صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

في الوضع العربي اليوم هل للشعب سلطة...؟
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   منذ استبعد الملك فاروق عن السلطة، في مصر، ومقتل الملك فيصل الثاني، في العراق، مرورا ً بالمتغيرات الدولية، والإقليمية، في حقبة الحرب الباردة، وبعدها، وصولا ً إلى إقصاء شاه إيران، ومحاكمة صدام حسين، ونهاية على زين العابدين، ومبارك، والقذافي ..الخ والمشهد مازال بعيدا ً عن نهايته. لكن ثمة ما يلفت الانتباه ـ في هذا كله ـ ان جبروت الأجهزة الأمنية، لدى الجميع، قد مرغت بالوحل! لأنها لم تعد تمتلك شيئا ً إزاء التحولات، والانقلابات، وعواصف التغيير !

   فما حدث، منذ خمسينيات القرن الماضي، يوضح ان هذه الأنظمة (البوليسية) لم تستطع ان تؤدي دورها (القمعي) أو ما يسمى بحماية (الحاكم) إلى الأبد !

    فإذا كانت هذه الأنظمة قد أسست أجهزتها، بتنويعات لا تحصى، على حساب حياة الشعب، وقوته، وصحته، وثقافته...الخ  لأن وجود هذا العدد الكبير من الأجهزة، والأفراد، أدى إلى هدر الثروات، والى استبعاد التنمية الحقيقية، لشعوب هذه الأقاليم.

   وقد برهنت هذه الأجهزة، بحسب الوثائق المرئية، أنها لم تفشل في حماية (رأس) النظام، أو النظام نفسه، بل أنها لم تستطع ان تحمي نفسها، مما أدى، في نهاية المطاف، إلى التصادم مع الشعب !

    وبفشل الاجهزة البوليسية، الامنية، وفصائلها المتنوعة، المدربة تدريبا ً مميزا ً، والتي حصلت على امتيازاتها على حساب الملايين الفقيرة، او التي اصبحت تعيش تحت خط الفقر، استنجدت ـ هذه الانظمة ـ بالقوات المسلحة..! والامثلة واضحة او مرئية، حيث ادت القوات المسلحة الدور الحاسم في التغيير، ومن ثم، في حماية الزعماء، أو في الانقلاب عليهم، أو في مواجهة الشعب !

   انه مشهد يندر ان يحدث في الاحلام، او فوق خشبة المسرح، ولكنه، بجلاء، أصبح يوميا ً.. فالجيش، بدل ان يعمل بشعار (الدفاع عن الوطن) كلف بمهمات حراسة الشوارع، والمؤسسات، والازقة، بل ذهب ابعد من (الحماية) عندما اصبح طرفا ً في الاققتال، وفي حروب الشوارع !

    فهل ثمة وضع لا يحسد عليه، غدا مثيرا للالام، والمرارات، كهذا الوضع...، الذي بلغ درجة ستدفع بالشعوب الى تحمل مسؤولياتها، ودورها، في استعادة حقيقة ان الشعب، والشعب وحده، بمختلف اطيافه، ومفكريه، وعلمائه، ان يستدرك ما الت اليه حتمية التصادمات، والانقسامات..

    ذلك لأن الشعوب وحدها تمتلك حق تقرير مصائرها، بل حقها، في بناء قواتها (العسكرية) التي تسندها، وليس التي تسند أنظمتها الأحادية، الدكتاتورية، أو الفاسدة، لان عزل القوات المسلحة عن الشعب، اثبت ان هذه القوات لن تكون إلا مع الشعب، وليس مع الظالمين ! 

 

العراق - بغداد 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/31



كتابة تعليق لموضوع : في الوضع العربي اليوم هل للشعب سلطة...؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net