهما  فرمى به  وقال ( اشهدوا لي عند الامير اني اول من رمى ) زبعد هذا فان أمنية الحر لم تتحقق  فقد برز  بعد استشهاد حبيب بن مظاهر الاسدي  .. فقد يكون   هو أول قتيل من المبارزين  عند استغاثة  الامام عليه السلام  بعد الحملة الاولى ... و الباحث عبد الامير القريشي  بقول قرة بن قيس  يستدل بمفردة  ( يتنحى )  ولايشهد القتال  ..  ويعني ان الحرب  لم تقم بعد  وتعتبر  مثل هذه الاراء  وسيلة لأظهار الاستنتاجات  البحثية  التي توصل  اليها من خلال  عرض  المادة التاريخية  بأكثر من  مصدر  وأكثر من رأي  ويبين مواقع  البيانات  والاختلافات  ليعطي رأيه  منوها  بمفردة  ( رأيت  ) لبحث مسألة  أختلاف الاراء   هو مكان مثوى  الحر  وصولا  الى توضيح  مكان النواويس   حيث مرقد الحر  الحالي  ـ لكنه  لم يرجح   في هذه المسألة أي  رأي  وأنما حاول  عرض جميع وجهات النظر  مفسرا  ان الموجود  يعبر عن حقيقة  الامر دون ان يعترض  على التباين  ... ومفردة  ( اقول )  في موضوعة المخيم  الحسيني  حيث يرى ان المخيم في موضعه الحالي  أو يبعد عنه  بقليل ... وهذا استدلال استنتاجي   لعدم تكافأ الجيشين من حيث العدة  والعدد  وهذا اللا تكافا  لايحتاج الى ميدان قتال  يبعد  بالاميال  وتوصل عبر  تلك  الاستدلالات الى ان الحسين  عليه السلام  نصب خيامه  في غير  الموقع احالي  ثم نقلها  الى حيث مكانها  الآن ,,, ومثل هذا البحث  والتقصي  يمنح المتلقي  فسحة  التأمل  ويضمن  مشاركته الوجدانية   وترسيخ  المعلومة  لديه  ثم أجد  ان مثل هذا التمحيص  يعبر  عن ثراء  ثقافي  يمنحنا  فضاوات  واسعة من  الثقافة  والمتعة والادراك  وترجيح الموقع  الحالي  للمخيم  جاء على  عدة اسس مرتكزة  على حيثيات  المقتل الحسيني  الواقعة واصبحت  الاراء تكمن  خلف   مفردات معلومة  أما منفصلة  كعنوان مستقل  تحت يافطة  رأي أو متصلة بمعناها  الحرفي ( أرى ـ  اجد ـ  ولنا رأي )  ومهما كان  الامر فهناك يعني عملية  خلق وتكوين  ـ يقول  الباحث  نجد ان  الرواية  المذكورة  برؤية  الحجة  عجل الله فرجه الشريف  ... يصلي في موقع  المقام  بانها رواية  ضعيفة  لايمكن  الاعتماد عليها  ـ ولم يجد  الباحث  في بطون  الكتي سندا لها ...  ويؤيد ما ذهب  اليه  المؤرخ السيد سلمان  هادي  آل طعمة  ودون  أحتمالا  افتراضيا  أذ يرى  ان فكرة  انشاء  المقام  بالقرب  من النهر  جاءت  من منطلق  تأصيل  فكرة القيام  الثأر لجده  الحسين هليه السلام ... ويذهب  الرأي احيانا  عند الباحث  الحاج عبد الامير  القريشي  الى الاعتراض  بقوة حول اساليب الانكار  المعتمدة على انشائييات  الكثير من التدوينات  الارتزاقية  فقد  عمل البعض  لانكار  موقع المخيم الحسيني وموقع تل الزينبية   ومواقع اخرى مهمة  في تأريخ كربلاء  كما وجدناه  يعبر عن عمل  تهديم  مرقد الحر  بأنه  خطوة  غير مدروسة وغير مقبولة  لكونها  تمثل  ضياع الاثار وتراث مرقد الحر عليه السلام ..  