صفحة الكاتب : ايليا امامي

السيستاني رسالة مهدوية عاجلة ( 2 )
ايليا امامي
 @ المقاربة التاسعة : 
__________________
هذه المقاربة تبدأ بأن نطرح هذه الرواية التي سنشرح فكرتها أولاً ثم نعرج بالحديث عن سماحة الإمام السيستاني دام ظله : 
عن فرات بن أحنف قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام وذكر القائم عليه السلام فقال : 
(( ليغيبن عنهم حتى يقول الجاهل ما لله في آل محمد حاجة )) الغيبة لشيخ الطائفة قدس سره . 
 
بعض الناس لجهلهم .. يعتبرون الغيبة والإنزواء عن الأنظار أو التوقف عن الحركة .. إنقطاعاً وأنتهاءً للمشروع !! 
 
ويالها من رواية مؤلمة !! 
قد يفقد الإنسان شيئاً من إلتزامه في لحظة ضعف .. 
وقد يتنازل عن بعض مبادئه في لحظة تردد .. 
ولكن ... أن يشعر باليأس الكامل من إنتصار خط الامام المهدي .. ويتعامل مع الامام أنه ميت بحكم الأحياء .. فهنا الطامة .  
 
إنها رواية مخيفة .. تحذرنا أن غيبة الإمام الطويلة ستوصل بعض الجهلة الى التفكير أن مشروع أهل البيت .. أنقطع وتم سحقه وهزيمته .. ولاحاجة لله فيهم .. فأهل الدنيا والقدرة .. مسيطرون على كل شيئ والكون كله خاضع لنظامهم العالمي الموحد .. بينما أفكار أهل البيت محصورة في زاوية ضيقة .. ولاتتبعها سوى شرذمة قليلة .. وقد قضي على حوزتهم وثقافتهم وجماعتهم وجهودهم .. والمجتمع والأجيال أدارت ظهرها عنهم .. ولم يبق لهم شيئ  .. سوى بعض آثار الجوامع وزخرفة الجدران والزي الديني التقليدي المحصور في المحراب .. المنبوذ من قبل عامة الناس . 
 
ومن يفكر بطريقة ( الإسلامي ) الذي يريد الحديث عن المفاهيم الدينيه والعمل عليها وإنزالها الى الحياة العملية  .. فهو إنسان مفصول عن الواقع ومجرد ساذج يعيش أحلاماً لا إمكانية لتحقيقها . 
 
 نعم .. كثرة النكبات وتأخر الوعد .. أوصل البعض الى التفكير بهذه الطريقة من الآن .. فكيف لو إشتد البلاء .. كلما إقترب فرج خاتم الأوصياء ؟؟ 
 
لا يحتاج تطبيق الروايه على هؤلاء أن يقول الشخص منهم أنه فقد الثقة بمشروع أهل البيت .. بل يكفي أن يتصرف بشكل عملي يدل على ذلك .. فالكثير منا تجده منعزلاً تماماً عن أي نشاط ديني .. فردي أو جماعي .. بدعوى أن الكل شكليون ومنافقون .. وأصحاب مصالح .. وليس هو مستعدا  أن يشاركهم نفاقهم .. أو يرسل ولده للتعلم منهم .. وبالتالي لن يعيش لمشروع مهدوي قادم يشارك فيه ( المنتظرين العاملين ) لأنه مشروع لاوجود له !!! 
 
نعم هكذا ستتحكم النظرة السوداويه للأسف بعقول الكثيرين لتأخر الوعد .. وتجعلهم يصلون لمرحلة :
# اليآس والإحباط .. من أي أمل بنصر الدين . 
# ثم الجزع والنفور من كل ماهو إسلامي .
# ثم الإشمئزاز من كل ماهو ديني . 
وهذا هو الوصف العملي لمن يقولون ( ليس لله في آل محمد حاجة ) .. وللأسف ما أكثرهم في زماننا (( فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ )) 
 
بينما المنتظرون .. يعيشون حالة نفسية ثلاثية الابعاد : 
 
١)) ترقب .. وإنتظار لكل لحظة .. لأن الثقة بقوة الله وغلبته لاتزال موجودة .. ومهما أصيب هذا الخط الشريف وهذه الحوزة المرحومة بالزلازل وتأخر عنها النصر .. فلابد من يوم تنتصر فيه بقوة الله ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) . 
 
