صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الحُلم الوطني!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الوطن كائن حي له تطلعاته وأحلامه المعبّرة عن الإنسان الذي يحيا فيه. 
 
ولا يمكن لوطن أن يكون ويتقدم من غير حلم حضاري متوهج ومنطلق إلى آفاق الصيرورة المطلقة.
 
وحلم الوطن حصيلة أحلام أبنائه المتفاعلة بإيجابية وإصرار على التخلق والإنطلاق.
 
وعندما تغيب الأحلام الجماهيرية يضعف الوطن ويتلاشى.
 
ولكي تسحق الوطن والإنسان عليك أن تقتل الحلم الوطني وتصادره.
 
والأوطان القوية المتقدمة مصابة بوسوسة إدامة روح وحيوية الحلم الوطني,  وتجدده ومسابقته للزمان وإنتصاره على قيود المكان. 
 
فترى الحلم الوطني الأمريكي – مثلا – قد تخطى حدود البلاد وسرى في أعماق الإنسان في أرجاء الدنيا. 
 
وأصبحت بعض الأوطان تقرن قوتها وتقدمها بتوهج حلمها وتوقده الدائم , وإن ضعُفَ هذا الحلم فأنها تكون في حالة إنذار وتأهب , وجد وإجتهاد للبحث عن أسباب وعوامل يقظته وتفتحه الحضاري.
 
وبما أن الحلم الأمريكي كبير ومتجدد , فأن قدراتهاعلى التغلغل والسيطرة على الإنسان والمكان في الأرض متواصلة وفعالة , ولا يمكنها أن تسمح لطاقات حلمها أن تذوي وتغيب.
 
بينما في مجتمعاتنا المتعثرة بكل شيئ , يغيب الحلم الوطني تماما وينتفي وجوده , ولا تجد غير التفاعلات الضيقة الأفق , والمرهونة بطاقات وقدرات الوصول إلى السلطة والجلوس على الكرسي , والتعبير عن سلوكيات الأمّارة بالسوء والبغضاء.
 
إن غياب الحلم الوطني يؤدي إلى تداعيات حضارية , ونكبات إجتماعية تدمر الأجيال , وتجردها من فرصة المشاركة في صناعة الحياة الأفضل.
 
وجميع المجتمعات التي أشرقت وأثرت في الحياة , سعت وراء تحقيق حلمها الوطني , الذي عبّر عنه قادتها ورسخوه في أذهان الجماهير ,  وذلك واضح في الثورة الصينية والأمريكية وفي مسيرة المجتمعات المتقدمة , التي إنطلقت في مشوار إنجاز مشروع حلمها الوطني , الذي وجدت فيه قوتها وقدرتها على الوصول إلى تفتح رسالتها الحضارية.
 
ولا يمكن لمجتمعاتنا أن تكون وتتقدم وتعاصر , من دون رؤية حضارية واضحة معبّرة عن الحلم الوطني لكل مجتمع. 
 
فالثورات الجديدة والديمقراطيات المتحركة في المجتمع , لا تستطيع أن تصل إلى مستوى أفضل من الواقع الذي ثارت عليه , إذا أغفلت الحلم الوطني , وعجزت عن تغذية الأجيال بمداد الصيرورة الإنسانية الحضارية , المتفقة وما في المجتمع من طاقات وإرادات صيرورة ونماء أكبر.
 
فما هو حلمنا الوطني؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/30



كتابة تعليق لموضوع : الحُلم الوطني!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net