ونجد ان قيمة  البحث الحقيقية  تتمثل  برصيدها المعرفي  في تراث  الطف  وساهمت  محاور  المقاتل  باخراجها  من مناطق  الاجترار  الى فسحة  من المعطيات  التأملية  أذ حاول  الباحث الاشتغال  على العديد من الوقفات  وفرز بؤر  الاشتباهات  وردها  وبعض المناقشات  والتعليقات  التي رافقت من قيم  التجاذب  وأعطت  دلالات موضوعية  واعية اذ لاحظنا  وجود ثلاث وقفات  الاولى  تمحورت  حول موقف الحر  بن يزيد الرياحي  اذ يرى البعض ان قبول الحسين بتوية الحر كان ظاهريا  لمتطلبات الظرف ولا يعتبر  قبوله  عندهم بالدرجة  الرفيعة  ويرى الحاج القريشي  ان هذا الراي  غير   مقبول ولا يتناسب مع مكانة الحسين عليه السلام  واخلاقه التي تأبى  ا لا العفو  عن المسيء  فكيف بالذي  بذل نفسه  من اجل  دين الله  وخير دليل  القبول  التوبة  هو وقوف  الحسين  عليه السلام لتأبينه  ( انت حر  كما سمتك امك الحر  حر في الدنيا وسعيد في الآخرة  ) واعتقد ان  الوقوف  امام هذه الوقفات تعني البحث  في بنية  البحث  وتحديد ماهية هذه الوقفات  ـ الوقفة  الثانية  كانت امام  مقام الحسين عليه  السلام مع عمر بن سعد اذ ركز الباحث   على الاساليب  الماكرة  والمخادعة  لقادة  السلب ليكشف  افتراء  ابن سعد  في كتابه  الى ابن مرجانة  أدعى فيه  ان الحسين يقول ( اذهب بي  الى يزيد  لأضع يدي في يده )  وحت ابن سعد  نفه  لم يصدق  روايته  وقال  ( والله لايستسلم  حسين  فان نفسا أبية بين  جنبيه  ... وسبب  الافتراء  كان خدعة  اراد بها  التخلص  من القتال  ونيل امارة الري  دون حرب  ويذهب الحاج  القريشي ليستدل بخمسة شواهد   تفضح  التزوير كما راح  يبحث عن مرادفات  عملها ابن سعد  وفي وقفة اخرى  تحدث الباحث عن خوارق  النبؤءات  وبعدها  سعى  الى التماس  الأسس  المقبولة  في تبني الحقائق  والتي  هي عبارة  عن تصورات  ومفاهيم  تهذب الشوائب  وتعزز  الفعل القرائي  عبر  اجراءات  مؤثرة  تحت  عناوين  ثابتة  مثل ( اشتباه   )  واحد يكشف  عن حالة  وهم السيد  بحر العلوم  في الفوائد الرجالية  عندما نسب   ابر اهيم المجاب  بن محمد العابد  ال الامام  موسى بن جعفر  مباشرة وقال انه ابراهيم صاحب أبي السرايا  .. ووقع  المامقاني  في نفس  الوهم  بقوله  صرح علماء الانساب   ان  للكاظم ولدين  مسمين  ب( ابراهيم الاكبر ـ ابراهيم الاصغر  )  وفي عمدة الطالب  عد من ذريته  الرضى والمرتضى  علم الهدى  وكذلك المامقاني   والضريح الموجود  في الحضرة  الحسينية يعود  لأبراهيم المجاب بن  محمد العابد  بن الامام موسى بن جعفر  الكاظم  ـ واستطاع  الحاج عبد الامير  القريشي  ان يخلق  التنويع المناسب 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/18



كتابة تعليق لموضوع : رغيف انطباعي ( كتاب المراقد والمقامات )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : صباح محسن كاظم من : العراق ، بعنوان : باقة ورد لعلي الخباز في 2011/07/19 .

تتميز قراءاتك بالدراسة التحليلية فتضيف ألقاً لما يكتب..دمت معطاءً في كل المجالات الابداعية..وفقك الله






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net