٢)) متابعة : والمتابعة المستمرة فرع الاهتمام والترقب .. فمن ييأس من قدوم العزيز يترك مراقبة الطريق ومتابعة الأخبار .. أما من يعيش الأمل في كل لحظة .. فهو ينتظر القيام ويتابع أخباره بعيون مفتوحة وقلب متيقظ . 
 
٣)) الإستعداد : فجندي المشروع المهدوي جاهز في كل وقت .. وتراكم السنين بدون اي تقدم .. لايفل عزمه او يثني إرادته . وهو يؤمن بوجود أنصار يتكاثرون مع الوقت .. وإن كان ظاهر الحياة يقول غير ذلك .. ولكنه الظاهر . (( ولعل فتوى الجهاد نموذج مصغر لهذا الإنبعاث من تحت الرماد لمن أراد تصوره )) . 
 
@ أما السيد السيستاني : فقد قطع خطبته السياسية وقرر التخلي عنها ( مؤقتاً ) حتى يحين الوقت المناسب .. فكان من الناس ما كان . 
فبعضهم قال أنه بلامشروع .. وإنتهى دوره و ( ليس لله في المرجعية من حاجة) وضاعت منه تلك الحماسة التي كان يتابع بها الخطبة أول أيام الفتوى .. وأيام الأزمات السياسية . 
ولكن هناك من هم أهل للإمتثال .. 
 
@ أعرف شخصاً لازال يتابع خطبة الجمعة حتى هذا الأسبوع بنفس الحماسة السابقة التي كانت . 
وعندما تسأله لماذا تتابع خطبة شكلية ( روتينيه ) يتكلم فيها الخطيب عن بعض الوصايا لأهل البيت .. بدون الحديث عن أي حلول عملية لمشاكل البلد ..  تجد ان الأمر أعمق بكثير مما تظن !! 
يقول هذا الشخص أن المرجع اليوم يمثل قيادة دينية .. وعلينا أن نتعامل معها بتوفير هذه الابعاد الثلاثة نفسها 
 
# الترقب .. لكل ما يمكن ان يصدر مرة أخرى .. فهو لازال قائداً حياً يعمل بوظيفته .. وواجبنا إنتظار أمره . 
# والمتابعة .. لكي لايفوتنا شيئ لو صدر .. فلازلنا نتوقع أي أمر جديد .. ولسنا ممن يحكم بالموت على المشروع . 
# والإستعداد .. لتلبية النداء مرة أخرى .. أياً كان هذا النداء .. مادام يمثل صوت التشيع .. ويرفع راية الحق . 
 
@ هؤلاء الذين لايديرون ظهرهم للقيادة الدينية في لحظة اعتزالها ( الظاهري )  .. ولايسأمون ولايملون من سكوتها مهما طال .. هم مادة جيش أنصار الامام المهدي .. وخيرة هذه الأرض الطيبة . 
هؤلاء الذين لاينخفض منسوبهم المعنوي من الثقة بالنصر القادم والقائد العالم .. مهما إشتدت الأزمات وكثرت النكبات . 
 
@ هؤلاء الذين ماترددوا يوماً في حقانية طريقهم .. ولاقالوا بأن الأمر إنتهى . 
 
دخلت امريكا ولم يفت السيد بالجهاد .. وهدم النواصب أغلى قبة على قلوبنا ولم يفت بالجهاد .. وإمتد زمان سكوته .. حتى أصاب الغرور قوى العالم كله وأجهزة مخابراته .. وظنت ان هذا الرجل لن تصدر منه هذه الكلمة وخططوا كل حسابهم على هذا الاساس .. 
ولكن المخلصين ماشكوا ولا ترددوا أن السيد سيقول كلمته في الوقت المناسب .. وهكذا كان . 
 
@ هذا هو الترويض الحقيقي على الإنتظار .. وهو التسليم المطلق للوعد الإلهي .. بأن تبقى تثق بالمشروع وإستمراريته مهما طال زمن السكوت أو الركود .. ولازلنا منتظرين بكل ترقب ومتابعة وإستعداد .. والأمل يعمر قلوبنا . 
 
@ عن جابر الجعفي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام متى يكون فرجكم؟ فقال : 
(( هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا، يقولها ثلاثا، حتى يذهب (الله تعالى) الكدر ويبقى الصفو )) . الغيبة للشيخ الطوسي قدس سره . 
 
@ فالسيستاني رسالة مهدوية عاجلة مفادها أن طول الأمد والسكون .. لايعني إنقطاع المشروع .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايليا امامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/03



كتابة تعليق لموضوع : السيستاني رسالة مهدوية عاجلة ( 2 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net