صفحة الكاتب : علي البحراني

وهم التدين
علي البحراني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في أحد الصوالين الثقافية والذي يرعاه أحد الأصدقاء المحترمين وفي الحين ألذي نتبادل فيه أطراف الحديث دخل إلينا متنسك عابد متوهم أن كل الدين تحت جلبابه وما تحويه عباءته وأثناء حديثا وبلا مقدمات وبشكل فجائي انتفخت أوداجه وزمر وكشر وصرخ وأرعد بكلمات أقل ما يقال عنها أنها سفه السفهاء وغضبة الأحمق ألذي لا يدري ماذا يفهم وكيف يقول ، إحترنا جميعا عن ماذا يتحدث ومن يعني؟  والمفاجأة أنه صرح أنه يعنيني أنا ثم صافح  الحضور واستثناني من ذلك وغادر تاركا تلك الكلمات الساقطة خلفه ورحل ، بعد ساعة من الزمن حاول بكل اتصالاته أن يقابلني ليقدم اعتذاره وأسفه على سوء فهمه وتسرعه وإثم ظنه إلا أني كنت ضد هذا التصرف الذي يعتاد عليه جلنا للأسف فحين يخطيء أحدنا على آخر أمام جمع يكون الأسف إما هاتفيا بينك وبينه وإما مواجهة وهذه نادرة ولكن أيضا دون وجود أحد لأن ثقافة الإعتذار معدومة وإن كانت فتكون عند أضيق العارفين به لأننا نخجل من الإعتراف بالخطأ ، فرفضت ذلك الأسلوب وبعد ضغط من كثر رضخت للأمر وجاء ليعتذر فطلبت منه الإعتذار أمام الجمع ألذي أخطأ علي أمامهم فوافق إلا أنه أثناء محاولة  إقناعي بأن الدين ألذي يفهمه هو ويعمل به يبرر خلافه مع رحمه ويبرر القطيعة مع إخوته وأبناء عمومته من أجل دينه ألذي يحضه على عدم السلام عليهم أمام الجموع من الناس ليبدي موقفه تجاههم وعندما أعترضت على سلوكه هذا وقلت له أن ما تفعله لا يمت للدين بصله زمجر من جديد وسحب اعتذاره وقال إن مثلك لا يعتذر منه وخرج مرة أخرى . 
وهنا عدة وقفات مع هذا الحدث 
🔵كيف يفهم مثل هذا أن سلوكه في العداء لأرحامه هو صلب التدين والتمسك بالعقيدة ؟ 
🔵كيف يفهم مثله أن الدين في خدمة الإنسان وليس العكس ؟ 
🔵على ماذا استند في قطع رحمه من أجل ما يتوهم أنهم على خلاف الدين وهم من نفس صنفه وذات عمله فجميعهم طلبة علوم دينية ؟ 
🔵كيف يحكم بفسق صنفه المخالف له في رأي حتى يحل له غيبته وذكر المساويء فيه ؟ 
🔵هل هذه تقع ضمن التكليف الشرعي ؟
🔵وهل هناك شرع يبرر القطيعة وسوء الخلق ؟ وانتهاك حرمة أخيك ورحمك ؟ 
🔵كيف يمثل المتدين بهكذا سلوك يراه العقل السليم قبح محض ؟ 
🔵كيف يبرر الإعتداء اللفظي على إنسان آخر فضلا عن مؤمن فضلا عن ذات الصنف الذي ينتمي إليه ؟ 
🔵كيف تدار الاختلافات في الرؤى إلى فجور في الخصومة وعداوات ظاهرة العمل على إعلامها للناس وممارستها أمامهم لتفشي سوء الخلق فيهم باسم التدين ؟ 
 
من هذه الأسئلة ألتي لا أظنه سيجيب عليها ولن يستطيع تبرير عمله مهما جاء بما يوهم نفسه بأنها أدلة لسبب بسيط جدا هو أن أبسط عاقل يجد القبح في السلوك مهما كانت المبررات .
وكما أن هذا مثل سيّء للمتدين هناك أمثلة جمه لأسمى الأخلاق وأجملها فيهم وتقبل الأراء ووجهات النظر بنقاش حر وبنفس جميلة باسمة تستطيع الحوار بالرد والقبول دون أخذ دور المحاسب المعطي الجنة أو المعاقب بالنار فتلك عند الله لا يعلمها خلقه

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي البحراني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/26



كتابة تعليق لموضوع : وهم التدين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : حسن علي ، في 2016/05/11 .

بسمه تعالى
اعتقد انه يجب الترفع عن مثل من ينتهج هذا السلوك - بعد اليأس من التغير في سلوكه- من التحاور او حتى النقل عنه او مايصدر منه لان هذه التصرفات لا تستحق الكتابه فضلاً عن النقل والتباحث فيها، أما بالنسبه لما قد يطرح في بعض المجالس من حوارات لابد أن يأخذ على محمل الجد في النقاش والحوار وتعدد الأراء والأفكار في اغلب المواضيع للرقي الفكري فيها




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net