صفحة الكاتب : مرتضى شرف الدين

لماذا لم ينهض الشيعة لكسر السجن وإنقاذ الإمام الكاظم عليه السلام؟
مرتضى شرف الدين
الجواب:
كان من الممكن طرح هذا السؤال لولا مجموعة من المعطيات التي وصلتنا عن تلك الحقبة.
١-تسليم المعصوم نفسه للسجن دون استنصار، بل تأكيده على تخفي أهل الحق وعدم إذاعتهم لأبسط أحكامهم الشرعية حتى لا يُعرفوا به.
٢-وجود خليفته المعصوم التالي الإمام الرضا عليه السلام مع ١٧ من إخوته غير أعمامه ولم نسمع منهم إنكاراً أو استنكاراً على الشيعة لمثل ذلك، في تقرير من المعصوم للشيعة على سكوتهم، وتقرير المعصوم حجة كما لا يخفى .
٣-إن حال الشيعة لم يكن أفضل من حال مواليهم في تلك الحقبة، فلم يكن قد مضى زمن بعيد على مجزرة فخ التي سفك فيها من دماء السادة الأشراف ومحبيهم من سفك وهدد الطاغية موسى الهادي إمامنا الكاظم بالقتل لولا أن الله عجل به لامه بدعاء الإمام.
وكانت السجون ملأى برموز الشيعة كابن أبي عمير الذي سجن مدة لا تقل عن مدة سجن مولاه، والباقين كانوا مشردين مطرّدين، متخفين بدينهم بأمر إمامهم، وكفى في ذلك ما نعلم من أمر الإمام للوزير علي بن يقطين بالتقية في وضوئه ورده للهدية الذي وردت منه احتياطاً على حياته .
٤-إن تحرك الشيعة لن يقتصر على فك السجن لأن السلطة لن تسكت ، فلا بد من أن يستتبعه قيام ،والإمام لم يكن وقتها بصدد القيام كما اتضح من رفض والده الصادق عليه السلام لعرض أبي مسلم الخراساني بتوليه قيادة الثورة.
وعلل ذلك بعدم توفر العدد المطلوب وهو لا يزيد على الثلاثين في أكثر الروايات، ولا شك أن المراد هنا ليس الأنصار في القتال ، لأن العدد المتوفر كان أكبر بكثير، بل المراد العدد المطلوب للقيام بدولة العدالة الإلهية كما يجب أن تكون.
من كل هذا نعرف أن الإنكار على الشيعة لعدم تخليصهم الإمام من السجن لا مسوغ له سوى عدم وجود أدنى فكرة لدى المعترض عن سيرة الإمام الكاظم عليه السلام والظروف المحيطة بها.
 
عبدهم مرتضى السيد حيدر شرف الدين.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى شرف الدين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/04



كتابة تعليق لموضوع : لماذا لم ينهض الشيعة لكسر السجن وإنقاذ الإمام الكاظم عليه السلام؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net